هاكَ القلم
تاريخ النشر: 23/05/13 | 22:58عرف عن الشاعر المرحوم الشيخ يوسف قعدان "ابو جمال" من باقة الغربية أنه لم يتخل عن القراءة والكتابة حتى رمقه الأخير، وقد كان له قلم مميز يعتز به، وكانت صحته جيده، ولم يستخدم النظارة إلا نادرًا.
كان رحيله مفاجئًا، وقبل وفاته بساعة خاطب ولده جمال قائلا له بحسرة: " يا بني ، هاك القلم واحتفظ به!
هاكَ القلم
وأظُنُّ أنِّي …
أنِّي اكتفيتُ أوِ انتَهَيْتْ
هاكَ القلمْ
فاحفَظْهُ يا ولدي ـ رِعاءً ـ للذِّممْ
ذاكَ الذي كانَ احتفالا شائقًا
قد دَوَّنَ الأيَّام والأوهامَ مُمْتَطِيًا
حصانًا أبيضَ الأشواقِ يحلُمُ بالمواسمْ
ويُغِذُّ سَيْرًا في مُروجٍ لا تُخَفِّيْهَا المَعَالِمْ
حتَّى إذا رَفَّتْ عليهِ نِهايَةُ العُدْمِ انطفَا
تَحْديقةً من قلبِ قلبي وكفى
هاكَ القلمْ !
فاحفَظْهُ يا ولدي بِسِتْرِكَ كالحُرَمْ
كم كانَ يجري في يدي
كالنهرِ يَقْفِزُ تحتَ جنَّاتِ الألَمْ !
كان التقاءً رائقًا
كانت لياليهِ احتفاءً بالمنى
يَتَنَفَّسُ الصبح الوضي
للصبح طِيبًا مُثْمِلا
سَمَّيْتُهُ مِفْتاحَ ما في
عنقودِ موَّالي المُعَذَّبْ
سَمَّيتُهُ عُشْبَ الربيعِ على الرِّياضِ
يَغُلُّها الزمنُ اليَبابْ
سمَّيْتُهُ كَفِّي ، وكَفِّي صافَحَتْ أحبابْ
سَمَّيْتُهُ أشتاتَ عمري وانْتَهَتْ
***
هاكَ القلمْ !
ذاكَ الذي بالأمْسِ كانَ صديقيَ المُنسابَ بالرهفَهْ
رُدُّوا عليه غطاءَهُ
سَجُّوه بالحزنِ المُدَمَّى
وَرَقًا ولهفَهْ
هاكَ القلم!
ابداع رائع , مؤثر , عميق – فقد عرف عن الشاعر المرحوم ( ابو جمال ) بأحساسه المرهف بالأضافه لقوة ابداعه ولغته وذكائه -نفتخر ونعتز به كتاج رأسنا – يسعدنا ويشرفنا تذوق الاخرين لاشعاره كفن ومضمون – نشكر ونقدر البروفيسور فاروق مواسي على هذه اللفتة الرائعة – بالتوفيق
تكملة لتعقيب “سابق ” – المعذرة من موقع بقجة (المحترمين ) :
كما ونرسل تحياتنا واحتراماتنا العميقة لجهودهم ونشرهم قصيدة هاك القلم للشاعر يوسف قعدان ولاهتمامهم بالمبدعين المحليين –
أحييك يا شادي العزيز
نشرت المادة كاملة مع التقديم في صفحة الفيسبوك، وهناك عشرات التعليقات، فأرجو العودة إليها بالبحث عن اسمي ويكتب بالإنجليزية
faruqmawasi
كما أن المادة كاملة منشورة في موقع منبرنا وباقة اليوم، فحبذا العودة إليها ، فموقعنا هنا لم ينشر إلا القصيدة
مع تحياتي للجميع
اشكر الموقع الذي أعطاني هذه الفرصة لأشكر جزيل الشكر صديقي وجاري وصديق والدي، وصديق أخي جمال (أبو رفعت) رحمهم الله، الأستاذ البروفيسور فاروق مواسي، الذي كتب هذه المداخلة، حيث أنه حافظ على هذا الود وهذه الصداقة، ولم يأل جهداً بالذكر الحسن لحياة والدي وأخي المرحومَين، في كل مناسبة وكل مرة يذكر اسمهم، فأشكره جزيل الشكر، وأثمن غاليا حفاظه على العلاقة والود لهم. فالبروفيسور فاروق أديب وكاتب وشاعر ومعلم وصديق خفيف الدم، ودمث الأخلاق، وشهم وكريم، حيث صدق حين وصفه أحد الواصفين بأنه كالشجرة تعطي ثمرها لمن يمر عنها دون مقابل! فزاده الله علماً وكرماً وعمراً مديداً ورفعة إن شاء الله ليبقى معطاءً، فالحق يقال ما أن يُصدر كتابا “وهم كثر” حتى يهديني نسخة منه أولاً، فكما قلت نِعم الصاحب والجار والمعلم. أدامك الله بروفسور فاروق وأطال الله في عمرك لتغدق علينا بالتحف الأدبية، وتبقى درة لحارة الشقفان والبلد وفلسطين كلها.
زهير يوسف صالح قعدان
وقع خطأ في تعليقي رقم 2 أعلاه، وهو بخصوص قائل القصيدة هاك القلم، فقد ذكرت خطأ أنها للشيخ يوسف صالح قعدان، ولكنه للشاعر والأديب والكاتب البروفسور فاروق مواسي، فاعتذر منه جداً على الخطأ الذي حصل، وشكراً له على هذا الرثاء لحياة جدي رحمه الله.
شادي زهير قعدان (حفيد الشاعر يوسف صالح قعدان)
اثناء دراستي عن احداث نكبة 1948 قابلت السيد محمد مصاروة -ابا عماد- والذس يسكن شرق طولكرم وكان اخد افراد فوج الشعراوية الذي تم تشكيله انذاك بقيادة عبد الكريم الراوي-عراقي- حيث كانت قيادته في زيتا وانتقلت الى باقة الغربية في منزل السيد حمدان الحاج احمد ابو مخ -المهم في الامر انه صادف العيد وحضر القائد الراوي بين جنوده فقام المرحوم الشاعر يوسف الصالح قعدان بالقاء فصيدة بين يدي القائد فال فيها :
في العيد جئت الى الجنود اقولا شعر الجهاد بيانه تفصيلا
عبد الكريم له عظيم تحيتي في الشعراوية فائدا مسؤولا
واريد فلاخة الكتاب تلاوة تتلى لمن في الحرب مات قتيلا
حي العراق وجيشه ومليكه ما هب الا سيفه مسلولا
فاروق والنقراشي باشا عندما اجتمعا انارا للبلاد سبيلا
يتبادلون مع العراق سياسة ترمي لنصر باهر مأمولا
والهاشمي بن الحسين جهاده نعم الجهاد كعام اهل الفيلا
ولجيش سوريا الشقيقة نهضة شرتوك من افعاله معلولا
شرتزك في باريس يخطب تارة وبليك ساكس دون اي حصولا
بغداد يا دار السلام الا اسمعي ما بالك الاقصى ومع جبريلا
بغداد في القدس الشريف مذابح وبها العداة يمثلوا تمثيلا
هذه القصيدة يحفظها نحند مصاروة وهو من مواليد 1929 اطال الله عمره وهي تثبت بلا شك تطوع الشاعر يوسف الصالح في فوج الشعراوية ولست ادري ان كان هناك ديوانا مطبوعا للشاعر الصالح رحمه الله متمنيا الحصول على اشعاره ان وجدت فهي بالتاكيد تحدثنا عن تاريخ المنطقة وهموم المجتمع انذاك .
مع الاحترام -الصحفي عدنان حطاب-تخصص دراسات عربية . العمل :جريدة القدس -طولكرم 0599757711