حيفا

تاريخ النشر: 30/09/15 | 12:40

لَمْ تَزَلْ حَيْفا عَلى السَّفْحِ تَغْفو .. وَرَذاذُ الْـمَوْجِ رَشْقٌ وَنَعْفُ

كُلَّما لاحَتْ مِنَ الشَّرْقِ شَمْسٌ .. غَسَلَ الْـمَوْجُ الْجَبينَ فَيَصْفو

وَرُفوفٌ مِنْ نَوارِسَ كانَتْ .. تَمْلَأُ السَّاحِلَ عادَتْ تَرِفُّ

صَوْتُها لَحْنٌ وَذاكِرَةٌ ما .. غَرُبَتْ وَانْصِتْ، لَها ثَمَّ عَزْفُ

وَعَلى إِيقاعِهِ سَمُراتٌ .. لَمْ تَزَلْ تَذْرِفُ ما لاحَ رَفُّ

وَتَرى الْـميناءَ يَعْرِضُ فيلْمًا .. عَنْ رَحيلٍ، دَمْعُهُ لا يَجِفُّ

عَنْ جُموعٍ طُرِدَتْ ذاتَ مَوْتٍ .. صَوْبَ مَجْهولٍ وَتيهٍ يَحُفُّ

وَتَرى حَيْفَا تُحَدِّقُ تَسْتَطْلِعُ هَلْ عادوا وَأَقْبَلَ إلْفُ

مُنْذُ غابوا لَمْ تَزَلْ في انْتِظارٍ .. وَاعْتِصارٍ وَجَوًى لا يَخِفُّ

وَإِذا مالَتْ إِلى الْغَرْبِ شَمْسٌ .. نَزَلَتْ لِلْبَحْرِ، وَالْبَحْرُ عَصْفُ

يَتَّئِدْ كُرْمى لَها يَتَهادى .. وَلَدى السَّاقَيْنِ يَجْثو يَدِفُّ

وَعَلى الْـماءِ تَرى طَيْفَ شَخْصٍ .. كَشُعاعٍ وَتُلَوِّحُ كَفُّ

إِنَّهُ “الْعائِدُ” صاحَتْ وَهَبَّتْ .. وَشَبا فيها الْحَنينُ وَعَطْفُ

صَرَخَتْ، نادَتْ وَلكِنْ تَوارى .. وَتَهاوَتْ وَالْـمَدامِعُ ذَرْفُ

ثُمَّ نامَتْ كَعَروسٍ عَلى السَّفْحِ وَنَجْماتٌ تَدورُ تَلُفُّ

وَانْحَنى الْكَرْمِلُ يَلْثُمُ ثَغْرًا .. وَعَلى الثَّغْرِ ابْتِسامٌ يَرِفُّ

محمود مرعي

1

2

3

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة