تجربتي في الكتابة والإبداع
تاريخ النشر: 17/05/13 | 13:44أمس، كانت لي محاضرة في المكتبة العامّة في بلدتي كفر قرع تحدّثتُ فيها بإسهاب عن تجربتي في الكتابة والإبداع مع قراءة نصوص نشرتُها تمثّل الألوان والفنون الكتابيّة المتنوّعة التي كتبتُها، وفيما يلي فقرات من المحاضرة
الدوافع للكتابة
يمكن إجمال دوافعي للكتابة والغايات المنشودة منها كما يلي:
– الكتابة كواجب ضمن دراستي في المدرسة الثانويّة وفي الجامعات.
– الكتابة المنهجيّة الموضوعيّة ضمن عملي في مجال التربيّة والتعليم وفي إعداد المناهج التعليميّة في موضوع اللغة العربيّة والأدبين العربيّ والعالميّ.
– الكتابة لإشباع حاجات نفسيّة متعدّدة ترتبط بالأوضاع التي مررتُ بها؛ فالكتابة قد تشكّل ملاذًا ومتنفّسًا للتحرّر من الإحباط والمعاناة، ولشحن النفس بطاقة من الأمل والتفاؤل والثبات.
– الكتابة كرسالة لإحداث تغيير إيجابيّ وتحقيق حياة أفضل!
– الكتابة قد "تمنح" الشعور بتحقيق نوع من الاستمراريّة والخلود!
المصادر التي تأثّرتُ بها
-
الإقبال على المطالعة الذاتيّة الحرّة منذ المراحل المبكّرة؛ في المدرسة الابتدائية والثانويّة.
(قراءة مكثّفة لنصوص وموادّ متنوّعة: القرآن الكريم والحديث
النبويّ الشريف، روايات وقصص ومسرحيّات، قصائد وأشعار، كتب في التاريخ والنقد واللغة وفي التربية وعلم النفس والفلسفة …)
– الإقبال على ممارسة الكتابة والمثابرة عليها.
– التعلّم والدراسة والرعاية والتوجيه.
– الميل الفطريّ والموهبة الطبيعيّة للكتابة والتعبير.
مراحل ومحطّات في تجربتي الكتابيّة
1. المرحلة الأولى (في المدرسة، خاصّة الثانويّة):
تمتاز كتاباتي في هذه المرحلة بما يلي:
– الميل إلى الاقتباس – في المضمون والأسلوب – بتأثير المطالعة الخارجيّة؛ وقد انعكس ذلك بصورة بارزة في محاولة تزيين وتطعيم الكتابة بكلمات وتعابير كلاسيكيّة عالية، نحو:
«إنّ اللهَ ذرأ الناس وأسكنهم الغبراء الواسعة…».(من موضوع إنشاء كتبتُه في الصفّ الثامن في المدرسة الابتدائيّة!)
– استعمال الزخرف اللفظيّ، خاصةً أسلوبَ السجع، نحو:
« … والمكان الذي يطيبُ للمرءِ لنفثِ آلامه المُضنية هو الطبيعة؛ بهوائها البليل، ونسيمها العليل، ومروجها الخضراء، وحدائقها الغنّاء، ذات الحسن الوضّاء، والرونقِ والبهاء…» (في موضوع إنشاء كتبتُه في الصفّ العاشر!).
دكتور محمود ابو فنه
– الميل إلى تضمين أبيات من الشعر في الكتابة لدعم الفكرة المطروحة، نحو:
« … لذا أحبّذ إنشاء المدارس على المستشفيات؛ لأنّ المدرسة هي دواءُ الجهل والفقر والمرض، ولأنّ العلم فريضةٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة، وشرفه فوق شرف النسب، ولا يعدلُه مالٌ أو جاهٌ، فقد قال الشاعرُ:
يا جامعَ العلمِ نِعمَ الذخرُ تجمعُهُ – لا تعدلنَّ به دُرًّا ولا ذهبا». (في الصفّ الحادي عشر)
– بداية إبداء الآراء والأفكار الذاتيّة والقيم الحميدة بصورة جليّة ملموسة، نحو: «… هدفُنا من الحياة ليست الحياة نفسها، ولكن الحياة لما فيها من العبر، ولما فيها من الحِكَم، ولما فيها من الجمال، ولما فيها من اتّحاد وتآلفِ القلوب. هدفنا أن نُفيد ونستفيد كما عمل أجدادُنا أسلافُنا، وكما سيعملُ الخلفُ…»(الصفّ الثاني عشر)
2. مرحلة التحرّر من الاقتباس والكتابة الأكاديميّة الموضوعيّة:
في هذه المرحلة حرصتُ على الالتزام بالأسلوب العلميّ الموضوعيّ البعيد عن الزخرف والتعبير العاطفيّ، والأنواع التي كتبتُها تشمل:
– أبحاثي ودراساتي الجامعيّة، الأبحاث والكتابات التي كتبتُها في أثناء عملي في التفتيش والتوجيه وفي إعداد المناهج والكتب الدراسيّة، نحو:
(كُتب المرشد الثلاثة للمعلّمين في تدريس الأدب العربيّ والعالميّ للإعدادية وللثانويّة، كتابي: "القصّة الواقعيّة للأطفال في أدب سليم خوري"،الأبحاث والدراسات عن المناهج والكتب التعليميّة وغيرها..).
– مقالاتي ودراساتي في التربية والمطالعة والنقد الأدبيّ خاصّة حول أدب الأطفال.
3. مرحلة الانطلاق في عالم الإبداع الأدبّي:
في هذه المرحلة – والتي تتداخل أحيانًا مع المرحلة السابقة زمنيًّا – أخذتُ أكتب، بغزارة نسبيّة، النصوص الأدبيّة الإبداعيّة والتي شملت الفنون الأدبيّة التالية:
– الخاطرة الذاتيّة.
– القصّة القصيرة للكبار وللأطفال.
– قصّة الومضة (القصيرة جدًّا).
– أدب السيرة الذاتيّة.
– المقالة الأدبيّة.
– المذكّرات وأدب الرحلات.
(ملحوظة: من الجدير بالذكر أن المراحل المذكورة تتداخل، ومع ذلك هناك سمات غالبة على كلّ مرحلة).
خصائص وسمات بارزة في كتاباتي الإبداعيّة
في كتاباتي الإبداعيّة أحرص على:
– مراعاة جمهور المتلقّين، فما يناسب الكبار البالغين لا يناسب الأطفال والفتيان، كذلك أراعي مستوى المتلقّين.
– مراعاة اللون الأدبيّ، فأسلوب المقال يختلف عن أسلوب القصّة أو السيرة..
-
جعل اللغة والأسلوب تخدم الغاية أو الهدف من الكتابة؛ فاللغة والأسلوب ليسا غاية منفصلة عن رسالة النصّ.
-
أحيانًا، ألجأ إلى الرمز أو إلى الدعابة والسخرية والمفارقة لإيصال الرسالة المنشودة.
كل الاحترام وشكرا على هذا التلخيص لمضمون المحاضرة.