المداهمات المنزلية تصعيد لن يكسر شوكة نساء الأقصى
تاريخ النشر: 06/09/15 | 15:11في الوقت الذي تقترب فيه فترة الأعياد اليهودية، تصعّد أذرع الاحتلال من خطواتها في إطار ترهيب المصلين في المسجد الأقصى، حيث باشرت مؤخرا بالتحرك في غير اتجاه لمحاصرة النساء ومحاولة الضغط عليهن بوسائل جديدة للحيلولة دون إكمال مسيرتهن في حماية المسجد الأقصى وإحيائه.
فلم يكتف الاحتلال بتحديد ساعات معينة لدخول النساء الى المسجد الأقصى كما جرى في الأسبوعين الأخيرين، بل قام في نهاية الأسبوع الماضي بتصعيد ملاحقاته لهن حتى وصل الى بيوتهن، كما تروي المقدسية سماح الغزاوي التي داهم جنود ومخابرات الاحتلال بيتها، فجر الخميس، وقاموا بتسليمها طلب استدعاء للمخابرات.
“بعد فشلها في قمع النساء في المسجد الأقصى، قامت قوات الاحتلال بمداهمة بيوتهن فجرا لتشكل نقطة ضغط على النساء اللواتي لن يرضين بدخول جنود الاحتلال إلى بيوتهن، متوقعا أنه بهذه الطريقة سيكسر شوكة النساء” قالت سماح الغزاوي.
أما المقدسية إكرام الغزاوي – التي يبدو عليها الإعياء جراء 9 ساعات من التحقيق المتواصل في مركز المسكوبية – فتروي تفاصيل اعتقالها، فجر نفس اليوم، الذي سبق مداهمة منزل نجلها وتفتيشه وتسليم زوجته طلب استدعاء للتحقيق، فقالت:
“عند الساعة الثانية فجرا طرق الباب بطريقة مخيفة وطلب مني أحدهم أن أفتح الباب. وعند سؤالي عن الطارق قيل لي أنهم الشرطة. بعد فتحي للباب اقتحم عناصر من جنود الاحتلال المنزل وباشروا بتفتيشه تفتيشا دقيقا وكأنهم يبحثون عن شيء معين، فلم يبق شيء في البيت إلا ودسوا يدهم فيه. وفي نهاية التفتيش صادروا كتاب قصائد شعرية بالإضافة الى أوراق بنكية وأخبروني بأني معتقلة”.
تكمل غزاوي تفاصيل اعتقالها بوتيرة الغضب ذاتها وتقول: “زجوا بي في سيارة الشرطة واقتادوني غرب المدينة إلى مركز المسكوبية، حيث وضعوا الكلبشات في يداي وقدماي وانهالوا علي باتهامات نفيتها جملة وتفصيلا، كونهم اتهموني بالتصدي لاقتحامات المستوطنين والتكبير في وجههم، وأنا كبيرة في السن ولا أقوى على ذلك”.
وبينما كان الاحتلال يزج بإكرام الغزاوي في سيارة الشرطة، كان جنود الاحتلال يفتشون منزل نجلها أحمد زوج المقدسية سماح الغزاوي، فلم يتركوا ركنا إلا وفتشوا فيه، بالإضافة إلى تفتيش حقائبها، حتى هموا بتفتيشها هي لكنها امتنعت عن الخضوع لهم، وقبل مغادرتهم للمنزل قاموا بتسليمها استدعاء للتحقيق.
“بعد اعتقالهم لوالدة زوجي وخروجهم من البيت، هلعت إلى الهاتف وقمت بالاتصال على شقيقتي جهاد وأخبرتها بما جرى لتستعد هي أيضا كوني سمعت الجنود يتحدثون عنها” قالت سماح الغزاوي لـ “كيوبرس””.
“وفعلا”، أضافت سماح الغزاوي “عند الساعة الخامسة فجرا دق جنود الاحتلال الباب وأخبروا زوجي الذي فتح لهم، بأنهم يريدون اعتقالي بأمر من المحكمة. لكنهم اكتفوا بتسليمي طلب استدعاء للتحقيق، وخرجت أنا وشقيقتي سماح لمبنى القشلة الذي أمرونا بالتوجه إليه. وبعد مضي ساعة ونصف من الانتظار خرج أحد أفراد الشرطة وأخبرنا بأن التحقيق تأجل ليوم الاثنين 14/9/2015” أكملت جهاد الغزاوي.
عادت الشقيقتان إلى منزليهما وأفرج عن إكرام الغزاوي بعد التحقيق معها لساعات، وأكدن على أن الاحتلال يتبع كافة الوسائل التي تحول دون الرباط في المسجد الأقصى المبارك لشرعنة اقتحامات المستوطنين؛ إلا أن هذه الإجراءات القمعية – كما ذكرن – لن تستطيع نزع حب المسجد الأقصى من قلوبهن، أو أن تثنينهن عن الدفاع عنه.