مشروع "حفظ النعمة" في ام الفحم
تاريخ النشر: 20/05/13 | 22:44بعث لنا القائمين على مشروع حفظ النعمة في مدينة ام الفحم يستعرضون من خلال بيانهم اهمية مثل هذه المشاريع ورسالتهم من خلال عطائهم في مشروع حفظ النعمة , وجاء في البيان: " ما زال الخير في امة محمد "صلى الله عليه وسلم" موجودا بفضل الله، وما زالت المشاريع الخيرية والتطوعية قائمة، وما زال جنود الخفاء يعملون في الليل والنهار.
مشروع حفظ النعمة: هو مشروع خيري من الدرجة الاولى، يعمل عليه عدد من رجال الخير، وفرسان الخفاء، يسعون جاهدين لسد حاجة الفقراء، وستر العائلات المحتاجة في بلدنا الحبيبة .
" تذكرنا الفاروق عمر وهو يحمل الطحين على كتفيه وينطلق به الى الفقراء والمساكين " هكذا قال الشيخ محمد احمد شريف، من خلال البيان ، حول مشروع حفظ النعمة، وهو من احد القائمين على هذا المشروع الخيري .
وجاء في البيان الذي شمل على مجموعة من الاسئلة والاجابات :
اولا : حبذا لو تخبرنا لماذا سمي المشروع بـ " حفظ النعمة " ؟
أجاب: ان الله قد انعم علينا بنعم كثيرة، ولو اتينا الى نعمة واحدة من نعم الله لا يمكننا ان نحصيها، وان الطعام والشراب والكساء هو من اعظم النعم التي انعم الله علينا بها، وقد سمي المشروع بحفظ النعمة لأننا نقوم بجمع النعم " كالطعام والشراب…" ونقوم بحفظها من وضعها في القمامة، ومن ان اتلافها من غير الاستفادة منها.
ولقد اعتدنا في الاعراس في ام الفحم خاصة وفي البلدنا الاخرى عام ان يلقى الطعام في القمامة وان لا تصان هذه النعمة للأسف الشديد .
ثانيا : من هو المبادر الاول لهذا المشروع ؟
أجاب: بدأ هذا المشروع بمبادرة من ثلاثة شباب اصحاب همة وعزيمة وحرص على بلدهم الطيبة، وقد نقلوا هذه الفكرة عن برنامج للداعية لعمرو خالد.
واما عن الاشخاص الثلاثة فهم:الاخ كارم محاميد، والاخ محمد نمر محاميد، والاخ خليل محاميد، وكانت في البداية في حي المحاميد، حيث كانوا يذهبون للاعراس ويطلبون منهم ان استعارة "الاواني والطناجر" لكي ياخذوا هذا الطعام فيوزعوه على المحتاجين والفقراء في مدينتنا.
ثالثا: من الذي يمول هذا المشروع ؟
أجاب: لقد تبنت لجنة الزكاة هذه الفكرة المباركة، وخصصت لها لجنة الزكاة مبلغ مالي شهري، لكل المعدات التي نحتاجها، ودعمتنا في كل ما نريدون، حتى نتم هذا المشروع على اكمل وجه بإذن الله.
وكذلك المخزن الذي نقوم بحفظ المواد فيه، فهذا المخزن تتكفل لجنة الزكاة بدفع تكاليفه، فلجنة الزكاة من تقوم بدفع الايجار والكهرباء والماء وكل ما يلزم هذا المخزن، وهذا المخزن معد من كل الجهات، ففيها ثلاجات وبرادات، وغرف لكل المعدات التي نقوم بجمعها. وبالنسبة للبنزين ايضا تقوم لجنة الزكاة بتوفير مبلغ خاص لسيارة المشروع.
" ويشار ان المخزن هذا موجود في حي عين النبي عمارة الشافعي، مقابل حلويات ابو الشريف ."
رابعا: ما هي الامور التي تقومون بجمعها ؟
أجاب: الامور التي نقوم بجمعها، هي كل ما يتبقى من الاعراس من " لحوم ، ورز، وخبز، ومشروبات " وتكون كل هذه الامور صالحة وذات جودة .
ونجمع ايضا اللحوم من العقائق، والاضاحي، والنذر، واي ذبح اخر كالصدقة وغيرها. واما عن اللحوم فنحن نجمع اللحوم مقطعه وصحيحة. وحتى وصل الامر ان من اهل الخير من قام بتبرع خراف غير مذبوحة، وقمنا بذبحها وتجهيزها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
وكذلك نجمع الطرود الغذائية من المتبرعين، ونجمع وجبات الطعام التي تبقى من مشروع اليوم الطويل.
ونجمع الملابس الجديدة فقط، وأثاث البيوت الصالح للاستعمال، والفواكه والخضار.
وقد وصل بنا الحال بفضل من الله ان نساعد العائلات الفقيرة بنقل الحاجيات اذا لزمهم الامر. فهناك بعض العائلات التي تسكن في الايجار وتتنقل من بيت الى اخر، وحالتها المادية لا تسمح لها بان تحضر عمالا ليقوموا بنقل اثاث البيت، فلذلك نحاول قدر المستطاع ان نساعد هذه العائلات بنقل حاجياتهم.
خامسا : من الذي يقوم بجمع وتوزيع هذا الكم الهائل من المواد الغذائية ؟
أجاب: هذا المشروع قائم على ايدي شباب الخير من بلدنا الطيب، حيث يقوم شباب من كل احياء البلد بالتطوع لجمع هذه الأمور، فهناك بعض الشباب يذهبون في ايام محددة لسوق الخضار، لاحضار الخضار والفواكه ويقومون بتوزيعها، وكذلك الامر هناك شباب يعملون في الليل والنهار، وينطلقون في ساعات متأخرة من الليل الى الاعراس بعد انتهاءها، لجمع الطعام والمشروبات، ويقومون بتوزيعها على الفور ويكون الطعام ما زال ساخنا، واحيانا يلتحقون بالوقت، فيقومون بوضع الطعام في الثلاجات، وتوزع في اليوم التالي. ونحن بدورنا نفتح المجال لكل من يريد ان يشارك الاخوة في هذا المشروع.
سادسا: كم هو عدد البيت التي يكفلها هذا المشروع ؟
هذا المشروع يكفل اكثر من 400 بيت في ام الفحم، ولكن اوضاعهم تتفاوت، فمنهم من وضعه سيء جدا ومنهم من حالهم مستور.
هذا هو العدد الذي نعرفه نحن تقريبا ، وهناك بيوت " نحسبهم اغنياء من التعفف " لا نعلم بحالهم، وقد تكون حالتهم سيئة، فانا اوجه كلمة الى كل من يعرف بيت محتاجا، ان يتوجه الينا حتى نقدم له المساعدات باذن الله .
سابعا: حدثنا عن بعض المواقف المؤثرة واجهتكم خلال هذا المشروع ؟
أجاب:
الموقف الاول: دخلنا على بيت في تمام الساعة الثانية عشر، وكان اهل البيت نيام، قمنا باعطاهم الطعام وخرجنا من البيت، وفي اليوم التالي وصلنا الخبر ان اهل هذا البيت قد استيقظوا من نومهم واجتمعوا حول سفرة واحدة، وكان الطعام حينها ما زال ساخنا، فقد كان هذا الطعام طعاما من احد الأعراس، وقد اخذ من العرس واعطي لتلك العائلة مباشرة، فاكلوا وسدوا جوعتهم، وكما يبدو انهم كانوا يتضورون جوعا، ولم يكن في بيتهم أي شيء يضعونه في افواههما .
الموقف الثاني: هناك بعض البيوت بمجرد ان تصل عتبت بيتهم، تسمع اهل البيت ينادون "اتى الطعاااام اتى الاكل"، فتراهم يجتمعون من حولك يريدون اخذ الطعام بلهفة، من شدة الجوع، وأجمل من هذا كله، ان تسمع الدعاء من تلك النساء والأطفال وهم يدعون لنا بالخير والحفظ والسداد والتوفيق، حقا انها مواقف تقشعر لها الابدان .
الموقف الثالث: كنا في يوم من الأيام نسير في الليل، ما بعد الساعة الحادية عشر، في احد احياء البلد البعيدة، تذكرنا يومها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تذكرناه كيف كان يذهب للفقراء والمساكين، وهو يحمل أكياس الطحين على كتفيه، يأخذها بنفسه للفقراء والمساكين، ذلك الموقف اثر في جدا.
الموقف الرابع: من المواقف الجميلة الرائعة التي بدأنا نلمسها عند بعض الناس، وهي ان بعض اصحاب الأعراس، يطلبون من "الطباخ" ان يعد لهم وجبات اكثر، فان كان العرس مثلا يحتاج لألف وجبة، يعد الفا ومائتا وجبة او اكثر ويجعل نية في هذه الوجبات انها لمشروع حفظ النعمة حتى توزع على الفقراء والمساكين، ويتصل بنا عند بداية العرس لكي نذهب ونأخذ هذه الوجبات.
ثامنا: هل من كلمة توجهها لاهل ام الفحم عامة ولاصحاب رؤوس الاموال خاصة؟
أجاب: نتوجه الى اهلنا الاحباب في هذا البلد الطيب، بما تجود به انفسهم من لحوم، وخضار وفواكه، وطرود غذائية وغيرها من الامور، لدعم هذا المشروع الخيري، ولستر هذه الاسر الفقيرة.
للاسف الشديد هناك الكثيرون من اهل ام الفحم لا يعلمون بحال هؤلاء، وبصعوبة المعيشة عند الكثير من الاسر الفحماوية المحتاجة.
لذلك نتوجه الى اصحاب المحلات التجارية، واسواق الخضار والفوكة، بان يدعموا هذا المشروع، وان يساندون ويمدونا بما تجود به انفسهم، ونحن على استعداد كامل للمجيء اليكم واخذ ما تتبرعون به، وتوزيعه بصدق وحرص وأمانة.
تاسعا: هل عندك كلمة اخرى تريد ان تقدمها ؟
أجاب: اتقدم بالشكر الجزيل لكل الشباب العاملين الساهرين في هذا المشروع الطيب، ونشكر لجنة الزكاة التي ترعى هذا المشروع، ونشكر الحركة الاسلامية على دعمها ايضا في الخفاء، ونشكر كل من يدعم ويساهم ويتبرع لهذا المشروع، ونخص بالذكر سوق عطية للخضار والفواكة على تبرعه لكميات كبيرة من الخضار والفواكه، وما زال يتبع لهذا المشروع .
ونشكر كذلك ملحمة النور على ما تبرعت به من كميات من اللحوم وما زالت تتبرع الى اليوم .
فجزاهم الله كل خير، وبارك الله في جهودهم الطيبة المباركة .
جزاكم الله كل خير