إنطلاق مشروع “روايتنا صح” في أم الفحم
تاريخ النشر: 21/09/15 | 17:17في إطار الجهود التي يبذلها المركز الجماهيري في أم الفحم لحفظ الرواية الفلسطينية وتعميمها ونشرها لتعريف الناس بها، ونقلها للأجيال القادمة خوفاً من ضياعها قام المركز بإطلاق مشروع “روايتنا صح”، وهو مشروع بادر إليه المركز الجماهيري ومجموعة من مثقفي ومتعلمي مدينة أم الفحم المتقاعدون والذين يرغبون في دراسة الراوية الفلسطينية والمساهمة في نقلها وتعريف الناس بها، حيث ستدرس المجموعة كل تاريخ فلسطين على مدار الحقبات والفترات على مدار التاريخ، وأهم محطات أرض فلسطين في التاريخ القديم والمعاصر.
اللقاءات يتم تمريرها على يد مجموعة من خيرة أساتذة التاريخ الفلسطيني من بينهم الكاتب والمؤرخ المعروف د. شكري عراف إبن قرية معليا في الجليل الأعلى، والبروفيسور مصطفى كبها، د. جوني منصور، د. خليل عثامنة، د. حاتم سكران، د. مهند مصطفى وكوكبة من الباحثين والمختصين بالرواية الفلسطينية. والذين سيرافقون هذا المشروع من خلال 15 محاضرة سيتم تمريرها على المشاركين، وفي كل محاضرة يتم تدارس حقبة معينة من تاريخ فلسطين عبر العصور.
وفي هذا الإطار، وبهدف إطلاع أعضاء مجموعة “روايتنا صح” على الشواهد الموجودة على أرض الواقع ولكي يكون التعليم من جانبيه النظري والعملي، قام المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم بتنظيم رحلة تعليمية تعريفية لأعضاء المجموعة للتعرف على منطقة الجليل الأعلى، وبالأخص المنطقة الواقعة على الحدود بين بلادنا ودولة لبنان إنطلاقاً من منطقة الناقورة على الساحل غرباً وصولاً إلى جبل الجرمق شرقاً مع التوقف في عدد من أبرز المحطات هناك والسير على الأقدام في مناطق اخرى.
إنطلقت المسيرة يوم الجمعة من ساحة المركز الجماهيري متوجهة إلى محطتها الأولى هي بلدة الكابري المهجرة والتي يقوم عليها اليوم كيبوتس كابري حيث قام الدكتور شكري عراف بسرد تاريخ هذه البلدة المهجرة وأهم الصناعات التي تواجدت بها وأهمية موقعها الجغرافي الذي أدى إلى تسريع تهجير أهلها من أجل السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية من ناحية الموقع وقد إشتهرت هذه المنطقة بعيون الماء الغزيرة قديماً، وبعد ذلك توجهت المجموعة لموقع رأس الناقورة ونزلوا إلى قاع القمة الصخرية بواسطة السلال الكهربائية وهناك قاموا بمشاهدة فيلم وثائقي حول كيفية تكون هذه السلاسل الصخرية العملاقة، ثم قاموا بإجراء جولة في كهوف المنطقة وتعرفوا على خواصها وأنواع صخورها وميزاتها وأنواع الطيور التي عاشت بها قديماً، ثم توجهت المجموعة لقرية عرب العرامشة لأداء صلاة الجمعة في مسجد القرية.
وبعد ذلك توجهت المجموعة إلى متنزه أدميت حيث “مغارة القوس” فتناولوا هناك وجبة غداء خفيفة ثم ساروا في مسار طبيعي خلاب يطل على منطقة الجليل الأعلى وصولاً إلى مغارة القوس التي تعد من المناطق الخلابة والأخاذة في البلاد، وهناك تلقت المجموعة الشرح الوافي من قبل الدكتور شكري عراف حول ميزات هذه الظاهرة وكيفية تكونها.
وكانت المحطة التالية مسار طبيعي في واد القرن وصولاً إلى منطقة تشرف على قلعة مون-فور (أو قلعة الجبل باللغة العربية) والتي كانت تعد مخزن وخزينة أموال منطقة عكا والجليل الأعلى في عهد الظاهر بيبرس كما وتعد قلعة دفاع متقدمة عن مدينة عكا.
ثم توجهت المجموعة لزيارة قرية سعسع المهجرة والتعرف على أهم معالمها وتاريخها، ثم قامت المجموعة في الإنطلاق في مسار آخر إلى قرية النبي يوشع (يهشوع) المهجرة مروراً بالمباني المهدمة للقرية وصولاً لمقام النبي يوشع الذي لا يزال قائماً ويعاني من الإهمال الشديد، وخلال المسار تلقى المشاركون شرحاً مفصلاً حول أهم محطات هذه القرية المهجرة، ثم وصلت المسيرة إلى نهايتها عند وصولها لمكان يشرف على جبل الجرمق، وهو أعلى جبال فلسطين ويصل إرتفاعه إلى أكثر من 1200 متر فوق سطح البحر، وهكذا نجحت هذه المجموعة في الإطلاع على طول الحدود الشمالية للبلاد.
وفي ختام برنامج الرحلة تم الإستماع إلى أراء مقتضبة من أعضاء المجموعة المشاركين بالرحلة الذين أثنوا على هذه المبادرة الفريدة والمميزة، وقدموا شكرهم للمركز الجماهيري الذي يرعى ويمول هذا المشروع مطالبين المركز بالإستمرار في رعاية المشروع، كما وأثنوا على حسن التخطيط والتنفيذ والإهتمام الكبير الذي يبديه المركز وتوفيره كل مستلزمات الرحلة كاملة، مؤكدين أن هذا المشروع يعمق المعرفة بتاريخنا ويساهم في الحفاظ على الهوية والوجود.
وفي حديث مع د. شكري عراف قال: “نحن سنقوم بعدة رحلات للتعارف على مناطق متعددة وهامة في البلاد، هذه هي الرحلة الأولى وستكون هناك رحلات للكرمل وحيفا، الطنطورة وقيساريا، يافا وصولاً إلى مناطق في الجنوب حتى نتدارس تاريخ هذه البلاد بطولها وعرضها وحتى نثبت روايتنا لما حدث على ظهر هذه الأرض”، وأضاف: “أشكر المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم على رعاية وتمويل هذا المشروع الضخم والهام، وأدعوا جميع المهتمين بدراسة التاريخ الفلسطيني بالإنضمام إلى هذه المجموعة لكي ننجح في إيصال روايتنا لأبعد ما يكون، واليوم بفضل مبادرة المركز الجماهيري أم الفحم وهذه المجموعة المميزة تم تعميم هذا المشروع ليشمل بلدان عربية اخرى منها باقة الغربية وبلدان اخرى شمال البلاد”.
وفي حديث مع السيد محمد صالح إغبارية – مدير المركز الجماهيري قال: “نحن أطلقنا هذا المشروع من منطلق حرصنا على نقل الرواية الفلسطينية للأجيال القادمة وحفظها من الضياع، نحن اليوم نستضيف ثلة من مثقفي ومتعلمي المدينة المهتمون بدراسة هذا الموضوع، وهم بمثابة نواة ستعمل على نشر الوعي بالرواية الفلسطينية الحقيقية، وفي هذه المناسبة أود أن أدعوا كل من يرغب بالمشاركة في هذا المشروع بالتواصل مع المركز الجماهيري لأننا حريصون على أن يقدم الجميع مساهماته ويقوم الجميع بدوره في حفظ الرواية الفلسطينية، وأخيراً أحيي هذه المجموعة المتميزة والرائدة التي تمتاز بالنشاط وحب المعرفة والرغبة في المحافظة على الجذور والوجود، نشد على أياديهم ونقول لهم بأن المركز الجماهيري سيبقى داعماً لهم مستقبلاً وسيقوم المركز بدوره من خلال مساهمته الفعالة في رعاية وتمويل هذا المشروع الوطني والديني الهام”