التجمع يرفض مقترح "تبادل الأراضي" ويعتبره تنازلاً عن الثوابت
تاريخ النشر: 02/05/13 | 11:28أعرب التجمع الوطني الديمقراطي عن رفضه القاطع للموقف، الذي تناقلته وسائل الأعلام المحلية والعالمية، بشأن استعداد وفد الجامعة العربية، الذي التقى مسئولين أمريكيين، لما سمي "تبادل طفيف للأراضي"، وللموقف الداعي لتخفيف بند اللاجئين في مبادرة الجامعة العربية، مع ان هذا البند، في الأصل، لأنه يحمل تنازلاً عن إلزام اسرائيل بتطبيق حق العودة.
واعتبر التجمع هذا الموقف تنازلاً عن الثوابت، وإيغالاً في سياسة مراضاة الولايات المتحدة وإسرائيل، لتجديد مفاوضات عبثية، ثبت بالتجربة انها تضر بقضية الشعب الفلسطيني وتستفيد منها اسرائيل.
ودعا التجمع جامعة الدول العربية الى التمسك بالقرارت الدولية التي تنص على ضرورة تفكيك كل المستوطنات باعتبارها غير شرعية، وعلى إقامة دولة فلسطينية سيادية مستقلة في كل المناطق المحتلة عام 1967، وعلى حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
وأشار التجمع الى أن المطلوب من جامعة الدول العربية، ليس تقديم التنازلات لإسرائيل وأمريكا نيابة عن الشعب الفلسطيني، بل عليها ان تدعم نضال هذا الشعب ضد الاحتلال، وعليها بدل التراجع عن المواقف، ان تعمل على انتزاع موافقة امريكية وأوروبية على قرارات الشرعية الدولية، وعلى حشد الضغوط وتفعيل عقوبات على اسرائيل، لا تقديم التنازلات لمراضاتها.
وأكد التجمع ان الموقف، الذي يقبل بما يسمى "تبادل طفيف للاراضي"، والذي هو استمرار لمقترحات مماثلة طرحت سابقاً مرات عديدة في المفاوضات العبثية بين اسرائيل والقيادة الفلسطينية، يحمل مخاطر كثيرة منها أن اسرائيل تستغله لشرعنة الاستيطان بادعاء أن هناك قبول عربي وفلسطيني بتبادل الأراضي في اطار التسوية.
كما أن هذا الموقف يتناقض وقرار الامم المتحدة قبول فلسطين بحدود الرابع من حزيران عضواً مراقباً.
وشدد التجمع على موقف شعبنا في الداخل الرافض لمبدأ تبادل الأراضي، الذي يمسه بشكل مباشر، ويهدد حقوقه في ارضه وتستغله اسرائيل لوضع علامات استفهام على حقوقه ومستقبله في وطنه.
وطالب التجمع جامعة الدول العربية الى اعادة النظر في مبادرتها، لا تقديم تنازلات جديدة فيها، خاصة وان كل تنازل عربي وفلسطيني، تستغله اسرائيل لصالحها وتقابله بمزيد من التطرف والتعنت، وهذه المرة ايضا استغل نتنياهو الموقف ليطالب العرب بتنازلات اضافية والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية, وفي حين رحبت بعض القيادات الاسرائيلية بالتنازلات العربية الجديدة، الا انها لم تعلن موافقتها على مبادرة الجامعة العربية.
ودعا التجمع جامعة الدول العربية إلى عدم تبني موقف تبادل الاراضي، لأنه سيضر بقوة الطرف الفلسطيني في أية مفاوضات مستقبلية، حيث ستستند إليه إسرائيل أولا، لشرعنة الاستيطان، وثانيا، كأرضية لتنازلات قادمة.
إن مسار التنازلات الفلسطينية- العربية، والذي يأتي هذه الموقف ضمنه، يجلب ضررا كبيرا للقضية الفلسطينية، ويزعزع حق الشعب الفلسطيني في تثبيت مشروعية مطالبه السياسية من انسحاب كامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 67، بما فيها القدس، وتفكيك كافة المستوطنات التي تعتبر خرقا سافرا للقوانين والمواثيق الدولية، كما وتعتبر جريمة حرب.
واعاد التجمع التأكيد على موقفه بأن التعويل الفلسطيني بوجود ما يسمى "شريك إسرائيلي"، قد ساهم في إضعاف النضال ضد الاحتلال، وإلى تسهيل سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، ونهويد القدس، وإلى قيام اسرائيل بالمزيد من أعمال العنف الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزروعاتهم ومقدساتهم وأراضيهم، وإلى لجوئها إلى استراتيجية إنتظار التنازل التالي.
ودعا التجمع إلى تصعيد النضال استناداً إلى قراءه صحيحة للواقع، وانطلاقا من استراتيجية مقاومته ومن أنه لا تسوية في الأفق، ولا شريك إسرائيلي للسلام العادل، وأننا بصدد حكومة متطرفة، وإجماع إسرائيلي متطرف، تغذي تطرفه المهادنات العربية والفلسطينية المتكررة، وتراجع وامتناع الطرف الفلسطيني الرسمي عن تقديم إسرائيل للهيئات الدولية لمحاكمتها على جرائمها.
ودعا التجمع الى الإسراع في التوصل الى المصالحة الوطنية الفلسطينية والشروع في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإلى التمسك بالثوابت وبالمشروع الوطني الفلسطيني، وإلى تفعيل النضال الشعبي ضد الاحتلال, وإلى المبادرة لحشد ضغوط دولية وفرض عقوبات على اسرائيل للجمها عن المضي في نهج الاستيطان و العدوان على الشعب الفلسطيني.