مؤسسة ميزان تنظم المنتدى السنوي الاول للجامعيين
تاريخ النشر: 06/05/13 | 4:56
نظمت مؤسسة ميزان لحقوق الانسان – الناصرة، يوم الجمعة 3.5.2013 (منتدى ميزان السنوي الاول للطلاب الجامعيين) في قاعة فندق غاردينيا في مدينة الناصرة، ضمن برنامج التواصل مع الطلاب الاكاديميين، والذي يهدف لاستمرار علاقة "ميزان" مع هذه الشريحة من المجتمع بعد التخرج من الجامعة او الكلية، خاصة الطلاب الذين يدرسون موضوع الحقوق أو العلوم السياسية أو الاعلام والاتصال، حيث بحثت مؤسسة ميزان خلال المنتدى وبحضور عشرات الطلاب والطالبات سبل وآليات التعاون والتواصل بين "ميزان" من جهة والطلاب من جهة اخرى، ووضع البرامج المشتركة للعمل سوياً مستقبلاً.
وقام على عرافة المنتدى المحامي عمر خمايسي من "ميزان" مؤكداً: "إن هذا هو اللقاء الاول الذي يجمع بين مؤسسة ميزان لحقوق الانسان والطلاب الجامعيين الذين يدرسون مواضيع الحقوق والعلوم السياسية والاعلام، هذا اللقاء الذي يأتي تحت عنوان: "منتدى ميزان السنوي الاول للطلاب الجامعيين". الذي نسأل الله ان يكون بداية موفقة للتواصل مع هذه النخبة من الطلاب. إن مؤسسة ميزان دأبت على خدمة شعبها وقضاياه المصيرية في مجال حقوق الانسان منذ انطلاقتها وحتى اليوم وهي تسير بخطى ثابتة لزيادة وتيرة عطائها ونمائها.
ثم القى نائب رئيس مؤسسة ميزان المحامي هاشم سعايدة كلمة نيابة عن رئيس المؤسسة فقال: "إن مؤسسة ميزان ومنذ تأسيسها تركز عملها في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والقضايا الجماهيرية التي تخص الداخل الفلسطيني. ولها طاقم عمل متمرس في خوض غمار هذه القضايا. كما ان المؤسسة افتتحت مؤخرا فرعا جديدا لها في النقب بالإضافة الى مكتبها الرئيس في مدينة الناصرة، والذي تهدف من خلاله الى معالجة القضايا المتشعبة والمشاكل والهموم التي يعاني منها أهلنا في النقب، وعلى رأسها هدم البيوت ومصادرة الأراضي وحرمان عشرات القرى من الاعتراف بها، وحرمان اهلها من أبسط الحقوق مثل المياه والكهرباء والبنى التحتية والمؤسسات المختلفة.
وأكد المحامي هاشم سعايدة أن مؤسسة ميزان أصدرت عددا من الكتب وعلى رأسها كتاب (في ضيافة الشباك) وهو الاول من نوعه والذي كان له الاثر الكبير في التوعية حول التحقيقات الشرطية والمخابراتية. بالإضافة الى تقرير توثيقي (عكا تحت النار) وكتاب (ديموقراطية غارقة في العنصرية) وكتاب (صرخات من وراء القضبان).
المحامي عبدالرؤوف مواسي – مدير مؤسسة ميزان: "نؤمن ان الطلاب الجامعيين قادرون على خلق واقع جديد وتغيير الاوضاع الراهنة الصعبة"
ثم القى المحامي عبدالرؤوف مواسي – مدير مؤسسة ميزان لحقوق الانسان كلمة قال فيها بعد ان رحب بالطلاب والطالبات: "إن منتدى ميزان السنوي الاول للطلاب الجامعيين، هو لبنة أخرى من لبنات مؤسستنا، والذي جاء خدمة واستمرارا لنشاطاتنا وفعالياتنا التي تهدف الى الحفاظ على حقوق الانسان ودفاعا عنها في هذه الدولة التي باتت تتفنّن في تقنين التمييز العنصري ضد المجتمع الفلسطيني فيها".
مضيفا: "جاءت فكرة هذا المنتدى إثر الحاجة الملحة التي لمسناها في مؤسسة ميزان للتواصل مع الطلاب الاكاديميين الذين يدرسون موضوع الحقوق العلوم السياسية والإعلام، والذين نعتبرهم من اهم شرائح شعبنا ومجتمعنا، هذا التواصل الذي نأمل أن يستمر بإذن الله، سواء خلال فترة الدراسة الجامعية، أو بعد التخرج والانخراط في سلك العمل، والذي يهدف إلى التناصح فيما بيننا وإثراء الأفكار وتبادل الآراء وطرح المواضيع المختلفة التي ترونها هامة وملحةّ لطرق أبواب المحاكم أو المحافل المحلية والدولية المختلفة، او إجراء ابحاث ودراسات علمية وميدانية تثري هذا المشروع".
وحول سبل التعاون بين المؤسسة وبين الطلاب قال: "إننا نؤمن ان الطلاب الجامعيين قادرون على خلق واقع جديد وتغيير الاوضاع الراهنة الصعبة وكسب ثقة الجمهور ورفع مستوى الحوار لخلق قاعدة متينة للارتقاء بما تعلمنا والعمل بما علمنا، فإننا في مؤسسة ميزان نقترح عليكم تطوير بعض الافكار والمبادرات البناءة للتعاون المشترك بيننا وبينكم ومنها:
1.بناء مجموعة من الطلاب بالتعاون مع "ميزان" لمتابعة شؤون الطلبة القانونية واسداء النصائح والمشورة لهم والترافع عنهم في مؤسسات الجامعة وخارجها من اجل رفع ظلم هذه المؤسسات ومعاملتها السيئة احياناً للطلاب العرب والمس بحقوقهم الطلابية وحقوقهم الانسانية والسياسية والاجتماعية وعدم اعطائهم كامل الحرية بالتعبير عن رأيهم والقيام بنشاطاتهم الاكاديمية والسياسية المختلفة.
2.نقترح على الطلاب وبمشاركة "ميزان" انتقاء بعض القضايا والمشاريع التي تهم مجتمعنا وتبنيها ودراستها علمياً ونظرياً.
3.تدرس "ميزان" في هذه الايام مشروعاً تتبنى من خلاله عدداً من طلاب القانون المتفوقين لإتمام تعليمهم للقب الثاني والثالث.
4.نطمح في "ميزان" ان يكتب الطلاب مقالات وابحاثا قانونية وعلمية متعلقة بحقوق الانسان لنشرها في مجلة ميزان الدورية.
5.هناك امكانية لأداء الفترة التدريبية للمحامين (ستاج) في مؤسسة ميزان حسب احتياجات المؤسسة واستيعاب بعض المحامين المتخصصين للعمل في مؤسسة ميزان".
الاستاذ الباحث د.مهند مصطفى: "الجامعي بين التزامه المعرفي ودوره المجتمعي"
بعد ذلك كانت محاضرة الاستاذ الباحث د.مهند مصطفى – المحاضر في جامعة حيفا وكلية اور يهودا- تحت عنوان: "الجامعي بين التزامه المعرفي ودوره المجتمعي"، وناقشت المحاضرة موضوع دور الطالب الاجتماعي على مستويين، الأول دوره المعرفي في إنتاج الأبحاث والمساهمة المعرفية، والثاني هو دوره المجتمعي في الجامعة والمجتمع، وعلى الرغم انه يبدو للوهلة الأولى أن هنالك تناقضا بين الأمرين، فإنهما فيما مضى كانا متلازمين مع بعضهما البعض، ولم يكن يتم الفصل بين الالتزامين لدى الطالب الجامعي وخصوصا في العالم العربي في بداية القرن العشرين، حيث قاد الطلاب الجامعيون ومعهم ابناء الطبقة الوسطى من وطنيين وإسلاميين حركات التحرر الوطني ضد الطبقات المهيمنة في المجتمع وضد الاستعمار الأجنبي، وشكلت كليات الحقوق في القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت التي تأسست نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الحاضنة للتغيير السياسي والوطني في العالم العربي ومنها خرجت القيادات البارزة في العمل الوطني والإسلامي.
وأكد الأستاذ مهند أن التزام الطالب الجامعي والأكاديمي بدوره الاجتماعي من خلال التعاطي مع قضايا مجتمعه بعقلانية وتحليل موضوعي هو الذي يخلق المثقف الحقيقي، وإن انغماس الطالب والأكاديمي بدوره المعرفي يحوله إلى حالة وظيفية في مؤسسة أكاديمية، بينما التزامه المجتمعي واهتمامه بالشأن العام يحوله إلى مثقف ملتزم بقضايا المجتمع، على أن يتعاطى مع قضايا مجتمعه بعقلانية، وانحيازه لمجتمعه لا يجب أن يؤدي إلى تراجع موضوعيته وعقلانيته في التعاطي مع هموم مجتمعه ونقدها وتقديم البدائل والحلول وإبداء الموقف في الشأن العام.
مضيفا: "إننا نشهد في العقد الأخير تراجعا بالتزام الطالب الجامعي والأكاديمي في دوره المعرفي ودوره المجتمعي، ومجرد طرح عنوان المحاضرة يدل على هذا التراجع، حيث لم يكن هذا العنوان ليطرح قبل خمسين عاما لان الالتزامين كانا مفهومين ضمنيا في المجتمعات العربية، وعلى المستوى المعرفي هنالك انقطاع مزدوج عند الطلاب، انقطاع عن الموروث الحضاري الإسلامي بما يحمل من علوم اجتماعية وإنسانية وفلسفة، وانقطاع عن الموروث الإنساني وفلسفته وعلومه. لأننا لا نحاول ان نقرأ نصوص هذا الموروث، فهناك علم سياسي إسلامي نشا قبل علم السياسة الغربي، نحن لا نحاول أن نستفيد من هذا التراث مثل ابن خلدون الذي اخذ عنه فلاسفة غربيون مثل هيجل".
تكريم د.مهدي نعامنة لحصوله على شهادة الدكتوراة في القانون
وبعد انتهاء محاضرة الاستاذ د.مهند مصطفى، كرّمت مؤسسة ميزان الدكتور مهدي سليم نعامنة من قرية عرابة، في لفتة منها تجاه طلاب الجامعات الذين يتابعون دراساتهم العليا للقب الثاني والثالث، حيث حصل نعامنة مؤخرا على شهادة الدكتوراة في القانون من جامعة حيفا، وقد سلمه درع التكريم مدير مؤسسة ميزان المحامي عبدالرؤوف مواسي. والقى الدكتور مهدي نعامنة بعدها مباشرة كلمة قصيرة شكر لمؤسسة ميزان هذه اللفتة الطيبة مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة أن يتابع الطالب الجامعي تعليمه الأكاديمي دون التوقف عند اللقب الاول فقط، بل عليه ان يرسم طريقه الاكاديمي منذ السنة الجامعية الاولى له حتى يضع خارطة طريق يعرف من خلالها الى اين يتجه وماذا سيقدم لمجتمعه.
ثم كانت فقرة فنية واستراحة قصيرة مع الفنان المبدع سليم عواودة الذي قدم مقطعا مسرحياً هادفاً حول التعليم.
ورشة عمل حول التحقيقات الشرطية والمخابراتية
واختتم المنتدى أعماله بورشة عمل حول التحقيقات الشرطية والمخابراتية والتي كانت احد المشاريع التي عالجتها مؤسسة ميزان على مدار سنوات طويلة بالإضافة الى اصدار كتاب خاص بهذا الموضوع وابعاده وتبيان ضرورة التوعية بهذه التحقيقات. وقد تم خلال طرح عدد من النقاط في هذا المجال خلال الحوار الذي جرى في الورشة منها: تعريف التحقيقات الجنائية والأمنية، أهداف هذه التحقيقات، الإجراءات القانونية والإدارية والفنية، مراحل التحقيق الخفي والظاهر، التحقيق مع المشتبه به والشاهد والتحقيق تحت الإنذار، الإفادة والإنكار وحق الصمت، بالإضافة إلى نصائح عملية وتقنية في هذا المجال مثل طلب تسجيل الإفادة بالصوت والصورة أو عدم التوقيع على إفادة غير مقروءة بوضوح او إفادة مترجمة ترجمة غير دقيقة لما قاله الشخص الذي حُقِق معه، كما تطرقت الورشة الى تحقيقات جهاز الأمن العام (الشاباك) وطرق الاستدعاء وإجراءات وسير التحقيق.
وقد تم تقسيم الطلاب والطالبات الى ثلاث مجموعات عمل حيث وجه المجموعة الاولى المحامي عمر خمايسي فيماوجه المجموعة الثانية المحامي محمد سليمان والثالثة شارك في توجيهها المحامي حسان طباجة.