الشيخ نصر الله : حق المقاومه وباطل تبرير التدخل في سوريا!!

**الرجال تـُـعرف بالحق ولا يـُـعرف الحق بالرجال.. الامام علي رضي الله عنه.. اما بعد..

مما لا شك به ان الشيخ حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني شخصيه تاريخيه حظيت و تحظى حتى الان بإحترام عربي واسلامي لا يستهان به لابل ان نصر الله قد جمع رصيد كبير من التاييد والمناصرين له عبر المقاومه وعبر دحر الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب اللبناني عام 2000 من جهه وعبر صمود حزب الله في حرب عام 2006 من جهه ثانيه وبالتالي لابد من التقييم الموضوعي لتجربة نصر الله النضاليه والقياديه بغض النظر عن طائفته او مذهبه لان العرب عندما ايدوا ودعموا نصر الله دعموه على اساس انه عربي ومسلم وليس من منطلق طائفي وقد وصل هذا التاييد ذروته في عام 2006 حين امطر حزب الله اسرائيل بوابل من الصواريخ ردا على عدوانها على لبنان بحجة اختطاف جنود اسرائيليين وهم الجنود الذي استبدلهم نصر الله لاحقا بصفقة تبادل اسرى مشرفه اطلق من خلالها صراح الكثيرون من السجناء اللبنانيون والعرب مما زاد رصيد نصر الله من المناصرين في العالم العربي كقائد مقاوم يقود حزب مقاوم دحر الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان وصمد في معاركه مع الاعداء.. رصيد نصر الله المتراكم تراكم عبر المقاومه ومن خلال تأييد الشعوب له في حين لم يكن يحظى بدعم اكثرية الحكام العرب لابل ان نصر الله لم يحظى بالتأييد في كامل مناطق لبنان وهذا ما كان واضحا عام 2006 ابان العدوان الاسرائيلي على لبنان…ندرك ان انظمة عربيه كثيره وخائنه تدعم المعارضه في سوريا وندرك ان الانظمه الداعمه لنصر الله كانت وما زالت ايران وسوريا والاسئله المطروحه هي : هل بإمكان الشيخ نصر الله اقناع الشعوب العربيه بموقفه الجديد وتدخله العسكري في سوريا؟ وهل بامكان حق المقاومه ان يبرر تدخل حزب الله في سوريا ووقوفه لجانب قوات النظام السوري؟ ولماذ ا يغامر الشيخ نصر الله بفقدان رصيده الجماهيري العربي بانضمامه الى النظام السوري بشكل فض وواضح؟؟..

من هنا وفي محاولتنا الاجابه على الاسئله اعلاه لابد لنا من القول انه من الطبيعي ان يخشى نصر الله حصار حزب الله عبر اغلاق البوابه السوريه وسقوط النظام السوري الذي يعتبر شريان حياة حزب الله من الناحيه العسكريه مع ادراكنا ان نصر الله يحظى بكثير من المناصرين في الجنوب اللبناني والضاحيه الجنوبيه الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يمد نصر الله بالقوه البشريه المطلوبه في تشكيلة قاعدة حزب الله العسكريه والسياسيه والجماهيريه والعقائديه ايضا, لكن ما ذكره واعلنه مؤخرا الشيخ نصر الله في خطابه الاخير في ذكرى انتصار المقاومه يشير بوضوح انه حسم امره ووضع كل بيض حزب الله في سلة حسابات بقاء او سقوط النظام السوري بحجة حماية ظهر المقاومه والحيلوله دون كسر سندها وقطع شريان حياتها الذي يمر من مدينة القصير اللتي تتعرض لهجوم عسكري شرس من قبل قوات النظام السوري وقوا ت حزب الله ,ونصر الله يقول انه يحارب " التكفيريين" وهذا القول يرده عليه هؤلاء بانه طائفي وينعتونه باوصاف اخرى كثيره لا حاجه لذكرها حتى لا نشارك في الطائفيه والتطييف والتحشيد الطائفي الجاري في منطقة الشام والجوار الاقليمي…!!

..ببساطه اقوال نصر الله لن تقنع الطرف الاخر وعندما نقول الطرف الاخر فنعني انه ليس كل المعارضه السوريه " تكفيريين وقطاعي رؤوس" لابل هنالك معارضه سوريه وطنيه تقاتل قوات النظام السوري الذي يقتل الشعب السوري ولايحظى بدعم الشعوب العربيه بعد كل هذا الدمار الهائل والقتل المروع اللذي جرى في سوريا وبإعتقادنا وحتى لو افترضنا فرضا بوجود " المعسكر المقاوم" والمعسكر المعادي للمقاومه لا يمكن ان تفهم الشعوب العربيه هذا المنطق الغير منطقي وهو ان تقاوم المقاومه لجانب نظام يذبح شعبه ويسلبه حقوقه منذعقود ولم يطلق طلقه واحده على الجولان المحتل منذ عقود من الزمن…إذا.. هنا " الغباء" نسبي وليست بالمطلق والشعوب العربيه ليست غبيه فهي ايدت وناصرت نصر الله المقاوم ولكنها لن تؤيده كمعتدي على التراب والشعب السوري ,ومع كل الفهم للحاله الحرجه الذي يعيشها حزب الله, لكن خطاب نصر الله الاخير لايمكنه ان يستغبي الشعوب ولا يمكنه تبرير تدخل حزب الله في سوريا..هذه الخطوه شاء من شاء وابى من ابى وفهم من فهم اشعلت نيران الطائفيه في العالم العربي وستطيل الحرب في سوريا الى امد طويل..الغرب يصرح انه لن يسمح بهزيمة المعارضه السوريه وسيقوم بتسليحها ويسانده في هذا معسكر عربي واقليمي لا يستهان به وما جرى للاسف ان نصر الله صب المزيد من الزيت على نار الطائفيه والتحشيد الطائفي والذي يستفيد منه بالدرجه الاولى اسرائيل والغرب الذي يعاديهم نصر الله وكامل الشعوب العربيه…منطق نصر الله غير صحيح وحرق اوراقه وثوبه السياسي مع النظام السوري سيكلف حزب الله كحزب مقاوم رصيده الهائل في العالم العربي ولربما سيكلفه هذا رصيد لا يستهان به من رصيده العسكري… التطورات مفتوحه ومشرعه على كل الابواب بما فيها احتمال التدخل العسكري الغربي والاسرائيلي في النزاع السوري..ضرب عصافير كثيره بحجر واحد: قوات القاعده كالنصره وغيرها..القوات السوريه النظاميه وقوات حزب الله..!!

ندرك حرقة نصر الله الحقيقيه على فلسطين والقدس والقضيه الفلسطينيه بشكل عام لكننا لانفهم منطق كون النظام السوري مدافع عن فلسطين وهو نظام تابع لمنظومة الانظمه العربيه التي همشت القضيه الفلسطينيه وهشَّمت مقوماتها الوطنيه والتاريخيه والنظام السوري احد الانظمه التي وافقت على المبادره " السعوديه العربيه" في قمة بيروت الشهيره وهذه المبادره تفرط بثلثي ارض فلسطين وثلثي الشعب الفلسطيني بينما نصر الله يطالب بفلسطين..كل فلسطين. من النهر الى البحر..كيف ينسجم الحلفاء على برامج ومواقف مختلفه من القضيه الفلسطينيه؟….لم نفهم تماما ولم نفهم الامر الا في اطار التندر وليست الجديه وهو امر" ان سقط النظام السوري[سوريا]..سقطت فلسطين".. لا.. هذه المقوله فيها اشكاليه فهم ومصداقيه كبيره جدا وخاصة اننا نعرف تاريخ النظام السوري وعلاقته بالمخيمات الفلسطينيه في لبنان و بفلسطين والجولان الذي يعيش فيها المستوطنين الغزاه بكل ريحيه ورفاهيه منذ عقود..ارض مشاع ومُلك لكل غاصب…الوطن المنسي كثير يا شيخ نصر الله من الجولان الى الاسكندرون السوريه وحتى فلسطين ولا ننسى الاحواز ولا حتى سيناء المصريه التي ما زالت محتله ناهيك عن مزارع شبعا والارض والمياه الاقليميه اللبنانيه وهذا ما يوصلنا لنتيجه بسيطه ومبسطه وهي ان النظام السوري بطل على الشعب السوري.. ذبَّاح شعبه ولم يدافع عن الاراضي السوريه العربيه المحتله ولا مره.. قضاء الاسكندرون قبل الجولان المحتل المجاور لفلسطين المحتله… محتله ومختله…احتلال واختلال في الموازين..كل الموازين الفكريه والعسكريه والسياسيه والاخلاقيه!..على فكره وحتى لايغيب الامر من ذهني وهو: ماذا جرى ويجري للعراق الجريح.. من قتل عروبة العراق وتأمر على شعبه وهويته العربيه ومهد لاحتلاله؟..فل يفيدنا احدا ويخرجنا من هذا المنطق المقلوب..نبكي على سوريا ونصمت على ذبح العراق واحتلاله لان " الطائفه" تحكم الان في بغداد؟..منطق لا يتجاوب مع فهم ووطنية الشعوب العربيه الذكيه الى اعلى حد..!؟. نعم..الشعوب ذكيه بما يكفي لفهم غلطة الشيخ نصر الله التاريخيه.. ليس هكذا ترد الابل ولا هذه المقاومه مقاومه الذي تعتدي على القصير.. القصير.. عربيه.. واخت غزه ورام الله والقدس وبغداد وبيروت..العدوان هو العدوان..كلها اراضي عربيه ومدن عربيه. كل "التبريرات والتكفيرات" لن تشفع للمعتدين على القصير ولا على اي قريه او مدينه عربيه من المحيط الى الخليج!!

لو عاد الشيخ نصر الله لخطاب النصر الاول واجواءه وقارنها بخطاب النصر رقم 13 لوجد ان الفارق كبير وهو ان الشعوب كانت منبهره من المقاومه ومرفوعة الهامه في الخطاب الاول بينما الخطاب رقم 13 كان هافت وباهت وفاقد للواقعيه ..احبط الشعوب وجعلها مشككه في موقف "ّ سيد" المقاومه ولم يقنعها نصر الله حتى لوخطب على مدى ايام وليست ساعات.. الفرق بين رقم واحد ورقم 13 كبير وهائل..ضمور شعبية " المقاومه" وشعبية قائدها الى حد التراجع المأساوي في هذه الشعبيه…صمنا وافطرنا على طائفيه.. والمعادله الان: المقاومه الان مع النظام وعلينا وعلى اعداءنا..كان من المفروض ان ينحاز الشيخ نصر الله للشعب السوري والشعوب العربيه لانها حاضنة المقاومه حاضرا ومستقبلا..النظام ساقط لا محاله ومغامرة حزب الله في القصير سيكون لها عواقب سياسيه وطائفيه مرعبه على كامل الشام ولبنان والمنطقه.. المقاومه ان لم تكن مع الحق وضد الباطل فهي ليست مقاومه و فاقده لمقومات المقاومه ونختتم بقول الامام علي رضي الله عنه.. الرجال تـُـعرف بالحق ولا يـُـعرف الحق بالرجال.. في هذا القول تكمن عبره العبرات لمن اعتبر وفكر بماهو فاعل.. الشيخ حسن نصر الله : حق المقاومه وباطل تبرير التدخل في سوريا!!