انقلاب الموسيقيين على هاني شاكر
تاريخ النشر: 30/08/15 | 9:37حالة من الغضب الشديد انتابت العديد من العاملين فى الوسط الفني، وأعضاء نقابة المهن الموسيقية، حيث تسببت قرارات النقيب ومجلس النقابة الأخيرة فى إثارة اللغط بين الجميع، خصوصا قراره بضرورة ارتداء الفنانين لملابس لائقة لا تثير الغرائز على خشبة المسرح أو فى أى حفل.
وهو الأمر الذى اعتبره الكثيرون تدخلا مرفوضا، وأمرا خارجا عن المألوف، خصوصا أن تنفيذ هذا الأمر غاية فى الصعوبة فى ظل الروح الشبابية التى تطغى على الحفلات، وأن النقيب يريد أن يحشم الجميع، وليس الفنانين الذين يظهرون بملابس غير لائقة، فقرار الملابس اللائقة لا يخص الفنانات فقط بل الفنانين الرجال أيضا.
وصرح خالد بيومي، أمين الصندوق بالنقابة، بأنهم لم يتخذوا أى إجراءات، أو قرارات، ولكنه مجرد تحذير ولفت نظر، لبعض المطربين، للالتزام بالآداب العامة وتقاليد المجتمع، وقال إنه لا يجد أى مبرر للهجوم أو السخرية من القرار، فلأن النقابة تحرص على الدفاع عن الجميع، وأن مظهر الفنان انعكاس للنقابة التى كانت كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب من نقبائها من قبل.
وقال إن الامر ليس فقط على الملابس، ولكن أيضا على الالفاظ التى يخرجونها وآداب المهنة التى نبحث على الحفاظ على قيمتها، وتقديم فن راق خصوصا أن الاعضاء متوسمون أن يعيد النقيب هيبة النقابة.
واستغرب بيومى من التعليقات وردود الفعل، وقال: «لم ندخل فى مواجهة مع أحد ولم نوقف أحدا عن العمل، ولكننا قدمنا توجيها ودعوة للناس أن تراعى آداب المهنة، والمجلس اجتمع بناء على مجموعة صور للعديد من الفنانات فى الساحل الشمالى بملابس غير لائقة أثناء غنائهن».
ومن ناحية أخرى، هاجم المنتج والسيناريست محمد العدل القرار، وقال عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «ده إحنا حانشوف أيام سودة، كان ماله مبارك ونظيف، ده مرسى ما عملش فينا كده».
فيما علق الشاعر رمضان محمد قائلا: «لو أحيت نانسى عجرم أو إليسا حفلة بلبس غير لائق، هل يستطيع أن يقول لهما اتركا المسرح واستبدلا ملابسكما؟! ويجب أن تواكب القرارات الجيل الحالي، عكس جيل الثمانينات الذى ظهر فيه هانى شاكر، الشباب الان لن يستوعب أن يظهر نجم أمامه بشكل «فورمال»، ولن يتقبلها، ومن يبحث عن الملابس اللائقة يذهب إلى الأوبرا».
وتساءل: «على أى أساس سوف تحدد إذا كانت الملابس لائقة أم لا؟! وما الفرق بين ما كان يريده الإخوان وما يريده النقيب الآن؟
وقال الموسيقار حلمى بكر، إنه يرفض أى قرار فى ذلك الاتجاه، وإنه لا يصلح تطبيقه الوقت الحالي، وسينال هجوما من الخارج والداخل، لأنه كلام غير معقول وغير منطقي، وقال ساخرا: «اكتب فى ورقة إيه هو اللبس المحتشم ومواصفاته عشان الناس تمشى عليه، وأغنية «بوس الواوا» هتلبس فيها عباية؟! طبعا لازم تلبس فيها اللى هى عايزاه»، وأكد أنه ينبغى أن يهتم بالأغنية الجيدة والألحان بدلا من الاشياء التى ليس لها معنى، وإن القرار لن يمس أو يفيد الفن بشيء».
من جانبه علق الموسيقار محمد ضياء، على تحذيرات النقابة وقال: «الهدف من تلك القرارات أن تكون الملابس التى يرتديها الفنان- أو المطربة- ملائمة للمكان، الذى يغنى فيه، وليس عيبا أن يقول ذلك، وبما أنه اتهم كثيرا من بعض الاشخاص أنه سبب فى أن يظهر البعض بهذا المظهر، لان أى فنان يظهر بشكل سيئ فإنه يسىء أيضا لاى شخص مرتبط بنفس الأمر».
وأضاف: «أنا لا أعلم أن هذا الامر قانونيا مفعلا أم لا؟ وأريد أن أؤكد لك أن الهدف الوحيد من هذه القرارات تقنين الأمور ووضع حد ونصاب لمثل هذه الأمور»، وعن الهجوم الشديد الذى تعرض له يقول: «هناك من يؤيد وهناك من يعترض، لان أى قرار فى الدنيا من الصعب أن يجتمع عليه الجميع حتى وإن كان صوابا».
وأنهى كلامه قائلا إن النقيب لم يلغ عضوية أحد، أو يدخل فى صدام، ولكن فى النهاية هى توصيات فى محاولة لتقييم الأمور وعودتها لنصابها الطبيعي».
وكان نقيب الموسيقيين، هانى شاكر، قد أصدر عدة قرارات فى الاجتماع الاخير لمجلس النقابة، ومنها منع صرف بدل انتقال لأعضاء المجلس التى تكلف النقابة قرابة المليون جنيه سنويًا، وإنذار أى فنانة تظهر بملابس غير لائقة بالحفلات أو الكليبات أو البرامج، وإنشاء موقع إلكترونى باسم النقابة لتسهيل تداول المعلومات بين الأعضاء، بالإضافة إلى إنشاء صفحة على موقع «فيس بوك» باسم نقابة الموسيقيين لنشر كل ما يخص الأعضاء.
واعتمد شاكر قبل خوضه انتخابات نقابة الموسيقيين على مشروعه الخاص فى محاربة الإسفاف والابتذال فى الفن، وتمنى أن يعود الفن إلى أيام الزمن الجميل، وأن تعود الحفلات كما كانت فى فترة عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، وعارض هانى عددا من الالوان الموسيقية الجديدة، التى رآها تخريبا للفن، وانحرافا عن مسار «زمن الفن الجميل».
وبعد فوزه بالمنصب، توقع عدد من الموسيقيين، أن يترك هانى أزمات النقابة ومشاكلها مثل قانون العلاج الجديد، والإسكان والمعاشات، لمجلس النقابة، ويتفرغ هو لأمر النهوض بالفن المصري، وإعادة مهرجانات الأوبرا، وكذلك وضع قوانين للحفلات خاصة للمطربات الأجانب، وذلك بعد تلميحه فى أكثر من لقاء تليفزيوني، برفضه حفلات «البلاجات والشورتات»، فى إشارة منه لاتجاه معظم المطربين إلى حفلات الساحل الشمالى والمنتجعات السياحية، والتى ربما سيبدأ بها أول قراراته.