اقعد للمعلّم
تاريخ النشر: 03/05/13 | 12:45
اليومَ إذ دخل المعلم صفّنـــا
للدّرسِ قمنا نهدفُ التبجيـــلا
– ماذا فعلت؟! أَقُمْتَ إكرامًا له؟
اُقعد أراكَ إذا تقوم ذليــــلا
– لكنْ أبي قال الأمير بشــعرهِ
"كاد المعلّم أن يكون رســولا"
– ما لي وقولٌ قيل في زمنٍ مضى
من ذا المعلّمُ كي أراهُ جليــلا ؟
– لولا المعلّمُ يا أبي لوجدتْنـــا
شعبًا وضيعًا ضائعًا مذلــــولا
– ليس المعلّمُ من عليكَ تُجلّــهُ
يكفيه فخرًا إن صمتّ قليـــلا
هذا حوارٌ شاعَ في أيّامنــــا
أدّى بشعبٍ أن يَضِلّ سبيـــلا
فأبٌ يداهم في الصباح مُدرّسًـا
وكأنّ ثأرًا عندهُ وقتيـــــلا
فَيُضِجُّ مدرسةً لأجل علامــةٍ
ويُثيُر فيها صيحةً وعويـــلا
والبعضُ إن زلَّ المعلّمُ مـــرّةً
صار العدوَّ المجـرمَ المـــرذولا
وإذا لمستَ مُهذّبًا أذنَ ابنــهم
فلقد أثمتَ ..وكانَ إثمــُكَ غولا
عارٌ علينـا أن يقولَ لسانُنـــا
عمّن يعلّمُ مثلما قد قيــــلا
من للفتى بعد المعلمِ مرشـــدًا
ومربيًّا ومهذّبًا ودليـــــلا؟
من للأهـالي بعده متفانيـًــا
يرعى الأمانةَ مخلصًا ونبيـــلا؟
أنردُّ للأزهارِ حين تضوّعـــت
عطرًا بِرَدٍّ لا يليق جميــــلا؟
أنعاتب الشمسَ المنيرةَ إذ لنــا
كشفتْ حقائقَ لا تسرُّ خليـلا؟
كشَفَتْ بأنّ الأمَّ أهملتِ ابنَهـا
وأبوه ضيّعَ عمرَهُ مشغـــولا
قد صار بينهما كمنْ أخذوا له
أمًّا تُهذّب أو أبًا مســــؤولا
أَوَليسَ يكفينا المعلمُ دائــمًا
يرعى الشبابَ مشاعرًا وعقـولا؟
لو بدّل العلمَ المخصص لابنكمْ
بدراهمٍ لشكرتموهُ جزيـــلا
وكأنّها تبقى وتنفع للمــدى
وكأنّ علمَه لا يظلُّ طويــلا
هذا القصيدُ معاتبًا يرجوكــمُ
رُدّوا المعلّـمَ حقّه المقتــولا
هبّوا أهالينا لنصرةِ علمــكم
لنعيد للعُرْب الحيــاة الأولى