يوميّات الحزن الدّامي
تاريخ النشر: 05/09/15 | 3:53خماسيّة الموت
ماهر
مررتُ عام 1989 في أحد شوارع مدينة البيرة، التفتّ إلى صراخ أمّ تحمل طفلها وتصرخ، منامتها تقطر دما، حسبت المرأة مصابة فالتقطت الطفل منها كي لا يسقط على الأرض، أغمي على الأمّ عندما رأت دماغ ابنها يسقط على صدري، منذ ذلك اليوم وأنا أبكي ذلك الطّفل كلّما تذكّرته.
فاطمة
في محرقة قطاع غزّة صيف عام 2014 أطاحت قذيفة برأس فاطمة الحامل بطفلها البكر، تمدّدت على الأرض، وخرج جنينها أمامها صارخا معلنا عن بدء حياة جديدة.
موت جماعي
رأى الطّيار عشرات الصّبية في شهر رمضان 2014 يلعبون على مراجيح منصوبة على شاطئ البحر قرب مخيّم الشّاطئ، صدرت إليه الأوامر بقصف أبناء “الأفاعي والصّراصير” فجندل أكثر من خمسين طفلا بين قتيل وجريح في ضربة واحدة.
بلا هويّة
في الفاتح من أيلول 2015 قذفت مياه البحر جثّة رضيع سوريّ على الشّواطئ التّركيّة، تهافت الصّحافيّون لالتقاط صور للطّفل الملقى على وجهه، تسابقت وسائل الاعلام العربيّة لنشر الصّورة، لم يرفّ جفن لمن يموّلون الارهاب في سوريّا، ولم يتّق الله واحد ممّن تسابقوا لاقامة صلاة الغائب على روح الطّفل الضّحيّة.
استقبال
استقبل علي الدّوابشة الذي أحرقه طلائعيّو الدّيموقراطيّة الصّهيونيّة في دوما قرب نابلس، ومحمد حسين أبو خضير ابن قرية شعفاط في القدس الذي أحرقوه حيّا، ومعهم الرّضيعة ايمان حجّو التى اصطادها قنّاص حاذق وهي على صدر والدتها، استقبلوا الطّفل السّوري الغريق، وخلفهم آلاف الضّحايا من الأطفال العرب، ومن بعيد هتف أحد القادة العرب”نحن كقطيع الغنم التي لا تقوى على مواجهة الذّئاب” وبقي يموّل ويدرّب ويسلّح من ضلّوا طريق الجهاد في سوريا، العراق، ليبيا، اليمن ومصر.
جميل السلحوت