من أمثالنا الشعبية… «عنزة ولو طارت!!»
تاريخ النشر: 02/06/13 | 5:27يُقال أن شخصين كانا يسيران في طريقٍ ترابية على جانبيها أشجار باسقة، خليط من الايكالبتوس (الكينا) والسرو الصنوبر… وفجأة لفت انتباههما جسم غريب أسود اللون، بل غارق في السواد لينتصب على قمة شجرة…
قال الأول للثاني: انظر أنه طائر غريب وغرابته في كِبر حجمه وسواده الذي يُغطي جميع أجزاء جسمه أغلب الظن أنه نسرٌ مهاجر حط رحاله في بلادنا ليكمل مسيرته الى بلاد الله الواسعة ذات الدفء والخصب.
لا… قال الثاني، إنها عنزة سوداء!!
ولكن كيف للعنزة أن تصعّد أعلى الشجرة؟ قال الأول.
قلتُ لك إنها عنزة ولا يعنيني كيف وصلت إلى قمة الشجرة!!
وهما يتناقشان وقد ارتفعت وتيرة النقاش وإذ بالجسم الأسود يحرّك جناحيه ويطير محلّقاً في الأعالي ليصل إلى عنان السماء تقريباً…
أرأيت كيف يطير… انه طائر… ألم أقل لك انه طائر!؟ وهل العنزة تطير يا أحمق؟! قال الأول تقول لي أحمق، وأنت الغبي لأن الذي طار هو عنزة، وأنا متأكد مما أقوله..قال الثاني: أعود وأكرّر أن العنزة لا تطير.. قال الأول ليس مهّماً…أنها عنزة ولو طارت قال الثاني وأصرّ على موقفه وأصرّ على موقفه وعاد وكرّر مقولته: عنزة..عنزة ولو طارت
ومثلنا هذا يضرب لمن يُصّر على خطأه ولا يعترف به، يتخذّ العناد سلاحاً ولا يقتنع ولو كان مخطئاً، ولا يغيّر رأيه من باب «المماحكة» والعناد ولو آمن في قرارة نفسه أنه مخطئ ولا يعترف بخطأه مطلقاً ويظلّ يقول عن البقرة «ثور» ولو حلبوها أمام ناظريه فنقول بهذه المناسبة «ثور ولو حلبوه» وهذا الثور شبيه بالعنزة التي طارت.