كأننا نأبى النسيان ..!
تاريخ النشر: 14/05/10 | 15:43أليوم يمر 62 عام على ألنكبة, نكبة شعب بأكمله…62 عاماً ونحن على نفس الحال، في كل ذكرى لمأساتنا نلعق ذات الطعم المر لجراحنا التي تكبر وتنفتح يوماً بعد يوم وسنة تلو أخرى.. نتذكر مآسي شعب ناضل، شعب عمل، وشعب حرم!
النكبة ; هي حكاية شعب منفي محروم، مسلوب الحرية.. حكاية شعب مكافح مناضل، تسري في عروقه قطرات جداول الوطن وجبل عرقه بتراب الوطن!
في هذه الذكرى نعود أعواماً إلى الوراء لنرى من جديد نفس المشهد، مشهد لا ينسى ولا يغيب عن بالنا! عندما حرمنا من أبسط حقوق نملكها أن نعيش أحراراً في وطننا، التي تحولت لحرية داخل سجن … في ذكرى النكبة، نكبة فلسطين الثكلى، التي ظل شبابها وشعبها الأبرار متمسك بأرضه، بتراثه، بحضارته، بلغته، بدينه، وأبداً يرفض النسيان أو الاستسلام، في هذه الذكرى التي تغص في قلوبنا وتذكرنا برائحة البن، القهوة العربية، خبز الطابون، الزعتر وزيت الزيتون .. وبرائحة وعبق الوطن !
62 عاما وأجزاؤنا مبعثرة، شملنا مشتت، أرضنا مسلوبة، مساجدنا محاصرة .. ومع هذا مازلنا باقون! قيدوا فينا الفكر والأدب، أغلقوا أفواهنا التي تهتف باسم الحرية والعيش بكرامة وسلام، سلبوا حقوقنا وعلقونا في دوامة الزمن !
“هبت النار والبارود غنى .. أطلب شباب يا وطن وتمنى ! ” متمسكون نحن بأرضنا، ففلسطين بلد الشباب الشهم المضحي، الشباب اليانع الطموح ! غابت شموس ألحق وسطعت عيون تلهب ناراً، عيون تعلن الانتفاضة والنضال، عيون تشتهي الموت وترفض الذل والاستسلام !
في كل ذكرى … نعود الى قرانا المهجرة، الى بيوتنا المهدمة، وحواكيرنا الذابلة … نعود … وكأننا مع كل جروحنا وآهاتنا وأوجاعنا نأبى النسيان ! والقلب يحن ويخفق الى وطن ولسان حالنا يئن ويقول: هل من وطن!! مع ذكر كلمات الشاعر نزار قباني:
“هل من فلسطين مكتوب يطمئنني عمن كتب إليه وهو ما كتبا ؟
وعن بساتين ليمون، وعن حلم يزداد ابتعاداً .. كلما اقتربا !
أيا فلسطين .. من يهديك زنبقة ؟ ومن يعيد لكِ البيت الذي خربا ؟ “
مفتاح الدار مخبأ تحت تراب التينة… ولما بترجع يابا بتوخذو وبتفتح ألدار وبتعمرها, وما تنسى يا ابني شجر الزيتون تفقده واليابس تقيمه ميشان تملي جرار الزيت…هاي وصية الأب اللي مات…ولكن الابن ما زال مفقود!! هل هو مات أو مهجر!! بس المفتاح بعدو تحت التينة والدار صارت خراب… وبعدها بتستنى مين يعمرها….
الشعب الاكثر معاناة في التاريخ هو الشعب الفلسطيني
وانشاء الله لا نستمر بإحياء ذكرى النكبة
بل سنحولها الى احتفال بالاستقلال عما قريب انشاء الله
ولو طال الزمن الارض ستعود لاهلها واصحابها
62 عاماً والقدس موعدنا !
“علمونا قبل ما يموتو .. الدار لصحابها لو مهما صار ، حكولنا عن الحواكير وعن البيادر وعن جبال الحب وسنديان الشموخ، خرفونا عن أيام الحصاد وعن ليالي الأفراح وسهرات الشتوية.. زرعوا بقلوبنا وعقولنا الدار دارنا ولو الزمن ضانا !! علمونا نحمل الحجر والبارودة، نغني ونرقص تحت شلال الرصاص، نرمي حالنا قدام دباباتهم، علمونا وربونا ونصحونا ووصونا .. ولكنهم يوم واحد ما حكولنا عن إشي واحد !!! ما حكولنا عن الخوف والإستسلام عن الرضوخ والذل والهوان .. مر الزمن ومرت سنين وظل فينا نفس السؤال ؟! لي ما حكولنا عنهن ؟؟
بعد 62 عام مرو عرفنا الجواب .. لأننا شعب لا يموت !! الخوف إلهم والفزع فيهم، ولدونا رجال ونسوان خوات رجال، الموت ولا مس تراب وطنا، عشنا وما متنا .. بقينا وما رحنا ، متنا وما خلصنا .. وظل أملهم أنو نرجع الدار ونفتحها بنفس المفتاح !!”
“كأننا عشرون مستحيل .. في اللد والرملة والجليل .. هنا على صدوركم باقون كالجدار وحلوقكم زوبعة نار !!”
“آه يا جرحي المكابر , وطني ليس بحقيبة .. وأنا لست بمسافر إنني عاشق والأرض حبيبة ! ”
“لا تسكروا بالنصر… إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرو. وإن سحقتم وردةً.. فسوف يبقى العطر.”