50 فنان بغزة يدشنون أطول جدارية في فلسطين
تاريخ النشر: 10/09/15 | 21:28حطم 50 فناناً من قطاع غزة الرقم القياسي برسم أطول جدارية في فلسطين تحمل طموح الشباب الفلسطيني وآمالهم ومستقبلهم في ظل المعاناة التي يعيشونها جراء استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام والهجرة والبطالة وغيرها.
وأقيمت هذه الجدارية التي تتكون من القماش والخشب على الجدار الشمالي لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بمدينة غزة بطول 100 متر وارتفاع بلغ 160 سم، لتكسر بذلك الرقم القياسي في فلسطين بعد رسم جدارية في الضفة المحتلة بطول 80 وبمشاركة 15 فنانًا.
وجاءت هذه الفعالية احتفالاً باليوم العالمي للشباب لعام 2015 تحت شعار “الشباب والمشاركة المدنية” بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وبمشاركة الاتحاد العام للمراكز الثقافية بغزة.
ويستمر عرض هذه الجدارية لأربعة أيام متواصلة، فيما سيتم عرضها لاحقاً في أماكن عامة ومهرجانات وطنية في غزة والضفة المحتلة.
ويؤكد المنسق الفني للجدارية شريف سرحان في حديثه لمراسل “صفا” أن هذه اللوحة هي الأولي من نوعها في فلسطين بعد أن أقيمت جدارية مماثلة في الضفة؛ لكنها بطول أقل 20 مترًا.
ويشارك في رسم هذه الجدارية 50 فناناً من مختلف محافظات قطاع غزة وتبلغ أعمارهم من 18-35 عامًا.
ويوضح سرحان أن هذه الجدارية جاءت لتعبير الفنانين عن قضاياهم وهمومهم اليومية من خلال الاحتفال بمناسبة يوم الشباب العالمي ليعبروا ما بداخلهم وأن يوصلوا رسائلهم للمجتمع الفلسطيني بشكل فني.
وتضم الجدارية عدة لوحات فنية يشارك في إعدادها فنان أو عدد من الفنانين لرسم لوحة فنية واحدة.
وأهم ما يميز هذه الجدارية لوحة فنية ضخمة بطول 20 مترًا أشرف على رسمها 10 فنانين من مدينة غزة اشتملت على تظاهرة شبابية يتوسطها صرخة شاب في واقع فلسطيني مرير.
ويقول مشرف اللوحة الفنان التشكيلي محمد الكرنز (35 عامًا) لـ”صفا”: “نحن الشباب شاركنا في إعداد هذه اللوحة للتعبير عن آمالنا وطموحاتنا من خلال حق الشباب في الحياة والوظيفة ومطالب الحياة بشكل عام”.
ويضيف “لوحتنا اليوم تضم تظاهرة شبابية رافعة الأيادي تعبر عن صرختهم مطالبين بالصوت العالي وسط واقع مرير يريدون حياة كريمة؛ كي لا يضطروا للهجرة خارج الوطن”.
ويتابع حدثيه “أنا متزوج وأعمل بدخل محدود وأعيش بظروف اقتصادية صعبة وحصار خانق يكسر طموحي ولا أستطيع أن أوفر الحياة الكريمة لأطفالي”.
وليس ببعيد عن هذه الجدارية، اجتمعت 6 فتيات من محافظة رفح لرسم لوحة فنية أخرى تظهر فيها أيدي غارقة وسط البحر وبعض الوثائق والشهادات العلمية لشبان فلسطينيين هاجروا وطنهم بحثاً عن الحياة.
وتشير الفنانة التشكيلية ريهام العيماوي (22 عاما) من مدينة رفح جنوب القطاع لـ”صفا” إلى أن هذه اللوحة جاءت تعبيراً عن انسداد الأفق في غزة والبطالة المتفشية فيها في ظل ارتفاع نسبة الخريجين من الجامعات الفلسطينية.
وتضيف “أغلب شباب القطاع خريجون ونسبة الأمية منخفضة جدًا 3% ونسبة البطالة بالمقابل مرتفعة جداً؛ الأمر الذي يدفع الشباب للهجرة وترك الوطن، بينما هم في طريقهم بالبحر يموتون وتموت معهم أحلامهم وشهاداتهم العلمية”.
من جهته، يقول رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية بغزة يسري درويش ل”صفا” إن الفعالية الفنية اليوم تعكس موقف الشباب الفلسطيني تجاه القضايا الوطنية العامة التي تطالب برفع الحصار والتعبير عن معاناتهم جراء الانقسام الفلسطيني والمطالبة بالوحدة، بالإضافة لمعاناة الضفة المحتلة جراء الاستيطان الإسرائيلي المستمر بحق أراضيها.
ويضيف “تكمن أهمية هذه الفعالية بضرورة مشاركة الشباب بالمجتمع الفلسطيني، وأن يكون لهم دور إيجابي بالمشاركة المدنية الفعالة؛ لإعادة الاعتبار لهم بعيداً عن أي حزبية”.
ويلفت درويش إلى أن الفنانين المشاركين في رسم الجدارية هم متطوعون، مؤكدًا أن هذه الجدارية تعيد الاعتبار للعمل التطوعي للشباب الفلسطيني.
عن وكالة صفا