بعد معاناة… محيي الدين يتلقى تبرعا لزراعة كبد
تاريخ النشر: 24/09/15 | 9:10العثور على متبرع ملائم في الوقت الملائم امر ليس بالسهل بتاتا وخاصة للاطفال فهنا تأتي العائلة على عجلة من امرها وبقلق كبير، من اجل التبرع وانقاذ طفلها الذي ليس لديه الادراك او الوعي الكافي عما يدور من حوله سوى شعوره بالالم والحصول على العلاجات اللازمة، هنا يأتي الدور الكبير والعمل الخاص للمركز الوطني لزراعة الاعضاء البشرية – بطاقة أدي من اجل مساعدة المرضى المحتاجين لزراعة اعضاء بشرية، والحصول تبرع من متبرع ملائم دون خضوع أي من الوالدين اول احد الاقارب لعملية استئصال كلية في حال قرروا التبرع لابنهم.
بعد 40 يوما منذ ولادة الطفل محيي الدين عاشور، من القدس، ابلغ الاطباء العائلة ان طفلهما يعاني من فشل كلوي من الولادة مما جعله على مدار الساعة اصفر الوجه نحيل الجسم ويعاني من الم دائم. الامر الذي توجب عليه الخضوع لعملية ليتمكن من بعدها الكبد من استغلال طاقته المتبقية من اجل تنفيذ وظيفته وبحسب متطلبات جسده. وكان قد ابلغ الاطباء العائلة ان العملية نجحت بنسبة 75 بالمئة وان بمرحلة ما سيضعف عمل الكبد ويتوجب عليهم زراعة كبد لطفلهم محيي الدين.
وكما هو متوقع استمر عمل الكبد لدى محيي الدين بالتراجع مع مرور الوقت حيث وكان عليه ان تناول الادوية المختلفة بشكل يومي وثابت لمساعدة الكبد بالتحمل واداء وظيفته كما يجب.
وفي سن الثامنة اصبح الامر اكثر خطورة اذ تبين ان فشل عمل الكبد أثر على عمل الكلى مما اضطر الاطباء الزامه على الحصول على جرعات دواء اضافية لتساعد عمل الكليتين، وبدأـ العديد من الظواهر المقلقة والمختلفة تظهر على محي الدين، اذ بدا نحيفا اكثر واعتاد على النوم بشكل شبه متواصل ويفقد الذاكرة وضعف كامل في جسمه.
هنا لم يكن من الام، ربى عاشور سوى ان تقرر هي بالتبرع بكبدها لابنها الذي اخذ وضعه بالتطور سلبا حيث بدأت بسلسلة فحوصات ليتم استئصال كبدها وزرعه في جسد ابنها، الا ان القدر لعب لصالح الام وابنها، بعد ان اتمت الفحوصات وبدأت تجهز نفسها لإجراء عملية استئصال كبدها، الا ان العائلة تلقيت بشهر وبشكل مفاجئ اتصالا هاتفيا من المركز الوطني لزراعة الاعضاء البشرية يبشرها ان هناك عائلة قررت التبرع بأعضاء ابنها الذي توفي في حادث.
وبعد ان تمت العملية بنجاح تام، بدأ محي الدين استعادة صحته وعافيته، حيث اجريت له العملية في المركز الطبي “شنايدر” وتم تسريحه مؤخرا لبيته في القدس، ورغم انه لم يتمكن من العودة للمدرسة بسبب ضعف مناعة جسده الا ان صحته تتحسن وهو يتماثل للشفاء بشلك مطمئن وهنا قالت الوالدة، ربى عاشور :”كان من الصعب علينا مواجهة الامر فلدينا خاصة وانه لدينا اضافة لمحيي اربعة ابناء ورغم الصعوبات ورغم القلق الشديد الذي عشنا به الا اننا وبحمد الله تعالى تلقينا تبرع بكبد وهنا كلمة الشكر اولا لله تعالى ومن ثم للعائلة التي تبرعت بأعضاء ابنها وطبعا لطاقم الاطباء الذي سهر معنا وتعب من اجل صحة ابننا” واضافت :”ان التبرع بالأعضاء من شأنه نشل المريض وعائلته من السواد الحالك الذين يمرون به خلال فترة الانتظار والتي تمر ببطء شديد وكلما مر الوقت كلما ضعف الامل”.