نفايات لبنان تفتك بأطفاله
تاريخ النشر: 28/08/15 | 17:17تفاجأت اللبنانية أم عيسى التي اصطحبت نجلها -لم يتجاوز عمره عاما- إلى إحدى عيادات أطباء الأطفال، عندما قالت لها مساعدة الطبيب إن عليها الانتظار أربع ساعات لكثرة المراجعين.
وتقول أم عيسى -التي التقيناها في العيادة أثناء ساعات الانتظار- إن ابنها أصيب بفيروس معوي سبّب له الإسهال والتقيؤ، وأدخله المشفى ثلاثة أيام.
وترجع السبب -كما أخبرها الطبيب بالمشفى- إلى أن شباب الحي الذي تسكن فيه ببيروت قاموا بإحراق النفايات المكدسة منذ أسابيع تحت منزلها، مما أسفر عن روائح كريهة عبقت بالأجواء ولوثت الهواء “الملوث أصلا”.
وشهدت بيروت في الأيام الماضية عدة حركات احتجاجية بسبب أزمة النفايات التي تمر بها لبنان منذ أكثر من شهرين مع انتهاء عقد الشركة المسؤولة عن جمع النفايات وطمرها.
وحاولت الحكومة اللبنانية امتصاص غضب الشارع بالإعلان عن نتائج مناقصات جمع النفايات، إلا أن “المحاصصة السياسية والطائفية” في تلزيم الشركات كانت “واضحة”، حسب نشطاء بالمجتمع المدني، الأمر الذي دفعها لإعادة النظر في هذه المناقصات.
وتقول السيدة فاطمة -التي كانت ابنتها تبكي من شدة الألم بسبب إصابتها بمرض جلدي- إن ابنتها خرجت أمس من المستشفى، وأخبرها الأطباء أن مرض ابنتها انتقل عبر الهواء من النفايات المنتشرة في الشوارع.
وسألت بحسرة “ماذا نفعل؟ هذه بلادنا، لو نستطيع الهجرة لكنا تركنا البلاد للساسة يحكمون أنفسهم، ولكننا وأطفالنا فقراء، مضطرون للبقاء هنا ومواجهة الأمراض التي تخلفها النفايات”.
وتدل الشهادات التي سمعتها الجزيرة نت على حنق وغضب أهالي الأطفال من الطبقة السياسية التي تركت “البلاد فريسة للنفايات والأمراض والأوبئة”.
عن الجزيرة