عرض "نافخ البوق" لطلاب إعدادية السلام في كفرقرع
تاريخ النشر: 16/05/13 | 11:33بمبادرة، إشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفر قرع المحلي وبالتعاون مع إدارة مدرسة السلام الإعدادية، تم بالأمس عرض مسرحية نافخ البوق لطلاب السوابع في المدرسة، وذلك في قاعة المركز الجماهيري الحوارنة ضمن السلة الثقافية التي يمنحها قسم الثقافة والتربية اللا منهجية لمدارس كفر قرع المختلفة في كافة الفئات العمرية من اجل تعزيز الفكر الناقد وسائر القيم الاجتماعية المجتمعية الضرورية لحياة الفرد.
وقد استمتع الطلاب بمسرحية نافخ البوق الشهيرة لمدة ساعة من الزمن، والتي تحمل بين ثناياها مضامين ناقدة عميقة تحاكي واقعنا الكئيب المركب بروح الفكاهة المؤلمة عن قصة روبرت براوننغ وتجري أحداث المسرحية في قرية كفرجوا, التي يعاني أهلها من القارص والهسهس, ولا يكون في وسع احد, ولا حتى رئيس المجلس المحلي, صاحب النفوذ والقوة ,أن يقضي عليها. لكن يبدأ التغيير عندما تأتي إلى القرية, ذات يوم نافخة بوق (عازفة) غريبة، ويتضح أنها بمجرد أن تعزف تختفي الحشرات كليا ويرتاح الناس من وطأة مضايقتها، غير أنها بالمقابل تشترط على رئيس المجلس أن يبني مركزا ثقافيا في غضون سنة واحدة وإلا فإنها ستعيد الحشرات إلى القرية.
يوافق الرئيس ولكن بضغط من المقربين منه يحول بناية المركز الجماهيري إلى قاعة أعراسٍ, وهكذا يحرم أهل قريته من مشروع حضاري, ويستعيض عنه بآخر لا تعاني القرية نقصا فيه, فتكون النتائج وخيمة وقاسية جدا على الجميع.
تطرح المسرحية مشكلة التناقضات الحادة التي يعيشها مجتمعنا الفلسطيني في داخل إسرائيل وعجزه عن حل مشاكله وتضييعه فرصا كثيرة لو استغلها كانت تؤدي إلى تقدمه.
وقد لاقت المسرحية رواجا كبيرا بين ، كي يدرك الطلاب ان المسرحية إلى انعكاسات نزاعات الانتخابات على حياة الأفراد وفئوية المجتمع، وتناولت المسرحية الاسرلة في اللغة وتأرجحها بين الباي والبسيدر من خلال استعمال متهكم لكلمات باللغة العبرية.
وفي حديث لها مع طلاب المدرسة أكدت مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية مها زحالقة مصالحة أن المركز الجماهيري الحوارنة بات دفيئة لكل فكر ثقافي ناقد مدروس وهادف ومعقل لكل فكرة جادة وداعمة للثقافة، مشيرة إلى الأعراس الثقافية الأسبوعية والشهرية التي يعكف القسم على إخراجها إلى عالم النجاح من اجل خلق ودعم عجلة الحراك الثقافي في المنطقة، كما وتطرقت إلى المضمون العميق والمجتمعي الحياتي لهذه المسرحية التي تستلزم الكثير من الوعي والإدراك والمعرفة لاستضافتها والتحاور مع مضمونها بالشكل السليم، مؤكدة أن الاختيار لهذه المدرسة لتحضر العرض ينم عن ثقة عالية وكبيرة بعقلانية وثقافة طلاب السلام الذين عودوا كفر قرع دوما على الإبداع والتميز والتألق بغية الاستمرار في الإستثمار بالثقافة والاختيارات المدروسة لتنشئة جيل ناقد مبدع وغير ملقن، كي يدرك أهالي كفر جوا ان قهرهم للثقافة واستبدالها بالأعراس فهو استدعاء لموت الروح، وهكذا نُفخ بوق الثقافة والنقد على مسرح الحوارنة من خلال نافخ البوق، هذه هي الطريق لننتقل من الإيداع إلى الإبداع.
من جهته فقد أكد المربي زهير غاوي، مدير مدرسة السلام الإعدادية عن غبطته وسعادته الكبيرة بالنجاح الكبير الذي لاقاه العرض بين صفوف السوابع مشيراً إلى ضرورة تعزيز قيمة العمل الثقافي الفني المسرحي الأدبي الناقد من اجل خلق خريج وطالب متميز.