“رحلة الصحراء الأولى” تنطلق من الجليل والساحل
تاريخ النشر: 12/09/15 | 9:44وسط أجواء حميمية وحضور واسع من جمهور قريتي كابول وجسر الزرقاء ، تم تجديد عروض مسرحية “رحلة الصحراء الاولى” للكاتب سلمان ناطور من إنتاج مسرح مؤسسة الأفق للثقافة والفنون ، حيث تم تنظيم عرض للمسرحية مساء الأحد 6/9/2015 في قرية كابول الجليلية بحضور عدد كبير من الأهالي وخاصة المسنين وطلاب الثاني عشر والعديد من أبناء الشبيبة، وعدد من موظفي ورؤساء أقسام في المجلس المحلي ورئيس المجلس المحلي الشيخ صالح ريّان الذي افتتح العرض المسرحي بكلمة مؤثرة دعا فيها الى دعم النشاطات الثقافية والفنية مؤكداً على أهميتها ودورها في رقي المجتم، كم أكد على اهمية الاطلاع على الرواية الفلسطينية من مصادرها ومن ذاكرة الناس الذين عاشوها لتعزيز الهوية والانتماء لهذا الوطن.
وقد ترك العرض وقعا كبيرا على نفوس الحضور الذي تشرف أيضا بوجود الأديب الفلسطيني المبعد عن وطنه منذ اكثر من أربعين عاما القاص توفيق فياض، الذي عبر عن انفعاله ليس فقط بكلمات مؤثرة بل أيضا بدموع انهمرت من عينيه قائلا: في خلال ساعة عاد إليّ تاريخ يمتد إلى أكثر من سبعين عاما.
ولم تكد تخمد جمرة النجاح والجو الحميمي الرائع الذي أستقبل فيه الكاتب سلمان ناطور في كابول، حتى أستقبله جمهور قرية جسر الزرقاء مساء الثلاثاء 8/9/2015 بذات الأجواء وبذات الحفاوة، كما أستقبله رئيس مجلس جسر الزرقاء الشيخ مراد عمّاش بكلمة ترحيب دافئة، أكد هو أيضا فيها على ضرورة العودة إلى التاريخ والذاكرة وأكد أيضا هو ومدير المركز الجماهيري محمد حمدان على مواصلة المركز لاستضافة هذه الثقافة الوطنية الملتزمة التي تعزز ثقة الانسان بنفسه وبثقافته وهويته. وبدأ سلمان ناطور العرض خارجا عن النص وموجها كلمة تحية إلى أهل هذه المدينة المنسية المدينة التي لم يبق امامها غلا البح وهو الذي يحميها من الغرق والاندثار. وعندما بدأ يسرد حكاياته كان الجمهر الذي ملأ القاعة يعيش الحكايات بكل جوارحه يضحك حين يكون المشهد ساخرا ويدمع حين يكون دراميا ولم ألقى عليهم الحطة قائلا: وانا ما بقي لي غير هالحطة… صفقوا طويلا وتجمعوا حوله وحول الطاقم معبرين عن إعجابهم بهذا العمل الرائد وبإداء ناطور الرائع ونصه المتميّز.
المسرحية من تأليف وتمثيل سلمان ناطور، إخراج أديب جهشان، مصمم ومُنفّذ الاضاءة نزار خمرة ، مُعّد الموسيقى الياس غرزوزي، مساعد تقني راني سعيد، خلفية سينمائية إياد نصر الله وانتاج مسرح مؤسسة الأفق للثقافة والفنون. إن هذا الانتاج المسرحي تجربة فريدة من نوعها، أن يُقدم الكاتب نفسه على خشبة المسرح بدون وسيط، حيث أن سلمان في هذا العرض ينفض غبار السنين عن أحداث حصلت في العام 1948 بحلوها ومرها، مؤكداً على أن الذاكرة سلاح يجب أن نستخدمه في مواجهة الواقع الذي تتم محاولة فرضه علينا. فهذه الذاكرة عبارة عن حكايات بسيطة لكنها تكشف عن عالم كبير، فيه ألم بحجم المأساة وفيه ابتسامة بحجم سخريات القدر وفيه حكمة بحجم العالم الفلسطيني العبثي.