غفوة فدائي
تاريخ النشر: 15/09/15 | 9:00أغفت ْعُيوني،
بانسِدال ألليلِ فوق الشَفَقِ.
لكِنّهَا قد سَرّبَت صَخْبَا عدائياً،
يَهِزُّ خندقي.
لم أدرِ حُلما ً كان،
أم حَدْسُ فِدَائيٍّ شقيّْ.
جاشَتْ برأسي موجة ٌ،
أرغتْ غضبْ،
والقلبُ شَجَّتْهُ سِهامٌ من وَصَبْ.
ألبَرقُ أوحَى أَنَّ في الجوِّ غُرابٌ،
غَلَّفَ البيتَ شواظاً ولَهَبْ.
دَوَّى هَزيمُ الرعد مَزَّقَ لحم طفلي،
حالماً في حضن أمِّهِ،
تَبْكي مُدماة تقَلِّبَ رأسَهُ المبتورَ،
تلعنُ بالعرب.
*********
أبكي ويبكيني النفق،
والغيظ في قلبي دفق،
من أمّةٍ قد ماثلَت نهجَ النعامِ،
تدفنُ الرأسَ بظلمات الفجور،
كلَّما الحقُّ بَرَق.
فارَقتُهُ قَسْرا ووِزْرِي مُنهِكٌ،
يُمنايَ تُخفي بالجوَى أكياسَ
فاضت من وتيني واندَلَقْ.
كيسُ أشلاءٍ على ظهري،
يُهامسُني : أفِقْ
أنت الفدائيُّ الشقيُّ،
والحِصَانُ الألمعيّ،
لا تُجَارِي بالدَعَقْ.
هيّا اندفع واجعل عجاجك ملجأ ً
من خلفه حلم الملايين امْتَشِقْ.
حتى وإن مُتَّ صهيلُك يَخلُدُ،
حَقٌّ يُلاحقُهُم ويرجمُهُم قلق.
احمد طه – كوكب ابو الهيجاء