التجمع ينظم نشاطات لدعم صمود أهلنا بالنقب
تاريخ النشر: 03/06/13 | 0:00في سلسلة من النشاطات التعبوية لدعم صمود أهلنا بالنقب وتصعيدا للنضال ضد مخطط برافر- بيغين الاقتلاعي، واستنهاضا للهمم وتعبئة للشارع العربي، قام اول امس السبت، وفد كبير من التجمع الوطني الديمقراطي، بالمشاركة في فعاليات تضامن ووقفة تحد مع شعبنا في النقب الصامد، مرسلا رسالة واضحة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن هذا المخطط لن يمر، وبأن إصرارها على المخطط سيؤدي إلى قلب موازين سياسية على أعقابها.
وضم وفد التجمع العشرات من قيادات الحزب، بينهم أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح، نائب الأمين العام ومدير الدائرة التنظيمية للتجمع مصطفى طه، النائبين حنين زعبي، ود. باسل غطاس، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، جمعة الزبارقة ومراد حداد وغسان عثاملة، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية، أميمة مصالحة جمال دقة ووسام قحاوش وعز الدين بدران، ويوسف طاطور، وعضو لجنة المراقبة المركزية يوسف حلبي، مسؤولة منطقة المرج في اتحاد المرأة التقدمي لولو طه، كما ضم الوفد العشرات من سكرتاري وكوادر فروع التجمع في الجليل والقدس والساحل والمثلث والمركز والنقب، منهم احسان مراد سكرتير فرع بيت جن وعضو لجنة منطقة الشمال، الدكتور بسام مصاروه عضو لجنه فرع القدس وأبو غوش وبيت صفافا، الصحافي نضال وتد من فرع جت، سائدة علي شهاب من فرع جسر الزرقاء، الى جانب مندوبين عن التجمع الطلابي. وشارك في الزيارة أيضا عضو بلدية الناصرة عن تجمع الإصلاح والتغيير عوني بنا، وعضو بلدية "نتسيريت عيليت" د. رائد غطاس، والكاتب الصحفي سهيل كيوان، والصحفي سعيد حسنين.
في عتير: صمود بطولي لأصحاب البيوت، يحتاج لنفس شعبي
استهل وفد التجمع زيارته التضامنية للنقب في قرية عتير مسلوبة الاعتراف، والتي هدمت فيها جرافات الداخلية ألإسرائيلية يوم الخميس الماضي، البيوت التي لم يمر على تشييدها أسبوع، إضافة لتدميرها خيمة الاعتصام ضد هدم القرية، علما أن عملية الهدم هذه تأتي بعد أسبوعين من عملية الهدم الأولى للقرية من قبل السلطات الإسرائيلية.
واستقبل أهالي القرية وفد التجمع مؤكدين على أن القضية هي قضية شعب وليس قبيلة، واستعرض ممثلو القرية القضايا الحارقة والمخططات التي تهدد وجودهم، وتطرقوا لممارسات السلطة الهمجية والقمعية، لاسيما الاجتياح الذي قامت به السلطات الإسرائيلية للقرية وهدمها القرية للمرة الثانية بعد إعادة بنائها، وأشاروا إلى ما خلفته هذه الممارسات من أضرار نفسية واجتماعية ومادية على الأهالي، مؤكدين على أن تلك الممارسات الإجرامية لا تزيدهم إلا عنادا.
وقال خليل أبو القيعان، من لجنة القرية المحلية: "هذه الممارسات عبارة عن نكبة متواصلة، هم يهدمون ونحن نبني ولا خيار أخر أمامنا، وفقط بالتكاتف والوحدة يمكننا مواجهة المخططات والتهجير".
من جهته أكد شحده أبو القيعان، رئيس لجنة القرية أن أهالي القرية صامدون على أراضيهم ولن يخرجوا منها حتى ولو كلفهم الأمر حياتهم.
بعدها تجول وفد التجمع في القرية، وقامت القيادة والكوادر والشباب بزراعة عشرات أشجار الزيتون في المكان عوضا عن مئات الأشجار التي اقتلعتها آلة الهدم الإسرائيلية، كما قدم الوفد الدعم المادي للأهالي لإقامة مبان مؤقتة.
وقام النائبان حنين زعبي وباسل غطاس وأمين عام التجمع عوض عبد الفتاح بزيارة استطلاعية لقرية أم الحيران المجاورة، ورافقهم عضو لجنة القرية رائد أبو القيعان، للإطلاع على أخر الاوضاع.
كادر التجمع يقف وقفة اعتصام مفاجئة، والشرطة تتأهب
وكان النشاط التالي للوفد، تظاهرة احتجاجية ضد مخطط برافر-بيغين، نظمها على مفرق سقاطي (شوكيت)، بين قريتي اللقية وحورة، رفع خلالها المشاركون شعارات مناهضة للمخطط، الذي سينهب قرابة 800 آلف دونم من أراضي النقب ويهجر عشرات الآلاف من المواطنين العرب من قراهم وأراضيهم. وخلال التظاهرة وصلت قوات من الشرطة الإسرائيلية وقامت بتصوير أعضاء التظاهرة، وطلبت من المشاركين إنزال العلم الفلسطيني، إلا أن الوفد واصل التظاهر غير آبه بالتخويفات التي أكل الدهر عليها وشرب، و تعالت الهتافات المنددة بالاحتلال والجرائم والإرهاب الاسرائيلي.
بير المشاش: النساء والفتية في صف المواجه الأول
وتوجه الوفد بعد التظاهرة، الى قرية بير المشاش، والتي كانت جرافات السلطات الإسرائيلية هدمت، الخميس 29.05.2013، ثلاثة منازل فيها، تعود لعائلة أبو سكيك، واندلعت مواجهات بين الأهالي والشرطة، أطلقت خلالها الشرطة قنابل صوت وغاز مسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما أدى إلى إصابة خمسة أطفال ونساء، بينهم امرأة حامل، وأصيب بعض السكان بحالات من الهلع.
واستعرض الشقيقان، علي وعبدالله أبو سكيك، من اللجنة المحلية في القرية، حيثيثات عملية الهدم، قائلين: "لقد ساندت قوات الشرطة جرافات ما يسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل"، لإتمام هدم ثلاثة مبان كان قد هدمها أصحابها يوم قبل شن العدوان على القرية، واعتدت على النساء والأطفال لأنهم وقفوا بوجهها وعارضوا الهدم، وبعد الهدم شرع أفراد من الشرطة بالاعتداء على طلاب المدارس الذين عادوا من مدارسهم، وأطلقوا قنابل صوت وغاز مسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة 5 أطفال ونساء".
وأكد الشقيقان أن الرجال والنساء والأطفال لم يخنعوا لآلات الهدم ولغطرسة أفراد الشرطة، بل تحدوا وواجهوا العدوان بكل ما أوتوا من قوة، وأصيبوا بجراح نتيجة ذلك، وقال الشقيقان: "لقد اعتقلوا قاصرين وحاولوا الضغط علينا للمثول في محطة الشرطة، إلا أننا رفضنا ذلك، وبعد أن لمست الشرطة إصرارنا على الرفض وعدم خضوعنا للضغوطات، أطلقت سراح القاصرين، ولم يكن ليحدث ذلك لولا العناد والصمود".
وتحدث النائب باسل غطاس نيابة عن الوفد في بير المشاش، وحيّا صمود الأهل، مؤكدا على خطورة الوضع ومشيرا أن ما يحدث في هذه الأيام هو مقدمة لما سيحدث أثناء تطبيق القانون، وقال: "إن الضمان الوحيد لإفشال القانون هو التصدي الشعبي والجماهيري لعمليات الهدم والاقتلاع". وطالب غطاس القيادة العربية المحلية والقطرية بالارتقاء إلى مستوى الحدث وتصعيد الخطوات النضالية وصولا إلى اعلان الاضراب العام في كل المجتمع الفلسطيني.
التجمع: نحن هنا لنتحدى الاستفراد بأهلنا بالنقب
وحيّا وفد التجمع صمود أهالي عتير وأم الحيران وبير المشاش على أرضهم، في العراء ودون ماء، بعد عمليات الهدم والاقتلاع. كما حيّا تشبث أهالي النقب بأرضهم، وإصرارهم العنيد والمثابر على إعادة بناء ما هدمته القوات الإسرائيلية عشرات المرات، مشيرا أن هذا التحدي هو ما بقي لشعبنا، وهو ما سيحمينا.
وأكد الوفد أن هذه الزيارة هي دعم لصمود شعبنا وجزء من نضاله، لأن قضية النقب قضية شعبنا الفلسطيني، ولأن صموده يحمي شعبنا ويمكنه من الصمود ضد مصادرات عديدة تخطط لها إسرائيل في الجليل والمثلث، وقال:" إن صمودنا على أرضنا، والإصرار على البناء، والنزول إلى الشارع، هو واجب وطني وأخلاقي لكل القوى الفاعلة، كما هو واجب كل فرد فينا، من شاب وامرأة ورجل، عامل وطالبة مهندسة وطبيب وربة بيت".
وقال أمين عام التجمع، عوض عبد الفتاح: "إن التواجد في النقب هو تواجد مع الأهل الذين استفرد بهم نظام الأبرتهايد الصهيوني على مدار أكثر من 65 عاما. نحن هنا لنتحدى الاستفراد بأخواتنا وإخواننا، ولكي يعرفوا أن أبناء شعبهم في الجليل والمثلث ومدن الساحل لم ولن يتخلوا عنهم، وحتى يدرك عدوهم، عدونا، أن المعركة واحدة".
وأشار عبد الفتاح إلى أن التواجد الدوري مع فلسطينيي النقب يساهم في تراكم الصمود ويهيئ لنضوج في الوعي الشعبي في مواجهة مخطط برافر ومجمل السياسة الصهيونية الرامية إلى سرقة ما تبقى من أملاكهم، وتقليم أظافر هذه المجموعة السكانية الفلسطينية من المساهمة في رسم مستقبلها وفي رسم مستقبل كل الفلسطينيين.
وأكد عبد الفتاح على أن هذا التواصل هو رسالة للمتقاعسين والمسترخين سواء في الهيئات التمثيلية العربية أو خارجها. وقال "نحن نحتاج إلى كل الجهود. نحتاج إلى أن نبدأ بالانتقال بمجمل أوضاعنا إلى حالة وعي عام تقوم على التخطيط والجرأة المقترنة بالحكمة".