هاتفني ولدي الأصغر
تاريخ النشر: 26/05/13 | 23:42هاتفني ولدي الأصغرُ ذاتَ لَيْل
وكان أدرك سِرَّ فرح سعادتي المشوب ببعض قلق موجع
وتأمَّلَ مَسارَ عمري الْمُوَزَّعَ بَيْنَ عِشْقِ حَياةٍ وَخَيْبَة أمل مِنْ أكْثَر ذَواتي الأخر ،
صاحَ : يا أبَتي ويا صاحبي ! جَميلٌ هُوَ ما أنتَ فيه
تَظَلُّ طَريحَ فِراشِ ليْلِكَ مُطْبِقِ العتمَةِ وَشَديدِ وَمْضِ نُجومِهِ ، تُحاوره وتُسائِلُهُ
تتأمَلُهُ طَويلا وَأنْتَ تَبْحَثُ عَن مَسارٍ يوصِلُكَ إلى قِمَّةِ جَبَلٍ
يَسْكُنُ بَيْنَ صَخْرِهِ ، شَجَرِهِ ومائِهِ أخوكَ بروميثيوس وَقَدْ راحَ يَنْتَفِضُ على صَليبِ عَذاباتِهِ
وَيُلَوِّحُ بِيَدَيْهِ الْمُرْهَقَتَيْنِ بِشالِ حَياة فيهِ دَفْقٌ مِنْ نورٍ وَسِرِّ معْرِفة
وَسَرْعانَ ما تَبْدَأ الرَّقْصَ الْفَرِحَ حينَ تلْحَظُ رَوْعَةَ الليْلِ الباهي الْمُدْهِشِ بِاشْتِعالِ وَمْضِ نُجومِه
وَتُدْرِكُ حِكْمَةَ الحياة ، فيكْبُرُ في ذُهْنِكَ سِرُّ تَداولِ الفُصول
وَأنَّ عَتْمَةَ ليلٍ لا تَدوم مَهْما طالَ وَمَهْما اشتدَّتْ ، فَهْيَ تَسْبِقُ طَلَّةَ فَجْرِ وَبِدايَة نَهارات .
لا بد لليل ان ينجلي وستشرق شمس نهار جديد وانت احلى طلة