مدينة بعيدة ..غفيانة بحضن وادي ما بيذكرها حدا.

تاريخ النشر: 02/06/13 | 6:55

كنا نروح مع شباب وصبايا المدينة نعبي مي من العين ..وكانت المي قليلة ..خيط مي صغير نازل من صخرة كبيرة ..وكنا ننطر عالدور ..وإلي كان عم يحكي وإلي كان عم ينام وهو ينطر ..كنا نترك هالدني الغريبة كلها ونهرب عالغابة القريبة

طريق مفروشة بورق شجر يابس ..والسنديان مفيا الدنيا فوقنا ..هدوووء..مافي غير صوت العصافير..كنا نقعد تحت سنديانة كبيرة ..واقعد احكيلها بكرا لما نتزوج ..كيف رح اعمرلها بيت حلو ..كنا نحفر بالأرض بلكي منلاقي الكنز ..وبالأخير نتعب ونسكت..تخلص الالعاب ويخلص الحكي ..انقرب من بعض ..امسك إيدها ..ضمها وتقعد بحضني او بلأشي إلي مفروض وقتها يكون حضني لأني كنت قد الأرنب ولسة ما كان عندي حضن ..ويصير دفا كثير ..ونحنا ما نفهم شو هالدفا ..وما نعرف شو هالأحساس ..وبالأخير كنت بوسها مثل ما بيعملو لكبار ..

بس بعد كل قصة لازم يكون اشي اسمو (فراق) ..

وافترقو ويمكن عرفو انو حب الطفولة بموت ..او بالأحرى الحب نفسو ما بدوم ..

وبيوم من الايام ..بيوم ماطر التقو ..صفن فيها وصفنت فيو ..خبت دموعها وخبا دموعو ..ركبو بنفس الباص ..ما لاقو محل تيقعدو فوقفو مع هالعالم..وهو كل ما حس حدا اقترب او اطلع عليها يكشر بوجهو ..وهي قربت جنبو واحتمت فيه ..

زحمة كثير ..وهالباص كل شوي يوقف ويمشي ..وناس طالعة نازلة ..

هو اطلع بوجها ..وكان مبلل وشعرها منكوش ..وما عم يعرف إلي عخددوها دموع ولا مطر ..وأول مرة كان معو كل هالوقت ليطلع بعيونا..حلوين وعم يلمعو ..إجا عبالو يبوسها..اه اه يقرب عمهل ويبوسها ..بنص هالعجقة ..

هي صفنت بوجهو انتبهت عملامحو الرجولية والطفولية إلي بملكها ..داخت لما حست بإيدو عخصرا ..وإجا عبالها تقرب علية ..وتحط راسا عصدرو وتغمض عيونا بهالبرد ..

وقف الباص ونزلو ..

تنهنهت من البكي ..مسحلها دموعها ..مسك بإيدها ..وراحو يتمشو تحت المطر ..هي موجوعة ..وهو موجوع اكثر منها ..موجوع بس بحاول يخبي ..بحاول يبين اقوى ..ببكي بدون ملامح ..بينزلو دموعو بدون تعابير ..

وفجأة لاقو شجرة وراحو إحتمو تحتها من المطر ..ما حكو شي ..بس ضمها لصدرو ..وحسو بنفس الدفا لما كانو صغار ..بس هالمرة عرفو شو هالدفا ..وفهمو شو هالأحساس ..وعفجأة طلعت منو جملة وهي (حابة نكمل قصة حبنا ) هي ما جاوبتو بس اعطتو بوسة ..ومن ورا هالبوسة عرف الجواب.. وهالمرة عرفو انو الحب الطفولي ما بموت..او الحب نفسو ما بموت..

بس لازم نعتبرو طفل لنهتم فيو ويبقى عايش..وعفكرة هني اشتاقو لطفولتهن كثيييير ..

ويا ريت إلي نادى الناس تا يكبرو ..راح ونسي يناديهن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة