هل يرث الحفيد الذّي توفي والده في حياة أبيه من تركة جده؟

صورة المسألة المعروضة في السّؤال هي: أن يوجد شخص ولنفرض اسمه (خالد ) له عدة أولاد ( سمير وسعيد وأسعد ) ولسمير أبناء ولنفرض أسماءهم ( حسام ووسام وعصام ) ، فيموت سمير مثلاً حال حياة أبيه خالد ثم يموت بعد ذلك خالد ، ففي هذه الحالة هل يرث هؤلاء الأحفاد ( حسام ووسام وعصام ) من تركة جدهم ( خالد ) أم ينفرد عمومتهم ( سعيد وأسعد ) بتركة أبيهم بالميراث ويحرم أولاد الإبن(سمير ) الذي مات حال حياة أبيه ، فيكون موت أبيهم حال حياة جدهم مضيعا لحقوقهم في المال، على الرغم من أنّ هذا الابن المتوفى في حالات متعددة قد يكون له الدور الأكبر في تكوين ثروة الأسرة مع الأب وحينما يموت لا يكون لأولاد ذلك الإبن شيء من الميراث، فيجمع عليهم اليتم وفقدان المنفق وهو أبوهم وحرمانهم من المال ؟!

اختلف الفقهاء في هذه المسألة المعروضة على قولين، والمعمول به في المحاكم الشّرعية في البلاد، أنّه يفرض لهؤلاء الأحفاد وصية واجبة، وذلك بأن يفرض حياة أبيهم ويأخذون حصة أبيهم فيما لو كان حياً على ألاّ تتجاوز ثلث التركة فإن تجاوزت الثلث استحقوا الثلث فقط وإن كانت أقل من الثلث أخذوا حصة أبيهم بلا زيادة، ومن المقرر فقهيا أنّ قرار القضاء في المسائل المختلف فيها يعتبر رافعاً للخلاف ، وبالتّالي تصبح المسألة بحكم المتفق عليه.

ومن الجدير بالذكر أنّه لو كان هذا المورّث – وهو الجد – قد أعطى حال حياته هؤلاء الفروع أي الأحفاد عطية بغير عوض كأن وهبهم ما يساوي مقدار ما يستحقه أبيهم من التركة على فرض حياته فإنّهم لا يستحقون الوصية الواجبة وأما لو كان قد أعطاهم أقل من حصة أبيهم فإنّهم يكملوا لحصة أبيهم بشرط ألاّ تتجاوز ثلث التركة وتكون الزيادة عن الثلث موقوفة على إجازة الورثة.

طريقة استخراج الوصية الواجبة: تتلخص طريقة استخراج الوصية الواجبة في الخطوات الآتية:
1.نفرض الفرع( الابن \ البنت ) الذي مات في حياةِ أحد أبيه أم أمه حيّاً.
2.تقسم التركة على الورثةِ الأحياء – والميت الذّي فرضت حياته –.
3.ينظر الى من فرضت حياته، فإن كان نصيبه أقل من الثلث أو مساويا له أخذه ورثته دون زيادة على الأقل وإن كان زائداً عن الثلث لم يستحق ورثته إلاّ الثلث وتكون الزيادة موقوفة على إذن بقية الورثة.
4.اخراج مقدار الوصية من التركة.
5.قسمة الباقي على الورثة الأحياء قسمة جديدة حسب سهامهم.

د. مشهور فواز – رئيس المجلس الاسلامي للافتاء في البلاد