بدول أوروبية نعم لمسيحيي اللاجئين لا لمسلميهم
تاريخ النشر: 28/08/15 | 12:17لم تجد دول أوروبية مثل بولندا وسلوفاكيا والتشيك غضاضة في رفض استقبال مسلمي اللاجئين الفارين من ويلات الحرب، وأغلبهم سوريون، والإعلان عن قبولها مسيحييهم فقط، في خطوة انتقدها ضمنا الاتحاد الأوروبي، ويقول مراقبون إنها نتيجة لأجواء معاداة الإسلام المنتشرة في القارة العجوز.
وتتعلل تلك الدول -الواقعة بمناطق قريبة أو كانت على تماس مع الخلافة العثمانية- بصعوبة اندماج هؤلاء في محيط مسيحي صرف.
وتورد صحيفة فاينانشال تايمز الصادرة في الـ23 من أغسطس/آب قصة السوري عدنان سعد وزوجته وطفله الرضيع الذين لم يضطروا -مثل آلاف من مواطنيهم السوريين الفارين من جحيم الحرب ببلادهم- إلى السير في رحلة محفوفة بالمخاطر برا وبحرا للوصول إلى أوروبا.
وتقول الصحيفة إن سعد منح هو وأسرته تذاكر طيران إلى وارسو قبل شهر، فضلا عن منزل يؤويه، ورعاية صحية، ودورات مجانية لتعلم اللغة، ومبلغا من المال.
وبحسب الصحيفة فإن “الحظ” ليس وحده السبب في ذلك، ولكن ببساطة لأن سعد وعائلته من المسيحيين. وتشير الصحيفة إلى أن ذلك يندرج ضمن إستراتيجية لبعض دول أوروبا الشرقية “مثيرة للجدل”.
وأضافت أن الاختيار يعتمد على معايير تضعها الكنائس التي تتولى اختيار الأسر بشرط أن تقدم شهادات التعميد وخطاب توصية من كاهن إضافة إلى شهادة صحية.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة البولندية وافقت فعلا على قبول خمسين عائلة مسيحية سورية من مئتي شخص، في إطار مبادرة تقودها منظمة خاصة تدعى “إستيرا”.
رئيسة وزراء بولندا إيفا كوباتش عللت ذلك بالقول “إن المسيحيين الذين يتعرضون اليوم للاضطهاد بطريقة همجية في سوريا يستحقون من البلدان المسيحية مثل بولندا التحرك بسرعة لمساعدتهم”.
ميريام شاديد:”اللاجئون المسلمون يشكلون تهديدا أمنيا لبولندا واللجوء العشوائي طريقة سهلة لتنظيم الدولة الإسلامية لتوزيع جماعاته في مجتمعاتنا، والكثير ممن يعتنقون الديانة الإسلامية مجرمون.”
وحين سئلت رئيسة منظمة إستيرا ميريام شاديد -المشرفة على المبادرة- عن سبب رفض المسلمين قالت إن اللاجئين المسلمين “يشكلون تهديدا أمنيا لبولندا، فاللجوء العشوائي طريقة سهلة لتنظيم الدولة الإسلامية لتوزيع جماعاته في مجتمعاتنا”. وزعمت أن “الكثير ممن يعتنقون الديانة الإسلامية مجرمون”.
وتخطط المؤسسة البولندية لجلب 250 عائلة مسيحية أخرى ابتداء من سبتمبر/أيلول، بشرط أن تتوفر الأموال اللازمة لنقلهم جوا إلى بولندا وإسكانهم، وتوفير راتب شهري لهم في حدود 440 يوروا.
وأظهرت دراسة حديثة أن 70% من البولنديين يعارضون خطة أوروبية بدمج أربعين ألف لاجئ سوري، ومن ضمنهم 36% عبروا عن معارضتهم لذلك “بقوة”.
ورغم شلال الدم المتدفق في سوريا، ربطت سلوفاكيا أيضا موافقتها على استقبال السوريين بأن يكونوا من الديانة المسيحية وأن يكونوا “ملتزمين بالذهاب إلى الكنيسة”.
وبحسب صحيفة “دوما” البلغارية الصادرة في الـ21 من أغسطس/آب، قررت سلوفاكيا أن تستضيف ثلاثمئة شخص من السوريين الموجودين حاليا في معسكرات على أراضي إيطاليا وتركيا.
وقال إيفان نيتيك -المتحدث باسم وزارة الداخلية السلوفاكية- في تصريحات صحفية إن بلاده تريد مساعدة أوروبا في حل مشكلة اللاجئين “وكان بودنا أن نستقبل ثمانمئة مسلم، لكن لا توجد مساجد في سلوفاكيا، كيف للمسلمين أن يندمجوا؟”.
وأضاف أنه عند إجراء المقابلات مع المعنيين سيتم السؤال عن التصورات الدينية لطالب اللجوء.
ورفضت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنيكا بريثارد التعليق على الموقف السلوفاكي، ولكنها قالت إن التفرقة على أساس ديني محظورة في كل دول الاتحاد الأوروبي.
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة قد حثت من جهتها دول الاتحاد الأوروبي على عدم ممارسة أية تفرقة عند تطبيق برنامج إعادة التوطين. لكن نيتيك يشدد على أن حكومته ترفض اتهامها بالتمييز، وأن هدف قرارها هو الحفاظ على “وحدة المجتمع”.