أحبها….
تاريخ النشر: 07/09/15 | 10:41أحبها….
ولو قيل عني مجنون ليلی!!
عذرا….منك يا حبيبتي!!
فأنا لا أتقن النظر إليك
كما يليق بجمالك،
ولا أفقه أسرارك!
كثيرا ما أجهل فيك
ملامح سحرك….
ورائحة عطرك،
وكلما تهت بك
رأيت شموخك وعنفوانك،
وأحسست بطعم الجنة بين حروفك
المعطرة بالمسك والعنبر…
نتفرق أو نتحد…..
نتنازع أو نلتحم….
لا يهم، بقدر ما تهمني هي!!
فهي “اللغة العربية”
وهي جزء مني وأنا جزء منها….
وهي “مربط الفرس”
ومحور قضايانا الوطنيه!!
إن الحقيقة التي نعيشها
ونتذوق مرارتها ،
أننا شعب يكاد ان يكون
بلا لغة وبلا حروف أو مفردات،
ولغتنا تباع كما تباع قضايانا
التي تخصنا…
نتسول لغات الآخرين
الذين يسيطرون علی عقولنا
وألسنتنا وهويتنا،
ويقومون علی تفريغنا
من ذاتنا وكينونتنا.
نحن شعب بلا رئيس عربي
وليس لنا نشيد وطني
ولا جيش نقوده ليحمينا
وليس لنا عملة عربية تخصنا،
وأظن أننا كذلك دون غيرنا،
بهذا العالم كله….
ولكن!!
كنت أتمنی وأحسب
أنه من باب أولی
أن هذا المصاب يجمعنا
علی الثقافة الواحدة
واللغة المفدسة الواحده
خوفا من الضياع والذوبان.
أصبح “الإفلاس” اللغوي عندنا
“رخصة من الدوله” يشرع لنا به أن نتسول
وأن نتخبط في مساحات فوضی ضيقة
حيث نتدرب علی النطق من المفلسين باللغة
والغرباء والمتلعثمين والأجانب.
لست أری الإدمان علی الأرجيلة
والتدخين والفاحشة والمعصية أكثر ضررا من
الإدمان علی اللغات الأخری حتی داخل بيوتنا ومع نسائنا…
ولست أری الإقلاع عنها والوقاية منها أكثر
ضرورة من الإقلاع عن اللغات الدخيله….
أنا أعتب علی الأفراد والجماعات والمؤسسات
والأحزاب والمدارس والبلديات،
أن يغيب هذا العمل الوطني كمشروع
قومي من الدرجة الأولی،
وأن يتم تغييبه كعمل مقدس
وثورة ضد الإحتلال الفكري والقومي
والعقائدي.
حان الوقت ليوضع هذا المشروع العظيم،
علی طاولات البحث والعمل، فهو ليس بأقل
أهمية من قضايا الجوع وتقليص الحد الأدنی
للمعيشة والفقر والقری الغير معترف ب
ها وسياسات الهدم والتمييز والتفرقه.
عبدالله جبارين
(أبوكرم)