في ذكراكِ جدتي

تاريخ النشر: 11/05/13 | 13:01

بضع ايام, القليل من الساعات وستكتمل اول سنة بدُونك,,قَد تَغير الكثير مُنذ ان سافرتِ !,نَحنُ تغيرنا, الاحساس قَد تَغير وبالتالي مما لا شك به أن احداثنا قَد تَغيرت! ايامنا قَد تَغيرت ! قصصنا تغيرت ! احوالنا تَغيرت! كٌل شيء قَد تَغير مُنذ ان سافرتِ الى بيتك الجديد عَزيزتي.

حاولت, الكثير من المرات, ان أتجرأ و اتي الى زيارتك في بيتك الجديد مع أمي, لكن قلبي لم يُطاوعني على الجرأة والتقدُم الى بيتك, رُبما كان الخوف ورُبما كان التوتر, لكن حالياً الاحساس الوحيد الذي انا واثقة منه, أنني نادمة لاني لم اتي لزيارتك من قبل

حاولتُ الكثير من المرات ان أتخيل وأجسد بيتك الجديد أمامي, حاولتُ ان اتخيلك أمامي,تستقبلينني ببشاشة وحنان !,تُرحبين بزوارك وتُدخلينهم الى بَيتك بسعادة بل, لكني ما عجزت عنهُ هو الاحساس بلمسة يداكِ حين تَستقبلانني !.

عجزتُ عن الشُعور بالحنان الذي كُنت اشعر به حين مُلاقاتِكِ او حَتى عند رؤيتك!فاكتفيت حين لم اشعر بذلك الشُعور مرة اخرى أن اشرُد بذكريات زَمان !.

عُدت الى قَبل أسابيع قَليلة من مَرضك, فَبدأ شريط الذكريات بالمُرور أمام عيناي ,للوهلة الاولى ظننتُ انك ما زلتِ عَلى قيدِ الحياة, وعَلى قيدِ الحياة اقصُد جَسدك, لأنك لَم تَرحلي عَنا, فَقط جسدك من رَحل, لأنك سَتبقين خالدة بأفعالك, بكلماتك, بشخصيتك, برقتك, بحنانك, بحُبك لجميع الناس و لوفائك لمعارفك و اخلاصك لعائلتك.

هي مُناسبات كَثيرة قَد مَرت من امامي, لكن أكثر مُناسبة قد اصبحت الان ذِكرى جَميلة خالدة هي تلك الذكرى حين ذهبتُ معكِ لزيارة بَيتِك في اللجون , حين بدأت بالحديثِ عَن بيتِكِ وذكرياته الجميلة,بعدها بدأت بسرد قصصك الجميلة مع اخوتك في ذالك البيت وفي تلك الحديقة الى جانب ذلك الوادي تحت ظلال تلك الشجرة الكبيرة, شجرة العليق.

لم اشعر في ذلك الشعور من قبل الا حين سافرتِ لبيتك الجديدِ الدائم حَتى اشعار اخر ! شعرتُ بأنك الان ستُقابلين اخوتك اللذين امضيت اجمل سنين عُمرك معهم, لتعيدين ذكرياتك مرة اخرى وتسردين لهم ذكرياتك في بيتك السابق مع عائلتك وأحفادك.

جدتي, أنتِ الان تسكنين بَيتاً بلا شَبابيك ولا باب, لكن بَيتك السابق عُرف بكثرة شَبابيكه وبابه الكبير الذي لا يُغلق ابداً !

قد عُرف عَنك بالعطاء والكَرم, وستبقين تُعرفين بتلك الصفات الحميدة ,فسفرك لبيتك الجديد لا يعني بالضرورة انتهاء سلسلة عطائك وكرمك.

لَن نَبكي لرحيلك, فالدُموع لَن تُرجع جَسَدك الى الحياة, لكننا سنُصلي ونستدعي لأجلك كُلما سَنح لَنا الوقت بذلك وان لم يسنح ! لأننا لَن ننساكِ ابدا ! سنسترجع بالذكريات لتخليد افعالك الطيبة لنُخلد روحك أكثر و أكثر , فأنتِ ما زلت على قيد الحياة !

الان انتِ تحتَ التُراب الذي اصبح بعد مُلامسة روحك النقية الطاهرة من أطهر التُراب يا جدتي ! بطريقة او باخرى روحك ما زالت معنا, ما زالت خالدة بيننا, ما زالت بين كلماتنا, بين قصصنا , بين ضحكاتنا, بين بُكائنا وبين ثَنايا حَياتنا !.

فأنتِ يا عَزيزتي لن تُنسين ابدا اذ ما زال مَن عرفك وعهدك بطيبتك و أخلاقك عَلى قيدِ الحياة.

أرواحُهُم لَيست بجوارنا.

كما ان ابتساماتهم لم تعُد تَنظُر الينا.

رُبما يشتاقون لَنا.

رُبما نسونا.

لكن لذة جَلساتهم ما زالت خالدة في ذاكرتنا.

كلماتهم, ضحكتهم, نهفاتهم, مخاصمتهم, لن تُنسى.

لن نبكي لروحكم الطاهرة لكي لا تتعذبوا في بيوتكم الآن, سنُصلي على ارواحكم لتُحمد وتُسامح, فلستُم بحاجة إلا للدعاء الآن.

الى جنات الخُلد.

نشتاقُ لكم بصمت قاتل.

‫2 تعليقات

  1. إلى روح والدتي الغاليه اعلم أن الشعر اقل قامه من رثائك ويقيني مكتمل بأنك أسمى من كل قصائد الدنيا أهديك إحساسا لم يكتب الرقي لذاتك رحمات ربي تتنزل عليك في مثواك الأخير غبت عن الدنيا ولكنك بقيت في دواخلنا جميعا اسأل الله أن يرفع مقامك وان يجمعنا بك في جنات النعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة