لعائلة ابو حجاج عفوكم نموذج اسطري وتاريخي
تاريخ النشر: 30/05/13 | 2:16ان ما اقدمت عليه عائلة ابو حجاج من الطيبة والنقب من عفو كريم وشجاع حري بالتقدير كيف لا وقد سطرت هذه العائلة الكريمة نموذجا رائعا وقد يكون نادرا في هذا الزمان يوم ان اعلنت عن عفوها ورفضها الاسراف في القتل وكان هذا العفو الكريم لحظة دفن شيخها الفاضل الحاج ابراهيم خضر ابو حجاج من الطيبة والذي لقي ربه متاثرا بجراح اصيب بها وهو يقوم بدور الاصلاح ذات البين.
لقد حمل قرار العفو والتخلي عن عادات القتل والأخذ بالثأر في طياته شجاعة مميزة تحدت الجاهلية بترسباتها والعادات السيئة بتبعاتها فكان الموقف الذي لم يكن ليصدر إلا من كرماء عقلاء يمتلكون من الشجاعة وأصالة الموقف الشيء الكثير وحق فيهم مقولة العفو عند المقدرة والعفو شيم العظماء ليؤكدوا بذلك القرار على معاني الخير في هذه ألامه بعد ان كاد العفو يندثر من حياة مجتمعنا في ظل تنامي مظاهر العنف والقتل والأخذ بالثأر.
اني لأعلم انه لم يكن من السهولة بمكان وخاصة لحظة وداع الشيخ المرحوم اتخاذ مثل هذا القرار وقد احسنت هذه العائلة صنعا بهذا القرار السريع درئا للفتن وتفويت الفرص على اصحاب القلوب المريضة ممن نخرت في اذهانهم الجاهلية وترسخت في نفوسهم العادات القبلية فكان لا بد من قطع الشك باليقين فكان البيان واضح وضوح الشمس في كبد النهار عفو كريم واحتساب المرحوم عند الله تعالى, وخلال متابعتنا لهذا الموضوع اثلج صدري مقولة احد ابناء المرحوم الذي قال:"لو كان والدي بيننا لتصرف كما تصرفنا لانه ربانا على العفو والتسامح"
ولعلي اتوجه عبر هذه المقال لعائلة ابو حجاج واقول لهم ما قمتم به عين الصواب وقد انتصرتم لنزعة الخير والعفو وطلقتم نزوات الشيطان وأعوانه وسيكتب لكم التاريخ هذا العفو بمداد من ذهب وقبل ذلك كونوا على يقين ان الله ناصركم وقد جعل لكم سلطانا وربنا تعالى يقول:"ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا"
واوصيهم بعدم اللالتفات لأصحاب القلوب المريضة من اللذين غاضهم هذا المشهد, امضوا على بركة الله تعالى فانتم على الحق, واسأل الله تعالى للفقيد الغالي الذي امضى سنينا من عمره في مجال الاصلاح وراب الصدع ان يتقبله الله تعالى في الصالحين كيف لا وقد كانت اخر لحظات عمره خروجه من اداء الصلاة في المسجد وسعيه في الاصلاح بين الناس.