حكم المسح على الحذاء او الجرابات بالوضوء وخصوصا بالشتاء

تاريخ النشر: 29/09/15 | 6:07

ثبت المسح على الجوربين عن تسعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عليّ وعمّار وابن مسعود وأنس وابن عمر والبراء وبلال وابن أبي أوفى وسهل بن سعد (انظر: المغني، لابن قدامة، 1\332، كشّاف القناع، 1\130) .
وروى أبو داود في سننه حديث رقم (159) وابن ماجه في السنن حديث رقم (560) وأحمد في المسند (حديث رقم 18234) والترمذي في الجامع (حديث رقم 99) عن المغيرة بن شعبة مرفوعًا أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم مسح على الجوربين والنّعلين”، وقال الترمذي: حسن صحيح.
هذا واتفقت المذاهب الأربعة على أصل مشروعية المسح على الجوربين، إلاّ أنّهم اختلفوا في ماهية وصفة الجورب الذّي يمسح عليه، حيث حمله المالكية والشافعية على الجورب المجلّد، وحمله الحنفية والحنابلة على الجوارب مطلقًا سواءً المجلدة منها وغير المجلدة – كالجوارب المنسوجة المتخذة من القطن والنسيج والصوف ونحوه.
ولقد تبنى المجلس الإسلامي للإفتاء جواز المسح على الجوارب المتخذة من القطن والنسيج والصوف ونحوه ولم يشترط كونهما مجلدين كما اشترطته الشافعية والمالكية ، ولكن لا بدّ أن تكون الجوارب ثخينة بحيث يمكن متابعة المشي عليهما عرفاً كما بيّن المذهب الحنبلي والأولى عدم المسح خروجًا من الخلاف وعملاً بالقاعدة الفقهية: “الخروج من الاختلاف مستحب”. .
جاء في “المغني” لابن قدامة، (1\331): “إنّما يجوز المسح على الجورب بالشرطين اللذين ذكرناهما في الخف: أحدهما أن يكون صفيقًا لا يبدو منه شيء من القدم، الثاني: أن يمكن متابعة المشي فيه”.
وجاء في “كشّاف القناع” (1\130): “وجورب صفيق من صوف أو غيره وإن كان غير مجلد أو منعل إذا أمكن متابعة المشي فيه”. والصفيق في جميع معاجم اللغة العربية يعني: الكثيف، يقال في اللغة ثوب صفيق: أي كثيف النسيج.
قال الإمام أحمد: “لا يجزئه المسح على الجورب حتى يكون صفيقًا يقوم قائمًا في رجله لا ينكسر مثل الخفين” (انظر: المغني، لابن قدامة، 1\332) .
وإنّما شدّد الفقهاء على اشتراط الكثافة في الجورب لأنّه يقوم مقام الخُف، وشروطه هي عين شروط الخف بالاتفاق، فلا فرق بين شروط الخف والجورب، بل إذا اشتُرط أن يكون الخفان قويين متماسكين يمكن متابعة المشي عليهما فمن باب أولى أن يشترط ذلك بالجوارب. قال الإمام أحمد: “إنّما مسح القوم على الجوربين لأنّه كان عندهم بمنزلة الخف يقوم مقام الخف في رجل الرّجل يذهب فيه الرّجل ويجيء” (انظر: المغني لابن قدامة، 1\332) .
والأورع والأحوط لدينك أيّها الأخ الكريم أن تأخذ بالعزيمة، إلاّ إن كنت صاحب عذر كمريض أو عاجز فلا ضير عليك بالمسح على الجوربين تقليداً للحنابلة ، شريطة أن يكون الجورب ثخينًا، وإيّاك وتقليد من شذّّ من أهل العلم وقال بجواز المسح على الجوارب الرقيقة، فإنّ من سبق من أسلافنا كأبي حنيفة والإمام أحمد أدرى بأوصاف جوارب الصحابة التي مسحوا عليها فهم أقرب منّا عهداً بهم.
واعلم أنّ الصلاة ميثاق غليظ وأمانة عظيمة جليلة فمن صلحت صلاته صلحت سائر أعماله ومن فسدت صلاته فسدت سائر أعماله، فاحرص على ادائها كاملة خالصة من كلّ شبهة وشائبة، فكما أنّك تحرص على أن تكون شؤونك وأمورك الدنيوية كاملة فاحرص أن تكون صلاتك كذلك، بل هي أحرى وأولى.

وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة