إبعاد قيادات وأبناء الحركة الإسلامية عن الأقصى
تاريخ النشر: 01/10/15 | 11:16ضمن خطة ممنهجة لتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وعزله عن محيطه الفلسطيني، وفي الوقت الذي تشن فيه الشرطة الإسرائيلية حملة إبعادات لأهل الداخل الفلسطيني عن القدس والمسجد الأقصى؛ سلمت الشرطة الإسرائيلية عدة أوامر ابعاد بحق عدد من قيادات وأبناء الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
حيث أبعدت السلطات الإسرائيلية، الاحد، الشيخ حسام أبو ليل -النائب الثاني لرئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني -عن مدينة القدس 15 يوما ودفع كفالة بقيمة 5000 شيكل، وحظرت عليه الاتصال بالشبان ممن استدعوا للتحقيق وتسلموا امرا بالإبعاد خلال الأيام الماضية.
وكانت أعداد من الشرطة حاصرت ليلة الأحد منزل الشيخ حسام أبوليل بغية اعتقاله ونادت بمكبر الصوت عليه أن يخرج من البيت والا سوف يكسرون الباب في حين لم يتواجد أحد في البيت في تلك الساعة.
وقد منعت أحدا من الاقتراب من البيت ممن توافد من الأهل والجيران ثم انسحبوا دون تحقيق هدفهم وبعد الاتصال بالشرطة لإبداء امتعاضي وغضبي على هذا التصرف الهمجي غير المبرر وعدوا بعدم الاقتحام ليلا وطلبوا مثلولي للتحقيق صباحا ولدى التحقيق مع الشيخ في اليوم التالي زعمت الشرطة إخلاله بالنظام في المسجد الأقصى أثناء اعتكافه مع المصلين قبل أسبوعين، ومخالفة القانون والتجمهر بشكل غير قانوني وتعريض الجمهور للخطر بحسب ادعائهم، الأمر الذي رفضه الشيخ أبو ليل جملة وتفصيلا، وأكد على أن قوات الاحتلال هي من اعتدت والمستوطنون هم من اخلوا بالنظام في المسجد الأقصى.
وبعد إصرار الشيخ حسام على عدم التوقيع على أمر الابعاد ورفض التهم الموجه إليه، تم إلغاء بند الإبعاد واكتفت الشرطة بتحذيره شفويا بالاعتقال في حال دخوله مدينة القدس خلال الأسبوعين المقبلين، وتهديده بنقله إلى مركز الشرطة في القدس.
كما وسلمت السلطات الدكتور سليمان احمد – رئيس دائرة القدس والأقصى في الحركة الإسلامية– أمرا قسريًا بإبعاده 15 يوما عن المسجد الأقصى.
وقال الدكتور سليمان احمد إنه تلقى في الآونة الأخيرة اتصالات متكررة من الشرطة لاستدعائه للتحقيق، إلا أنه رفض المثول لها. وأضاف: “اتصلت الشرطة مساء أمس وهددت بإحضار قوة كبيرة الى المنزل لاعتقالي في حال لم أمتثل للتحقيق الفوري، وعند وصولي الى المركز حققت معي الشرطة حول أحداث المسجد الأقصى، وطالبتني بالتوقيع على أمر إبعاد عن المسجد الأقصى وإحضار كفيل طرف ثالث للإفراج عني، إلا أنني رفضت ذلك بشدة”.
وعقب رفضه التوقيع على أمر الإبعاد أو إحضار كفيل للإفراج عنه، هددت الشرطة باعتقاله وعرضه أمام المحكمة في اليوم التالي، الأمر الذي لم يغير من رأيه. “في حوالي الساعة الواحدة ليلا، أكدت لهم عدم التوقيع بإرادتي على أمر الإبعاد عن المسجد الأقصى، خاصة وأنه مسجدي وسأستمر بالتواصل معه”.
وبعد مشاورات لدى قيادة الشرطة في ساعة متأخرة من الليل، تم إخباره بأنه لا حاجة للتوقيع أو إحضار كفيل ثالث، وقاموا بتسليمه أمر إبعاد قسري 15 يوما عن المسجد الأقصى المبارك.
وعن أوامر الإبعاد عن القدس والمسجد الأقصى التي تلقاها العشرات من الداخل الفلسطيني في الأيام الأخيرة، قال د. سليمان : إن هدفها تفريغ المسجد الأقصى من المسلمين، مضيفا: “لن تزيدنا هذه القرارات إلا إصرارا وعزما للالتحام مع المسجد الأقصى والمقدسيين من أجل الدفاع عنه، كما أننا سنتواجد بشكل دائم على بواباته وسندخله في الوقت الذي نراه مناسبا”.
وأشار الى أنه تجري حاليا دراسات لكيفية التعاطي مع أوامر الإبعاد عن القدس والمسجد الأقصى وأنه سيتم في الأيام القريبة اتخاذ موقف بهذا الشأن. “يجب أن نُفشل هذه الأوامر بكل الطرق المشروعة، وكشفها للعالم، لأن السياسة الاحتلالية هي سياسة قمعية وتمييز عنصري وأبارتهايد، تهدف الى السيطرة على مقدسات المسلمين والمسجد الأقصى”.
ووجه الدكتور سليمان اغبارية دعوته لكل الأهل في القدس والداخل الفلسطيني للتواجد في المسجد الأقصى المبارك في هذه الفترة العصيبة والحرجة، التي تتزامن مع الأعياد اليهودية والدعوات لاقتحامه وتدنيسه برعاية القوات الخاصة والشرطة والمخابرات، ليكون الفلسطينيين خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى.
وفي السياق، أكد الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة بحق الحركة الإسلامية والمناصرين للمسجد الأقصى، لن تخيفهم أو تردعهم عن القيام بواجبهم الأبدي في نصرته.
وجاء حديث الشيخ صلاح خلال مقابلة أجراها مع “كيوبرس”، في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى واعتداءات الاحتلال عليه والمصلين فيه، مصحوبة بتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعضاء في حكومته بملاحقة الجهات والمؤسسات التي تعمل على نصرة القدس والمسجد والأقصى، وعلى رأسها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
وقال الشيخ رائد صلاح إن أي تهديد قد يفرضه عليهم الاحتلال الإسرائيلي بسبب أدائهم لواجب الانتصار للقدس والمسجد الأقصى المباركين، لن يخضعهم، مشددا على مواصلة تلبية نداءات النفير والاعتكاف أو الرباط في المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف: “سنواصل وقوفنا في وجه صعاليك الاحتلال الإسرائيلي على اختلاف مسمياتهم ومناصبهم، كي نحافظ على المسجد الأقصى بعيدا عن أي خطر تقسيم زماني أو مكاني، أو أي حلم أسود يتوهم من خلاله الاحتلال الإسرائيلي أنه قد ينجح في يوم من الأيام ببناء هيكل خرافي على أنقاض المسجد الأقصى”.