كفرقرع تُحيي ذكرى النكبة بعرض مسرحية "التغريبة"
تاريخ النشر: 21/05/13 | 11:11مع دقات الساعة الثامنة مساءً وفي أجواء ممزوجة بعبق تاريخ القرى الفلسطينية المهجرة وبروح الحنين إلى تاريخ لم يمض مع المكان المسلوب والقرى الفلسطينية المهجرة وتاريخ النكبة الفلسطينية بصرخة أبناء الشتات وعلى أراضي الحوارنة وتحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي، تنظيم، إشراف ومبادرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية بإدارة السيدة مها زحالقة مصالحة، فقد توافدت المئات من الجماهير الفلسطينية ورواد الفكر الثقافي الوطني المسرحي الشعري الفلسطيني إلى المركز الجماهيري الحوارنة مساء الأمس ليشاركوا في مهرجان أيار الثقافي "ذاكرة السنديان وسنديانة الذاكرة" والذي شمل عرضاً مميزاً والأول من نوعه على الساحة المسرحية الفلسطينية وهو عرض التغريبة إنتاج مسرح الميدان وإخراج المبدع عامر حليحل، وتحت رعاية المجلس المحلي والتي تروي قصة تهجير قرية صفورية بالإضافة إلى استضافة مميزة للشاعر الفلسطيني الشعبي بلال عبد الله تحت رعاية مؤسسات سلام بإدارة السيد محمود فريد عثامنة، إذ وصلت الجماهير الغفيرة من كل حدب وصوب ومن كل أطياف البلدان الفلسطينية لتملأ المكان حباً وحنيناً لزمان كان وما مضى مع المكان الذي لا نزال نربي الأمل بعودته.
تولت عرافة المهرجان الناشطة الثقافية، مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية والتي حيت رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة، الشاعر الفلسطيني بلال عبد الله والسيد محمود فريد عثامنة والمخرج عامل حليحل وأسرة الممثلين والممثلة هنري اندراوس، خلود طنوس ومراد حسن في العمل المسرحي المميز، كما ووجهت تحية عميقة لجميع رواد المهرجان من كل قرى وبلدان فلسطين وأقطار هذا الوطن الزيتوني السندياني الشامخ والذين أموا المكان لإحياء الذكرى السادسة والخمسين لنكبة شعبنا الفلسطيني.
وفي تعريف لها حول تميز وخصوصية مهرجان أيار الثقافي فقد أكدت عريفة المهرجان زحالقة مصالحة قائلة:" هذا المساء نواصل العزف على قيثارة مهرجاناتنا الوطنية لتكون معزوفة مهرجان أيار الثقافي..ذاكرة السنديان وسنديانة الذاكرة…الذاكرة الفلسطينية بلسان عيون الأجداد..شيوخ وأجداد اليوم وأطفال الأمس الذين عاصروا النكبة وهم يختبئون في سروال جدنا الكبير…فلسطين وثوب الغالية الأم فلسطين… ويرتجفون تشبثاً بالأرض رعباً وصموداً وراء حصنك صفورية،قرانا المهجرة..جرح ينزف في جسد التاريخ، صفورية يا حصن تاريخ،المساء، بطلة هذه الذاكرة المسرودة بالدموع، خبيزة، إجزم،البروة وكل أزهار هذا الوطن، وتطول القائمة وتطول".
وفي تطرق لمضمون العمل المسرحي الرائد التغريبة فقد أشارت عريفة المهرجان :"نستضيف هذا المساء مسرحية التغريبة، إنتاج مسرح الميدان وإبداع الأنامل المسرحية الإخراجية للمبدع عامر حليحل، والتي تحكي قصة احمد ومريم وما عاصراه من آلام التشريد والدمار في قرية صفورية إبان النكبة الفلسطينية واللجوء في لبنان، هذا العمل الثقافي واستضافتنا للشاعر الفلسطيني في المهجر، بلال عبد الله، وتر ووطن والشعر الشعبي الفلسطيني الذي يحاكي كل الطبقات الفكرية الثقافية بين صفوف شعبنا".
ومن خلال كولاج شعري جمع الأصدقاء معين بسيسو ومحمود درويش الذين اجتمعوا بلحمة حب الوطن فقد تلت عريفة المهرجان على مسامع الجمهور الروح الاساسية التي تطفو على مشاهد العمل المسرحي وموسيقى مسرحية قصيدة في زجاجة التي تسكن المسرحية بعمق اخاذ قائلة: "ما أروع حضور روح الشاعر الفلسطيني معين بسيسو ورائعته "قصيدة في زجاجة" والمسرحية تأخذ من روح القصيدة وتترنم على آلامها..
سَفَرٌ
سَفَرْ
موجٌ يُتَرْجِمُني إلى كلِّ اللّغاتِ ويَنكسِر
موجاً على كلِّ اللّغاتِ وانْكسِر
وَتَراً وَتَرْ
سَفَرٌ سَفَر
سُفنٌ كلابُ البحرِ أشرعةُ السُّفُنِ
وطنٌ يُفتِّشُ عَنْ وطنْ (معين بسيسو)
آه يا أجداد الأرض… صدقت الكلمات وثبتت الرؤيا..
لو يذكر الزيتون غارسهُ
لصار الزيت دمعا!
يا حكمة الأجدادِ
لو من لحمنا نعطيك درعا!
لكن سهل الريح،
لا يعطي عبيد الريح زرعا!
إنا سنقلع بالرموشِ
الشوك والأحزان.. قلعا!
إنا نحب الورد،
لكنا نحب القمح أكثرْ
ونحب عطر الورد،
لكن السنابل منه أطهرْ "محمود درويش"
وفي تعريف فكري في ذات السياق فقد استطردت عريفة المهرجان بالقول: "تلك الزيتونة الشاهدة على النكبات على منحدر التاريخ وتلك السنديانة اللا تذبل،..فلسطين ..أيتها العروس المقهورة. مسرحية التغريبة ووتر ووطن مع الشاعر الفلسطيني بلال عبد الله هي ترسيخ صارخ منا للثوابت الفلسطينية التي نحن مسكونين فيها بروح ما يقول سلمان ناطور "ستأكلنا الضباع ان بقينا بلا ذاكرة"،وكي لا ننسى ما لنا وما كان لنا، كي نجد الجواب للطفل الذي يسأل والدته صباح التهجير، أين سننام يا أمي بعد اليوم؟؟؟؟
وللصبي الذي يسأل والده:
"لماذا تركت الحصان وحيداً؟
كي يؤنس البيت يا ولدي
فالبيوت تموت إذا مات سكانها
يا سيد الكلمة، ولأننا نموت شفقة علينا حين ننظر من خلف الجدار والحاجز ونرى العدو يشرب الشاي في كوخنا يا سيد الكلمة"
ومن ثم دعت عريفة المهرجان المحامي نزيه سليمان مصاروة رئيس مجلس كفر قرع المحلي،ليبارك الفعالية التي جاءت إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية الخامس الأوفياء للقضية الثقافية وحيى الجماهير التي وصلت من كل أقطار الوطن الفلسطيني، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني بإحياء ذاكرته وتقويتها بين صفوف الجماهير مستشهداً بالحادثة العنصرية والقذرة من حرق سيارات وأعمال عنصرية مشينة قامت بها جهات عنصرية معادية للإنسانية وللأقلية العربية الفلسطينية بالبلاد، مشيراً إلى وقفة الرجل الواحد في وجه هذا الهجمات العنصرية السافلة التي يقوم بها أشخاص عنصريون يحملون الحقد راية في قلوبهم، كما ووجه تحية كبيرة لأسرة مسرح الميدان وللشاعر بلال عبد الله شاكراً الحضور على حضورهم ووفائهم لمسيرة الثقافة القرعاوية القطرية. كما وتطرق رئيس المجلس المحلي إلى افتتاح المكتبة العامة الأسبوع المقبل موجهاً بذاك دعوة جماهيرية مميزة لكل الحضور القطري لمشاركة كفر قرع هذا الانجاز الثقافي الراقي الذي لطالما حلمنا به.
وقبل الانتقال لمشاهدة العمل المسرحي الفلسطيني التغريبة وفي مخاطبة لشهر أيار الذي يحمل جرح النكبة في روحه فقد خاطبته عريفة المهرجان بالقول:"نعم نحن باقون على عهد الوعد للأرض،الآن بالذات! في أيار..
أيار يا نرجس حديقة الشهور
أيار يا محور العام وسيد الدار
أيار يا موسيقى السنة
ويا لهب وملتقى الألسنة
أيار يا جرح النكبة النازف
يا بئر دم الدم
يا سنديانة الذاكرة وذاكرة السنديان
يا دمع الزيتون..أيار الروح..يا نور النار ..يا بوق التاريخ ويا كوفية جدي وثوب جدتي المطرز بدماء شهداءنا ..أيار يا دمع التراب وحزن الأحباب".
واستطردت بالقول:"هذا المساء سوف نعيش مسرحية مُدججة بالرمزية، فكل لمحة فيها هي عام وكل دقيقة هي زورق دموع من دموع أطفال نكبة شعبنا.. شيوخ اليوم! ومعاً نزرع زهرة جديدة في حديقة توطيد العلاقة بين الفلسطيني، أرضه وذاكرته، المسرحية مأخوذة عن شهادة وثائقية للشقيقين احمد ومريم، هُجرا قهراً خلال النكبة من قرية صفورية في الجليل إلى لبنان، ليتوسطهما الرجل المكسو بالأبيض.. بياض الموت ونقاء الضمير والتأرجح بين التهجير والتغريب وأحقية العدوة واللاعودة عن تربية الأمل بالعودة إلى صفورية وعودة اللاجئين، سوف يكسر الضمير القائل "لماذا تركتم ولماذا لم تعودوا؟؟؟ الكثير من المنارات وضوضاء الأضواء، فيها رمزية عميقة جداً لتحطيم الحقائق وطمسها وكم الأفواه واغتيال الحريات، إن الألواح الخشبية والانتقال منها واليها هو تواصل السنين والحفاظ على الذاكرة الفلسطينية الجماعية،كل واحد منها هو حديقة من قرانا المهجرة وتتلاطم على أمواج النكبة، وان كانت صفوية تسيبوري بلغة جغرافيا تاريخ اليوم، إلا أن التراب لا يبدل تبديلا…تراب صفوري سوف يبقى فلسطينياً صفورياً هو حتى يوم الدين".
ومن ثم شاهدت الجماهير العرض الأول لمسرحية التغريبة من إبداعات وبواكير مسرح الميدان لمدة ساعة من الزمن جللها العمق المسرحي والأبعاد الفكرية والزمنية العميقة التي سادت جو العمل المسرحي السردي الذي استحضر أحداث النكبة الفلسطينية التي عاشها أهالي صفورية أثناء نكبة شعبنا العظيم مروراً بعمليات التشريد التي عاشتها البروة الفلسطينية وغيرها من القرى المهجرة، إذ حصدت المسرحية الكثير من الدموع من قبل الجمهور الذي استحضر كل منع وعلى طريقته روايته التاريخية الخاصة بأسرته وما وصل إليه من أهله الذين ذاقوا مر التشريد وعذابه.
ومن ثم دعت عريفة المهرجان رواد الأمسية الوطنية للوقوف إجلالاً للنشيد الفلسطيني موطني، لازمة الأعمال الثقافية القرعاوية، إذ صدحت الحناجر والتحمت الأفكار والقلوب والأرواح بصوت عال وشامخ "موطني موطني" والتي انشدها الحضور بحماس وحب وتماهي كبير وأخاذ.
ومن ثم اعتلت المسرح السيدة مها زحالقة مصالحة شاكرة أسرة مسرح الميدان على العمل المسرحي الجبار، ومن ثم انتقلت الجماهير للاستماع والاستمتاع بأشعار الشاعر الفلسطيني الشعبي بلال عبد الله والمقيم في المهجر والمولود في مخيم الرشيدية في لبنان،والذي افلح في إلهاب حماس الجماهير في قصائد حول فلسطين والمخيم واللاجئين وحنين اللاجئ الذي تمطر عليه الأمطار ناراً في غربة المنفى. وقد تحدث الأديب محمد غلي سعيد حول أهم محطات حياة الشاعر بلال العبد الله مشيراً إلى تميز لون شعره الخاص الذي اكتسب شهرة عالمية واسعة. وفي ذات السياق فقد عبرت مديرة قسم الثقافة عن شكر مجلس كفر قرع المحلي العميق للسيد محمود فريد عثامنة، مدير مؤسسات سلام والذي يشجع سيرورة العمل الثقافي والذي يرعى استضافة الشاعر بلال عبد الله ضمن مهرجان ايار الثقافي.
تجدر الإشارة إلى انه قد تم تنظيم معرض للكتاب العربي الفلسطيني والعربي بشكل عام من قبل دار الفتى العربي من اجل استكمال هالة الثقافة والفكر بين رواد المهرجان.
يا ريييت جيييت بس بكا عندددي ظروووف عنننننجد انووو روعا وانا بحترم راي الي بخلي هييك مسرحيات تبكا عنا هذذذذا احلا اشي بهذ البلد مسرحياات عن الماضي تاريخيه اششششي حلو كثيير كل الاحترام انا بشكر كل الي ساهم بأكماال هذه المسرحيااات وعرضهها !! ^-^