دائرة العنف
تاريخ النشر: 04/10/15 | 5:23انطوت صفحة جديدة من أيامنا التي خلت بها عاصفة العنف والقتل والإجرام
،،انتفضت بنا تلك القصص الشوهاء لربما تكون سردا لأيام مقبلة في صفحات سوداء عابسة.
العنف هو ليس إلا عجين شيطاني يلج الينا بثورة بركان خامد،، فيقذف حممه الصماء لكل ركن بالتساوي، ينصهر الذهب ويذهب هباء ويبقى صدأ القصدير فينا.لعله الوصف الدقيق من بعد دائرة العنف المستمرة في مجتمع أفاق من غيبوبة كانت تلازمه واستمر بها باليقظة. يظن البعض ان العنف يقتصر على الامور التي عهدناها من قبل، والتي أصبحت تداولها الألسن، من شباب ومشيب وذكر
وأنثى. قتل وإجرام وسرقات ونهب واغتصاب ومخدرات ومن،، ومن ومن كثر الحديث بهن
لو جلسنا هنيهة وفكرنا بما يصيبنا نجد ان دائرة العنف النارية المتوهجة تدفق إلينا من كل حدب وصوب على سبيل المثال داخل البيت الام تخاصم ابنتها وتضربها لأتفه الأسباب وصراخ وعويل، الأب يحمل سيجارته وينص لابنه لا مبيت الا اذا اقلعت عن التدخين وضرب وشتم وإهانة أمام إخوته حتى يصل به إلى درجة الكبت الداخلي وينفجر خارج البيت او بإخوته الصغار وامه،، اصبح الاب والولد متخاصمان لا يكلمان بعضهما، اذا اين الرادع للفتى الطائش من فعلته، اذا كان ابوه بعيدا عنه، العنف تفشى بنا حتى الى بيوتنا ونحن نسمع اطلاق النار ونقول العنف في الخارج وفي بيتنا يسكن هو معنا وبيننا يتلحف
اما الذي يزيد الطين بله اولاد لم يبلغوا الحلم يركبون الدرجات النارية من غير رسوم التامين او رخصة للمركبة او حتى رخصة قيادة بلا خوذة يتباهون بعضلاتهم امام طالبات العلم كديك يتراقص اليس عنفا له وقائع وخيمة لو وقع مكروه للغير بسبب اذى، وناهيك اذ تعدى لذلك الامر واصبح مشكلة بين اطراف يتنازعون فيما بينهم من اجل تفاهة فتى طائش.. والاباء يعلمون بامرهم، وعندما تلجا اليه بشكوى يقول (انا عارف جيل اليوم لا احد يستطيع عليهم)) فاين دورك ايها الاب هل حكم عليه بالاشغال المؤبدة الشاقة، لتنام من غلس وتستفيق للفجر هاربا من واقعك والقوت قد اسدل خيوطه كمشنقة برقبتك، هل ضعفت يا ايها الاب الطيب،
اما ام الرؤوم الطيبة تعلم بوجود خنجر في جيبه عندما تغسل ملابسه تخرجه وترجعه له كانها امانة واه والف اه لو اختفى ذلك السكين من جيبه،،او حتى لو وشت الام للأب عن مشكلة تغوص بذلك الفتى الطائش. لم هل فقدت تربية صالحة ام هو الخوف من النزوح من البيت ليستوطنه مسكن جديد.اذا اصبح الاهل بنظري يساعدون ابنائهم من غير علم ولا دراية لأسباب جمى لا اريد الخوض بها رغم مرارتها وعلقم ساعتها.
في المدرسة يجلس المعلم خائفا من طالب احتمى بقانون جرد قوته وعنفوانه والتلميذ يمضغ المشاكسة كالعلكة بين فكيه فلا يأبه من الوقار لأستاذه الجليل. والمعلم لا يقترب منه بالضرب فممنوع لحسب القوانين التي تنص على عدم العنف في المدارس، والف ويل له اذا ضربه فزجاج مركبته في خطر والإطارات سوف تكون في سبات فلن ترحمها خناجر الطلاب المنتقمين،، اليس عنفا قائما بعنان التهيئة الاجتماعية.
تكلمنا كثيرا عن العنف في الشارع بين الاصحاب وفي كل مكان وما زال داخلنا بحار تتدفق منه وبه،، مشكلة بسيطة في ارصفة الشوارع، تندلع منها نيران باصوات تتوج اركان الشوارع وتكسير زجاج القناني من اجل كلمة ونظرة عين، وتتدفق نحو بيت البطل الزاحف جحافل للانتقام من الطرف الاخر بشموخ و دعم معنوي لذلك الفتى الطائش بان لا تخف نحن سندك،، وتشجيع للعنف وشد على الايدي من اجل ذلك الامر. اليس عنفا تدور دوائره الجمة بنا مشكلة بسيطة،، في الشارع بين الاصحاب تكون اول الجمل بهن،، ساطلق النار عليك كلام الاطفال بالسلاح مدجج. صور في داخل الهاتف اسلحة تتنوع في اشكالها.والكل يتمتع بهن كأن الذي امامهم لعبة للتسلية.
عنف يجر عنف في كل مكان.صدع الراس وتشقق الفكر من كثرة الدخول اليه وبه وتوهجت النيران بدائرة العنف حتى اصبحنا كلنا حولها ننصلي فالخوف من غد فلا نعلم قبلة لشمسه..
عمار محاميد