تصعيد يتكرر وصمود يتجدد في الأقصى

تاريخ النشر: 28/09/15 | 20:20

لم تتغير الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى المبارك، اليوم الاثنين، عن ما عاشه من أحداث في اليوم الأول لانتفاضة الأقصى التي كانت شعلتها اقتحام رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أريئل شارون للمسجد، ففي الذكرى الخامسة عشرة لانتفاضة الأقصى – التي تصادف اليوم – عاش المسجد الأقصى أحداثا مشابهة لما شهده في تلك الأيام.

الأحداث التي عاشها الأقصى اليوم تدل على أن سياسة الاحتلال المنتهجة لم تتغير كثيرا، بل زادت حدتها ووتيرتها، إذ يؤكد اقتحام أكثر من 300 عنصر من قوات الاحتلال الخاصة للأقصى، واعتدائهم على المصلين فيه بالضرب ورشق القنابل الصوتية والمطاطية وإخراجهم من ساحاته، على أن أطماع المؤسسة الاسرائيلية في المسجد في ازدياد.

إلا أنه رغم منع قوات الاحتلال من هم دون الخمسين عاما دخول المسجد الأقصى المبارك منذ مساء أمس الأحد، والاجراءات القمعية التي قامت بها داخل الأقصى ومحيطه في سبيل تأمين اقتحامات المستوطنين في ظل ما يسمى عيد العرش التوراتي؛ إلا أنها لم تتمكن من تأمين اقتحام أكثر من 28 مستوطنا في الفترة الصباحية التي امتدت من الساعة 7:30 حتى 11:00 صباحا.

حائط مصفح
في خطوة جريئة وغير مسبوقة، أدخلت قوات الاحتلال حائطا مصفحا إلى المسجد الأقصى المبارك، ونصبته عند مدخل مصلى الجنائز – أحد أبواب المصلى القبلي- وأخذ جنود الاحتلال برشق المصلين الذين تواجدوا داخل المصلى القبلي بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية وهم يحتمون بذلك الحائط.

كما وقامت قوات الاحتلال بإدخال حفارات كهربائية واستخدمتها في تحطيم النوافذ الشرقية والعلوية للمصلى القبلي، مما أدى إلى تحطيم نوافذ أثرية يعود عمرها إلى سنوات طويلة، لقنص المعتكفين فيه.

ولم تكتف قوات الاحتلال بتحطيم بعض نوافذ المسجد، إلا أنها حطمت أجزاء من أبوابه عندما غرست بها السلاسل الحديدية، التي استخدمتها كأقفال لمنع خروج المصلين من داخل المصلى القبلي.

انتشار قوات الاحتلال واقتحامها له، لم يكن مشابها للاقتحامات التي شهدها الأقصى من قبل، فقد اقتحم جنود الاحتلال المسجد من بابي المغاربة والسلسلة وانتشروا في ساحته جميعها سواء الملاصقة للمصلى القبلي أو المتطرفة عنه، حيث وصلوا إلى منطقة باب الرحمة التي تقع إلى الشرق من الأقصى.

واعتلا قناصة الاحتلال أسطحة الرواق الغربي للمسجد الأقصى، وكذلك سطح المصلى القبلي وباشروا والجنود الذين احتشدوا عند بوابة الجنائز اعتداءاتهم على المصلين بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي مما تسبب ب (22) اصابة نقل منها (3) إلى المستشفى وعولجت الأخرى ميدانيا – بحسب طواقم الاسعاف.

وطالت اعتداءات قوات الاحتلال المسلمين الذين منعتهم من دخول المسجد الأقصى، بعد أن نصبت حواجزها على أبوابه، فأصيب العشرات اصابات متفاوتة بشظايا القنابل الصوتية، عولجوا على اثرها ميدانيا.

كما وشملت اعتداءات قوات الاحتلال الصحفيين المقدسيين حيث منعت من كان منهم داخل المسجد الأقصى من تصوير الأحداث وأخرجتهم منه، واعتدت بالضرب والقنابل الصوتية على من تواجد منهم في محيط الأقصى عرف منهم المصوران الصحفيان رامي الخطيب ومحمد عشو والباحث الميداني أحمد صب لبن.

ولتفريغ محيط الأقصى من المسلمين، لاحقت قوات الاحتلال 6 حافلات ممن أقلّت فلسطينيو الداخل المحتل عند منطقة باب العامود واعتدت على من فيهم ولاحقتهم، كما حررت مخالفات لسائقيها بحجج واهية؛ هدفها منعهم من الوصول إلى الأقصى.

وتعقيبا على ما جرى في المسجد الأقصى اليوم، قال رئيس مجلس الأوقاف عبد العظيم سلهب لـ”كيوبرس” إن الاحتلال يعمد على تحطيم أثاث المسجد الأقصى المبارك؛ لتغيير الوضع التاريخي للمسجد، مؤكدا على وجوب حمايته من الغطرسة الصهيونية التي تستهدفه وتستهدف عقيدة المسلمين ومسرى نبيهم.

محمد أبو الفيلات – كيوبرس

1

2

3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة