أنظِمةُ الحُكم
تاريخ النشر: 01/06/13 | 4:40
في النِّظام الجمهوري المنتَخَب ( أنتخابات حقيقية نزيهة ) بنوعيهِ- الرِّئاسي كما في أمريكا وغيرها ، والبرلماني – الإتلافي –كما في إيطاليا وبريطانيا وغيرها ،ينصَبُّ اهتما م النِّظام على خدمة المواطنين، وإرضائهم وتنمية البلاد إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وأمنياً والحرص على المصالح القومية والوطنية وإعلاء شأن الوطن بين دول العالَم ويحرصُ الحاكم على أن لا يرتكب أيّ خطأ –ولو كان صغيراً، حتى في سلوكهِ الشَّخصي ، لكي يحافظ على ثقة المواطن هذي الثقة التي من شأنها إعادة إنتخابهِ مرّة ثانية ..، كما، ويحرصُ على عدم مخالفة القوانين في جميع المجالات ، وهوعُرضةٌ للمحاسبة والمراقبة من قِبَل مؤسّسات خاصّة وعامّة بالإضافة للصحافة والإعلام.
أما في النِّظام الملَكي ( والمقصود ليس الملكي الصُّوَري –الشكلي وغيرالفِعلي)، كما في بريطانيا وهولندا وغيرها ،وإنّما الملكي المُطلَق -كما في البلاد العربية ، فيكون اهتمام الحاكم – الملك مكرّساً في الدّرجة الأولى للمحافظة على عرشهِ الّذي ورثه كما يرث أي شخص مزرعةً من أبويه .وليس للمواطن أيّ تأثير في ذلك . ومن هنا فإنّ رضا المواطن، أو عدمه ليس من أولويات الحاكم – الملك ..
وإذا تعارضت مصالح بلاده العليا – كالأمن القومي والإقتصادي، والسِّياسي مع أمنهِ الشخصي كملك ،فإنّه يفضِّلُ عرشه ومصلحته الشخصية على مصالح شعبه القومية والوطنية .. فيبيع مصالح الوطن والشعب لِقاء بقائه على العرش. ..
– والأمثلة على هذا كثيرة .. ،وهذا ما يُفسِّرُ ولاءَ هؤلاء الملوك ، والأمراء للقُوى العالمية المُهيمِنة وخضوعهم التّام لإرادتها ، في سبيل توفير الحماية لهم ليظلَّوا متسلِّطينً على رقاب العِباد ، ومقدَّرَات البلاد ..على حساب كرامة وعزّة شعوبهم..
وغالباً ما تُهمل مثل هذه الأنظمة عن قصد بناء جيش وطني قوي من جميع أفراد الشعب القادرين لأنّها تخشى أن ينقضَّ هذا الجيش عليها ليُحدثَ التغيير المطلوب ..
وإنّما تكتفي بإنشاء عساكر ذات ولاء أُسَرِي تكون محدودة العدد ليسهل السيطرة عليها ،
ومراقبة ولاءها للحاكم .. وليس للوطن .. ، فتبقى تلك البلاد ضعيفة عسكرياً ، مهمّشة عالمياً .. ، دونما طموحات كبيرة دولياً ….