نحن بين اثنتين كلتاهما النار

هذه قصيدة من سلسلة قصائد، سأنشرها عبر موقع بقجة المتطور بعد ان غبتُ عن هذا الموقع فترة لا بأس بها لانشغالي بتحضير مسرحية ستنشر قريباً وقد القيت هذه القصيدة على مسامع زملائي المعتمرين، عندما تركنا المدينة المنورة مودِعينَ رسولنا صلى الله عليه وسلم، بعد اداء العمرة في الحرم الشريف في مكه وقد شعرت كشعور الاخوة الذين استقلوا المركبة متّجهين شمالا نحو الوطن والدموع تساقطت بعد قضاء اسبوعين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فنظمت قصيدتي هذه، وشعرت ان هذه الدموع تميزت بالحزن والفرح في آن واحد.

الحزن على ما تركناه من وقفات ايمانية وذكريات جميلة ناصعة البياض، ودموع الفرح لاننا عائدون الى الوطن والى الاحبة وقد اخترت عنوانا لهذه القصيدة وهو:

سلامٌ منا نحن عبيد الله الضعفاء             نرفعُ شاخصينَ العيونَ الى السماء

رسولنا محمدٌ خيرُ البريةِ والانام               لنا ولكم التحيةُ والصفاء مع الدعاء

انتم وطأتم بلاداً مُقدّسةً مُشرّفةً             جمعتني واياكم الاخوه انتم اشقاء

الوداع الوداع يا نبينا المصطفى                يرفع لك هذا الجمعُ يداً الى اللقاء

تذكروا سماحة رسولنا الهاشمي              حين قال “اذهبوا فانتم الطلقاء”

مشتاقونَ نحنُ الى فلذات اكبادنا              جيراني في عرعرة أبناءٌ وزملاء

نحنُ نحنُ بين اثنتين كِلتاهما النار             وداعٌ مُدمعٌ للحجازِ والعودة للأحباء

هناك ينتظروننا بشوقٍ واشتياقٍ                 عودةٌ بالسّلامة اذا الحّقُ شاء

رسولنا وكعبتنا شُعلةً منارةٌ علمٌ                للجموعِ الغفيرةِ شيمتُها  النقاء

جياشةٌ الأحاسيسُ حينَ نلمِسُها              ساعةُ فكرٍ وغوصٍ مع الصحراء

الحرمُ الشريفُ ومقامُ إبراهيم                    نسعى ونطوفُ بثيابنا البيضاء

نتذكر أخي معاً الكعبة الشريفة                حلّت علينا السكينةُ نحن الضعفاء

شُربَةٌ من ماءِ زمزم إخوتي                      تُشفي العليلَ وهذا الماء خيرُ ماء

وقبرُ رسولِ الله وقبرا خليفَتَيهِ                   طابَ السلامُ هناكَ طابَ الدعاء

عند دخولِ الحرمَينِ الشريفَينِ                 وما أجملُ الفن والروضة الغناء

سعيدٌ انا معكم كباراً وصغاراً                   أحييكُم مع حفظِ الكُنى والأسماء

باسمي وباسم قرينتي ام مجدي            سعدتُم مساءً فحتماً انتم السعداء

نقول معكُم لمقدساتنا الحجازية              لقاءٌ ثمَ دعاء ولقاءٌ والى اللقاء