نداء للأئمة بقنوت النوازل لتفريج كرب المسلمين
تاريخ النشر: 06/10/15 | 15:43وجّه المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني نداءً للأئمة والنّاس عموماً بالقنوت بعد ركوع الرّكعة الأخيرة من كلّ صلاة مفروضة لتفريج الكرب الذي نزل بالمسلمين عموماً وبالمسجد الأقصى المبارك خصوصاً .
وحول أهم الأحكام الفقهية المتعلقة بقنوت النوازل فقد أصدر المجلس الاسلامي للافتاء الأحكام الآتية:
أولا: قنوت النّازلة مستحب عند الشافعية إذا نزل بناحية من نواحي الأمة نازلة أو مصاب أو وباء أو قحط أو غلاء شديد وذلك لما ثبت أنّه صلّى الله عليه وسلّم قنت شهراً يدعو على قاتلي أصحابه القرّاء ببئر معونة لدفع تمردهم. ( انظر : المجموع شرح المهذب ، للنووي ، 3\475 ، مغني المحتاج ، الشربيني ، 1\258 ، حاشية الجمل على شرح المنهج ، 2\65 ، بشرى الكريم ، باعشن ، 175 )
روى أحمد وأبو داود والحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنما قَالَ : ” قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ ” . قال ابن حجر : ” هذا حديث حسن “
ثانياً : قنوت النّازلة محلّه بعد الرّكوع من الركعة الأخيرة في جميع الصلوات المكتوبة الجهرية والسّرية للإمام والمنفرد ، وأمّا الصلوات غير المكتوبة كالنفل والمنذورة والجنازة فلا يسنّ القنوت فيها بل يكره في الجنازة لبنائها على التخفيف ( انظر : مغني المحتاج ، 1\259 ، بشرى الكريم ، باعشن ، 175 ) .
ثالثا : يجهر الإمام بقنوت النوازل في الصلاة الجهرية والسرية على حد سواء ولكن دون الجهر بالقراءة إلاّ أن يكثر المأمومون فيرفع قدر ما يسمعهم ، وأمّا المنفرد فيسرّ به سواءً في الصلاة السرية أم الجهرية . ( انظر : مغني المحتاج ، 1\175 ، بشرى الكريم ، باعشن ، 174 ) .
رابعاً : إذا نسي الإمام قنوت النازلة فلا يسنّ له سجود سهو .
خامساً : دعاء قنوت النازلة يكون بما يليق بالحال – أي بحسب طبيعة ونوعية النازلة- ويجوز الإقتصار على قنوت الصبح ، أي أنّه يجزيء أن يقرأ قنوت الصبح المشهور : ” اللهمّ اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنّه لا يذلّ من واليت تباركت ربّنا وتعاليت ” . ( انظر : حاشية الجمل ، 2\65 )
سادساً : يكره إطالة القنوت ، قال القاضي حسين : ولو طوّل القنوت زائداً على العادة كره وفي البطلان احتمالان والظاهر عدم البطلان ” ، لذا نلفت الأئمة بعدم إطالة دعاء القنوت كما يفعله كثير منهم . ( انظر : مغني المحتاج ، 1\257 ،المجموع ، 3\479 ، حاشية الجمل على شرح المنهج ، 2\64 )
سادسا : يستحب رفع اليدين في دعاء القنوت ويتخير المصلي بين تفريق الأصابع وتفريقهما . ( مغني المحتاج ، 1\257 ، حاشية الجمل على شرح المنهج ، 2\64 ، بشرى الكريم ، 1\174 )
سابعاً : يكره رفع بصره للسماء أثناء الدّعاء في الصلاة ( انظر : حاشية الجمل على المنهج ، 2\71 )
ثامناً : يكره مسح الوجه باليدين بعد دعاء القنوت أثناء الصلاة ، ويستحب خارج الصلاة . ( حاشية الجمل على شرح المنهج ، 1\ 71 ، بشرى الكريم ، 1\174 )
تاسعاً : لا يسنّ قلب الكفين في دعاء القنوت عند قوله : ” وقنا شرّ ما قضيت ” لأنّ الحركة في الصلاة غير مطلوبة ، ويسنّ ذلك خارج الصلاة ، حيث أنّه يسنّ إن دعا خارج الصّلاة أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء إن دعا لرفع بلاء وأن يجعل بطنهما للسماء إن دعا بتحصيل شيء وأمّا داخل الصّلاة فيكره . ( انظر : مغني المحتاج ، 1\257 ، بشرى الكريم ، 1\174 ) .
عاشراً : إذا قال الإمام في دعاء القنوت فإنّك تقضي ولا يقضى عليك : فالأولى أن يردّد ذلك المأموم سراً ويجوز أن يقول أشهد كما يفعله كثير من الناس كما يجوز أن يسكت . ( انظر : مغني المحتاج ، 1\258 ، حاشية الجمل ، 2\72 -73 ) .
والله تعالى أعلم
المجلس الاسلامي للافتاء
22 ذي الحجة 1436 ه
الموافق 6.10.2015 م