الأرض وحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم ليست للمساومة
تاريخ النشر: 16/05/13 | 5:55بعد أكثر من عشر سنوات على تبني القمة العربية في بيروت لما عرف بمبادرة السلام العربية التي تضمنت تنازلا مجانيا عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجًروا منها، وذلك بتبني صيغة " حل متفق عليه " بما يضع هذا الحق على طريق المساومة والتنازل. وعلى أبواب الذكرى الخامسة والستين لتهجير شعبنا من أرضه ودياره، والذكرى السادسة والأربعين لعدوان حزيران عام 1967 وما نتج عنه من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان.
وفي ظل الأوضاع التي تمر فيها المنطقة العربية والتي توظفها إسرائيل لتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وبيعها وتهجير أصحابها وتدمير بعض القرى أكثر من خمسين مرة، وسن القوانين العنصرية، وتهويد القدس، ومطالبة العرب والفلسطينيين بالاعتراف بيهودية اسرائيل مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر على أبناء شعبنا الصامدين فوق أرضهم داخل الخط الأخضر، وتمادي اسرائيل في سياستها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
في ظل هذه الأوضاع التي تتطلب تصليب الموقف الجماعي الفلسطيني والعربي وتوحيده لمواجهة التحديات، وردع العدوان والارتقاء إلى مستوى التحديات، عوضا عن كل هذا يقوم النظام الرسمي العربي بتقديم مزيد من التنازلات المجانية للعدوان عبر زيارة الخنوع والاستجداء والتوسل التي قام بها وفد " الجامعة العربية" إلى واشنطن متعهدا بالاستجابة للشروط الإذلالية الإسرائيلية بسلام شامل وتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال ومقدما تنازلا مجانيا جديدا، من خلال التفريط بقرارات الشرعية الدولية التي تلزم اسرائيل بانسحاب شامل من الأراضي التي احتلتها بعدوان 1967 والاستعداد لمبادلة أراض فلسطينية بأخرى فلسطينية.
ان هذا التنازل المجاني يشكّل تخلياً عن الأرض بعد التخلي عن الإنسان الفلسطيني من خلال التفريط بحق العودة، ويفتح شهية الاحتلال لمزيد من الاستيطان ومصادرة الأرض الفلسطينية، وضم الكتل الاستيطانية، وتهويد وضم القدس العربية والمستوطنات المحيطة بها، وضم الأغوار لاعتبارات توسعية تحت ذرائع أمنية، وهذا كله يعني تقطيع أوصال الضفة الفلسطينية والحيلولة دون تواصل شمالها وجنوبها بوسطها ومنع تواصلها مع الحدود الأردنية.
ان الائتلاف الفلسطيني العالمي لحق العودة، وهو يرصد هذه التحركات والمواقف المشبوهة للنظام الرسمي العربي، ليؤكد رفضه القاطع وإدانته لما يسمى "بمبادرة السلام العربية" لتخليها عن حق العودة وتفريطها بالأرض الفلسطينية ويدعو لما يلي :-
1- إتخاذ موقف واضح من السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية تعلنان فيه التمسك بقرارات المجالس الوطنية السابقة والإجماع الفلسطيني والتنديد بمبادرة وفد الجامعة العربية الى واشنطن.
2- مطالبة النظام الرسمي العربي ممثلا بجامعة الدول العربية بالتراجع ووقف تقديم التنازلات المجانية للعدو الإسرائيلي، والإسراع إلى سحب هذه المبادرة، وبحث سبل تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني، وتعزيز سبل مقاومة الاحتلال وإجباره على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
3- الإسراع في إنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام على قاعدة التمسك بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم، وإقامة الدولة المستقلة الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.
4- نهيب بجميع القوى الوطنية الفلسطينية إعلان موقف واضح وصريح برفض التوجه الرسمي العربي، كما جاء في مبادرة وفد الجامعة العربية، لما يشكله من أخطار على حقوق شعبنا الثابتة وفق قرارات الشرعية الدولية والثوابت الفلسطينية.
5- نهيب بكافة الهيئات والاتحادات الشعبية والنقابات ولجان اللاجئين ومؤسساتهم اعلان رفضها لهذه المشاريع المشبوهة، وتنظيم الفعاليات الجماهيرية لإجبار المفرّطين على التراجع ووقف مساومتهم على حقوق شعبنا.
6- المبادرة والعمل على عقد مؤتمر وطني للاجئين ومؤسساتهم لوضع الآليات والخطط للتصدي لأية تنازلات تراود أذهان الأوساط النافذة في النظام الرسمي العربي والفلسطيني، واعتبار قضية اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية، ودون عودة اللاجئين الى ديارهم لن يسود سلام أو استقرار في منطقة الشرق الأوسط.
7- من منطلق المسؤولية الكبرى نناشد كافة الجهات والأطر والقيادات العربية الحفاظ على أهلنا في مخيمات اللجوء أينما تواجدوا، وخاصة مخيمات سوريا، ونطالب بحمايتهم وعدم زجهم في الصراع الدائر هناك، وعودتهم إلى مخيماتهم لحين تأمين عودتهم إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948.
إن الائتلاف الفلسطيني العالمي لحق العودة يعاهد أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي عموما، وجماهير اللاجئين الفلسطينيين خصوصاً حيثما كانوا في الوطن أو في الشتات أن يواصل عمله ونضاله في الدفاع عن حق العودة وفي التصدي لكل من يحاول المساس به وبالأرض الفلسطينية، كائنا من كان وأيا كانت القوى التي تقف وراءه.