هل من الممكن ان نسميها هزيمة السادس من حزيران
تاريخ النشر: 04/06/13 | 5:46رفضت اختي البقاء في المغارة حيث يختبأ العشرات من العائلات ويسدون بابها بستارة من بطانية رمادية تتماثل مع لون التربة المحيطة، مزيدا من التمويه على الطائرات الاسرائيلية والتي تجوب الاجواء. وقصفت كنيسة المهد ودرج المنارة حيث استشهد عدد من الاشخاص وجرح اخرون، وتناثرت الشظايا في محيط بيتنا وسقط صاروخ ولم ينفجر واستقر اسفل بيت جارتنا الارملة واولادها السبعة، تحركت امي بنا نحو المغارة، كان الجميع يستمع لراديو صوت العرب، وصوت المذيع يهدر ويكذب من اخمص قدميه باسقاط طائرات العدو والرجال يتحمسون للاخبار، فرضوا منعا حازما على الخروج من المغارة كي لا يتم اكتشافها من الطائرات الاسرائيلية وقصفها، وهناك زاوية في المغارة لقضاء الحاجة، ورفضت اختي المراهقة هذا القانون الاخير ان تنكشف امام الرجل وهي تقضي حاجتها، هربت الى خارج المغارة ولم يجرؤ احد على اللحاق بها، اطلت برأسها من خلف الستارة وصرخ بها الرجال ان تدخل بسرعه، لكنها تسمرت على الباب وقالت الناس في الخارج يحملون امتعة على رؤوسهم واكتافهم، ويرفعون الرايات البيضاء ويرحلون نحو الاردن واخرون يرفعون رايات بيضاء فوق بيوتهم، اسرع ابو حسين الى خارج الكهف، نظر الى الناس وصرخ باعلى صوته " راحت البلاد، انهزمنا " وبدأ ينتف ذقنه ويبكي. اندفع بقية الرجال الى خارج المغارة طأطأووا رؤوسهم واندفعوا خارج الكهف بعضهم حمل امتعته وسار وزوجته نحو الشرق واخرين رفعوا الرايات البيضاء استسلاما وأمي شحرت خدودها وقالت "انهزم العرب في ستة ايام من حزيران" كنت طفلا لا ادرك شيئا سوى الحزن والصراخ والعويل.