حواجز الطور الاسمنتية عقاب جماعي لحي بأكمله
تاريخ النشر: 28/08/15 | 15:34لا يتوانى الاحتلال في تعامله مع المقدسيين من اتباع سياسة العقاب الجماعي معهم، فيغلق قرى المدينة المقدسة التي يتذرع أن شبانها يخلّون بالأمن العام، بالمكعبات الاسمنتية أو التلال الترابية؛ ويمنع الألاف من الخروج من قراهم أو العودة إليها دون عوائق.
وقد أغلق الاحتلال الإسرائيلي شارع سلمان الفارسي في قرية الطور شرقي القدس المحتلة، بالمكعبات الاسمنتية، مانعا 3000 مقدسي يسكنون في ذلك الشارع من الوصول إلى بيوتهم بأريحية. وبإغلاقه الشارع، احتجز سيارات المواطنين داخل الشارع ومنع الكثير منهم من ادخال سيارته إلى مكان سكنه.
المقدسي اسماعيل أبو الهوى الذي يعمل سائقا لسيارة أجرة، لن يتمكن بعد اليوم من العمل وإعالة اسرته المكونة من ثلاثة أطفال، كون الاحتلال أسر سيارته داخل الشارع ولن يتمكن من إخراجها والعمل عليها، وبهذا يكون حرم أسرة كاملة من ايجاد لقمة عيشها.
أما المسنين المرضى الذين يقطنون في ذلك الشارع ويبلغ عددهم العشرات، فكان لهم النصيب الأكبر من العقاب كونهم لا يستطيعون المشي مسافة كبيرة – من بيتهم إلى ما بعد حاجز المكعبات الاسمنتية الذي أغلق الشارع. فالمسن خالد أبو الهوى – 72 عاما – مريض بالسكري وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس، قال لكيوبرس إنه يتردد على المستشفى عدة مرات في الأسبوع بسبب حالات ضيق التنفس التي يصاب بها بسبب الجلطات المتعددة التي أصابته، مبيّنا أنه لن يتمكن من الذهاب إلى المستشفى بعد اليوم كونه لا يستطيع المشي إلى الحاجز الاسمنتي بتاتا.
وكذلك المسنة أميرة أبو اللبن 85 عاما التي تعاني من مشاكل في القلب ولا تستطيع المشي إلا بمساعدة كرسي العجزة، لن تتمكن من اختراع الحاجز كون حجم كرسيها أكبر من المساحة التي تركها الاحتلال لمرور المشاة، والتي لا تتجاوز النصف متر.
وللأموات نصيب من عقاب الاحتلال لقرية الطور، فبإغلاقه لشارع سلمان الفارسي سد الاحتلال الطريق المؤدية إلى مقبرة القرية الرئيسية. “حاملي النعش لن يتمكنوا من الوصول إلى المقبرة إلا إذا اعتلوا الحواجز الاسمنتية التي يبلغ ارتفاعها 2.50 متر، وذلك سيشكل صعوبة كبيرة عليهم”، قال مختار الطور خضر أبو سبيتان لكيوبرس.
وأضاف أنه مع افتتاح العام الدراسي الجديد سيواجه طلاب مدرستي وروضتي (المحبة واليمان) و(أطفال جبل الزيتون) الذين يبلغ عددهم 960 طالبا، صعوبة في الوصول إلى مدارسهم كون المدارس تقع خلف الحاجز. فباصات المدارس أو حتى الأهالي سيضطرون لإنزال الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين (3-6) سنوات في مكان بعيد عن مدارسهم مما سيشكل خطرا عليهم.
من جانبه قال المواطن محمود أبو الهوى إن اغلاق الشارع سيسبب مشاكل صحية في الحي، كون سيارات النفايات لن تستطيع الوصول إلى الحاويات الموجودة خلف الحاجز الإسمنتي مما سيؤدي لتراكم النفايات التي سينتج عنها روائح كريهة ومخاطر صحية ستزداد مع الجو الحار.
ليست هذه المرة الأولى التي ينتهج بها الاحتلال إغلاق شارع سلمان الفارسي، فهو يرمي من وراء سياسة اغلاق الشوارع والعقاب الجماعي إلى قلب السكان على كل من يحتج على سياسة الاحتلال، إلا أن المقدسيين يثبتون مرة تلو المرة، بقوة يدهم الواحدة، في مجابهة ظلم الاحتلال حتى لو اضطروا لتحمل ويلات العقاب الجماعي.