الحزب الشيوعي يحذر من السعي لتفجير الأوضاع بلأقصى
تاريخ النشر: 17/09/15 | 22:00حذر المكتب السياسي للحزب الشيوعي، في اجتماعه المنعقد في الناصرة، من مساعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتفجير الأوضاع في القدس والاقصى، كما حذر من خطورة تصريحات بنيامين نتنياهو الدموية الأخيرة، وشدد على أن الارهاب هو الاحتلال والتمييز العنصري، وليس المقاومين المناضلين. كما وجه الحزب الشيوعي تحياته للمدارس الأهلية، والالتفاف الوحدوي حولها في اضرابها المفتوح، ورفضها لفتات الحكومة العنصرية. وأكد الحزب الشيوعي في قراراته، على أهمية لجنة المتابعة وضرورة تطويرها لتكون صوت الاجماع، ويحذر من جرها إلى مسارات لا تساهم في تدعيم الوحدة الوطنية لشعبنا.
وكان المكتب السياسي للحزب الشيوعي، قد عقد اجتماعه الأول في مدينة الناصرة، افتتحه السكرتير العام للحزب الرفيق عامر، وقدم استعراضا لآخر التطورات المحلية والاقليمية والعالمية، وبحث أعضاء المكتب مطولا في هذه القضايا.
القدس والاقصى
وقال المكتب السياسي في بيانه، إن الحزب الشيوعي يحذر من مساعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتفجير الأوضاع مجددا حول الحرم القدس الشريف، ومسجد الاقصى المبارك، من خلال العودة الى فرض قيود على دخول المصلين المسلمين، أصحاب المكان، لغرض افساح المجال امام عصابات المستوطنين، لاقتحام باحات الحرم. ويؤكد الحزب أنه لا حق بالعبادة لهذه العصابات في الحرم والمسجد الاقصى، وهي تأتي في اطار ما يمنحه إياها الاحتلال من “حرية عربدة واستفزاز” لمشاعر الناس أصحاب المكان.
ويشدد الحزب الشيوعي على رؤيته وموقفه الحازم، بأن المعركة من أجل المسجد الاقصى والحرم القدسي الشريف، هي جزء هام في المعركة على السيادة في القدس الشرقية كلها، لأن السيادة هي التي تضمن حرية العبادة، ولهذا فإن الحل الجذري يتمثل في كنس الاحتلال من القدس الشرقية، لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ويؤكد الحزب، أن القدس المحتلة تشهد تصعيدا من الاحتلال، في اطار سعيه لتشديد الخناق أكثر على الشعب الفلسطيني، من خلال تدمير البيوت، وفصل الناس عن العلاقة المباشرة والحرة مع سائر أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وزرع البؤر الاستيطانية السرطانية في جميع أرجاء المدينة، بما فيها الأحياء المكتظة بالأهالي الفلسطينيين. ويدعو الحزب الى تصعيد النضال ضد الاحتلال برمته، وضد ما يجري في القدس بوجه خاص.
ويدين الحزب الشيوعي قرار جيش الاحتلال، باعادة أسر المناضل الفلسطيني محمد علان، فور خروجه من المستشفى حيث كان يعالج تأثيرات من الاضراب البطولي عن الطعام الذي استمر 64 يوما، وقال، إن الاحتلال يحاول كسر ارادة الأسرى، من خلال هذا التنكيل الاجرامي، المسمى “الاعتقالات الإدارية”. ويبعث الحزب بتحياته الكفاحية للأسير علان، الذي أعلن استئناف اضرابه عن الطعام فور اعتقاله.
يحذر الحزب الشيوعي من خطورة تصريحات بنيامين نتنياهو، الذي يريد لجيشه أن يكون أكثر دموية مما هو قائم، فكل ادعاءاته، وكأن تعليمات جيش الاحتلال “تتساهل” مع المنتفضين الفلسطينيين، الذين يسميهم “ارهابيي الحجارة”، هي كذب يفضحه الواقع الميداني، إلا أنه كما يبدو فإن منسوب الدماء الفلسطينية المسفوكة على مذبح الاحتلال، لم تشبع بعد عقلية نتنياهو وحكومته الشرسة. ولفت الحزب في بيانه الى التحريض العنصري الدموي الذي يشنه نتنياهو باستمرار ضد جماهيرنا العربية، في الجليل والمثلث والنقب والساحل، مشددا على أن الاحتلال وسياسة التمييز العنصري، هو الارهاب بعينه، وليس المقاومين المناضلين.
المدارس الأهلية
يوجه الحزب الشيوعي بتحياته الى المدارس الأهلية في البلاد، لقرار مواصلة النضال واستمرار الاضراب المفتوح، ضد سياسة التمييز العنصري، ومن أجل نيل الحقوق، وعبر عن اعتزازه بهذا الالتفاف الشعبي، وموق\ف الأهالي الداعم لهذه المعركة النضالية، ما شكل سندا أساسيا وقويا للأمانة العامة للمدارس الأهلية، برفض فتات حكومة نتنياهو بينيت كحلون، ومواصلة المعركة من أجل تحصيل الحقوق.
ويؤكد الحزب أن معركة هذه المدارس، والأجواء الوحدوية من حولها، تؤكد أن الطريق لنيل الحقوق في وطننا، هو النضال العنيد دون هوادة، ونحن متأكدون من أن تحقيق المساواة ما زال بعيدا، ولكن الانجاز الذي تحقق هام.
كما يحيي الحزب الشيوعي، الالتفاف الوطني الوحدوي حول معركة المدارس، الذي أخرس ونبذ أصوات النشاز، ومحاولات الركوب على الموجهة، من مجموعات سلطوية، لفظها شعبها، وهي خارج السياق العام لحركة الجماهير العربية، ومسيرتها الوطنية.
لجنة المتابعة
يؤكد الحزب الشيوعي على أهمية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ومكانتها كسقف جامع للأطر السياسية الناشطة بين الجماهير العربية، يقود النضال الوحدوي للجماهير العربية ضد سياسة الحرب والاحتلال، وسياسة التمييز العنصري. ويشدد الحزب، كالجسم المبادر مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، لإقامة وتأسيس لجنة المتابعة قبل نحو ثلاثة عقود، على حرصه لتطوير اللجنة وآليات عملها، كي تكون قادرة على مواجهة التحديات، وتكون صوت الاجماع، القادر على استيعاب التعدد الفكري والسياسي، بين الجماهير العربية بروح كفاحية وحدوية. ويحذر الحزب من محاولات جر لجنة المتابعة الى مسارات لا تساهم في تدعيم الوحدة الوطنية لشعبنا، ولا تصب في التصدي للقضايا الحارقة، المدنية والقومية، التي تواجهها جماهيرنا، والتي يجب ان تلتف حولها كل مركبات لجنة المتابعة.
اليونان وبريطانيا
يوجه الحزب تحياته الى الحزب الشيوعي اليوناني، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية مجددا، بعد حل البرلمان مؤخرا، ويؤكد الحزب على أهمية الدور التاريخي للحزب الشيوعي اليوناني في اليونان، وعلى بعد رؤيته وصدق ما طرحه في تحليل أوضاع اليونان وسبل مواجهتها. كما يحيي الحزب الشيوعي المناضل اليساري ضد الصهيونية، والمناصر للشعوب الساعة للتحرر، جيرمي كوربن الذي انتخب في الايام الأخيرة رئيسا لحزب “العمال” البريطاني (الليبور)، ويأمل الحزب أن يكون هذا فاتحة لتغيير سياسات بريطانية استعمارية قديمة، ويرى الحزب الشيوعي أن انفلات المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها الاعلامية على كوربن، والسعي الى شيطنته، نابع بالأساس من رؤية كوربن لحقيقة الصهيونية وما ينتج عنها.