“القائمة الذهبية” تنغص على نساء الأقصى فرحة العيد
تاريخ النشر: 25/09/15 | 10:43رفعت المقدسية عايدة صيداوي قميصا يحمل عبارة “عيدنا أقصانا” و “غير الأقصى ما إلنا عيد”، تعبيرا عن حالها والعشرات من النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى، وتأكيدا على حقها الشرعي بدخول مسجدها الأقصى لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك.
فرغم حلول عيد الأضحى المبارك، إلا أن النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى ومن سجلت اسمائهن في “القائمة الذهبية” – قائمة أسماء من منعهم ضابط الاحتلال من الدخول دون قرار رسمي – واصلن احتجاجهن في باب السلسلة على منعهن من دخول المسجد الأقصى، في وقت تزامن مع عيد الغفران اليهودي، واقتحام العشرات من المستوطنين للمسجد.
وقد أصررن على أن يكون تواجدهن في باب السلسلة جزء من حياتهن وأعيادهن في سبيل الدفاع عن تدنيس المستوطنين لأقصاهم. حيث رددن تكبيرات العيد إيذانا بحلول عيد الأضحى المبارك، وتحول استعدادهن لإحياء عيد الأضحى إلى مزيد من الثبات في الدفاع عن الأقصى، بينما رفعن شارة التوحيد والمصاحف ورددن التكبيرات والأدعية وتلاوة القرآن الكريم من خلف القضبان الحديدية التي أجبرتهن قوات الاحتلال على التواجد خلفها، لتأمين المسار الآمن للمقتحمين للمسجد الأقصى.
وأصبح تصديهن لقوات الاحتلال مسلسل يومي لا ينتهي ولا يتوقف حتى يسمح لهن بممارسة حقهن الطبيعي بدخول أقصاهم دون قيود، ولم يعد مكان تلك النسوة بيوتهن بل تحول باب السلسلة عنوانا لنضالهن من أجل الأقصى.
أكثر من خمسين مقدسية ما زلن ممنوعات من دخول المسجد الأقصى، رغم تعرضهن اليومي للضرب والدفع والتنكيل والاعتقال والابعاد عن مسجدهم، من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الثانية والنصف بعد الظهر.
ففي الوقت الذي توفر فيه قوات الاحتلال الحماية لاقتحام العشرات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى، تمنع النساء المسلمات من دخوله. ومن بين إحدى النساء المعلمة هنادي الحلواني التي تحرم منذ 3 سنوات على التوالي من دخول المسجد الأقصى خلال عيدي الفطر والأضحى.
وتقول المعلمة هنادي الحلواني: “منذ 3 سنوات وأنا لا أصلي صلاة العيد في المسجد الأقصى خلال عيدي الأضحى والفطر . ففي منتصف شهر رمضان الماضي تم تسليمي قرار إبعاد عن المسجد، وتسلمت قرار آخر في عيد الأضحى، ولكن رغم قرارات الإبعاد إلا أني أديت صلاة العيد خارج بواباته”.
وتضيف: “شعور بالقهر كوننا نحرم من أداء شعائرنا المقدسة خلال العيد داخل مسجدنا الأقصى، ومن أشد الظلم أن يتم إبعادي عن مسجدي في عيد الأضحى”.
ولفتت الحلواني أن تزامن العيدين الغفران والأضحى أدى إلى تضييق الخناق والحصار داخل المسجد الأقصى ومحيطه، حيث منعت قوات الاحتلال دخول الرجال دون سن الأربعين عاما، عدا عن احتجاز هويات الرجال والنساء على البوابات، بالإضافة إلى مواصلتها منع عشرات النساء من دخوله بحجة أن أسمائهن مسجلة ضمن “القائمة الذهبية”.
وأوضحت أن البلدة القديمة وحواريها وأزقتها تحولت خلال عيد الأضحى الى ثكنة عسكرية، واخترقت مسيرات المستوطنين شوارعها، في حين أنه كان من المعتاد في مثل هذه الأيام أن تكون شوارع البلدة مليئة بالمسلمين المهللين والمكبرين احتفالا بحلول العيد.
ورغم كل التنغيصات، تضيف الحلواني، إلا أننا نمنع من التجول في أسواق البلدة القديمة، ونحرم من أبسط حقوقنا وممارساتنا كمقدسيين نعيش في القدس، وهي أن نعيش أجواء العيد وتجهيزات العيد والشعور بالراحة بالتجول في حوارينا والدخول لأقصانا وإقامة عباداتنا.
وأشارت الحلواني إلى أنه يمنع من دخول المسجد الأقصى يوم العيد كل من تسلم قرار من المحكمة أو المخابرات الاسرائيلية بالإبعاد، ومن سجلت أسمائهم ضمن القائمة الذهبية لن يتم منعهم لأنه لا يوجد مستند قانوني أو قرار يمنعهم من دخول المسجد.
أما عزاء المقدسية سحر النتشة الوحيد من حرمانها دخول المسجد الأقصى، هو أن الأمر يتزامن مع منع المستوطنين من اقتحام المسجد خلال عيد الأضحى.
وعن ذلك تقول: “منعي من دخول المسجد الأقصى يتسبب لي بالألم والحزن الكبيرين، كوننا نحرم من مسجدنا وعقيدتنا ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكني أشعر في نفس الوقت بالسرور لإغلاق باب المغاربة في أيام عيد الأضحى، وأقصاي لا يقتحم”.
وأضافت: “لأن منعي مرتبط باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وأنا أريد أن يكون أقصاي طاهر ونظيف من المغتصبين، وما يقهر أننا نمنع من دخوله بينما المستوطنين يصولون ويجولون في ساحاته”.
وتابعت: “لن نترك المسجد الأقصى وحيدا، وإذا منعنا يجب أن نبقى على أبوابه لآخر لحظة ورمق في حياتنا مدافعين عن مسجدنا”.
فيما تحدثت المبعدة عن الأقصى خديجة خويص بألم قائلة: “حرمت من دخول المسجد الأقصى في عيد الفطر الماضي، كذلك سأحرم من دخوله في عيد الأضحى، لأن قرار الابعاد ينتهي بتاريخ 20.10، ولكن رغم قرار الإبعاد إلا اني سأصلي خارج بوابات المسجد”.
ودعت نساء العالم والمسلمين جميعا أن يلقوا نظرة عطف على المسجد الأقصى، الذي يبدو شبه فارغ وحزين في هذه الأيام بينما المسجد الحرام والنبوي عامرين بالمسلمين.
أما المواطنة أم محمد عيد 54 عاما فتقول: “أشعر بالقهر والحزن لأننا على حق وأصحاب الأقصى ونمنع من دخوله، بينما المستوطنين على باطل ويسمح لهم بإقتحامه”.
وأكدت أنه لا يوجد عيد طالما الأقصى محاصر ويقتحمه المستوطنين، وعلقت قائلة: “أي عيد والمسلم خارج الأقصى والغاصب داخله؟!”.
وأوضحت أنه لا يوجد قرار بإبعادها عن المسجد الأقصى، لكن أسمها مسجل ضمن “القائمة الذهبية” عند أبواب المسجد، لذلك فهي تمنع من دخوله.
ورغم أنه مضى أكثر من اسبوعين على انتهاء قرار الابعاد بحق المقدسي نظام أبو رموز، إلا أن قوات الاحتلال ما زالت تمنعه من دخوله في وقت يتزامن مع موعد فتح باب المغاربة صباحا.
وقال: “أديت صلاتي خلال شهر رمضان وعيد الفطر الماضي خارج البوابات بسبب سريان قرار منعي من دخول المسجد الأقصى لمدة 3 شهور، واليوم نردد تكبيرات عيد الأضحى في باب السلسلة بسبب منعنا من دخوله، ولن تزيدنا سياسة الابعاد والاعتقال والتنكيل إلا قوة وتمسكا بالأقصى”.
وأكد أن المسجد الأقصى مسؤولية دينية ووطنية يجب على جميع المسلمين القدوم إليه، ودعا المقدسيين إلى مزيد من الالتفاف داخل وحول المسجد”.