عيساوي: الحرب على الجريمة والسلاح غير المرخص هدف استراتيجي!
تاريخ النشر: 05/06/13 | 23:35إنها المرة الأولى التي أطرح فيه على الهيئة العامة للكنيست موضوعا للتصويت. يهمني جدا أن تعرفوا وأن تكونوا واثقين: هذا الموضوع الذي أطرحه عليكم اليوم سيرافقني كل الوقت، لن أتخلى عنه ولن أتهاون فيه. لن أتوقف عن الحديث عنه والتذكير به، وسيرافقني طوال مدة عضويتي في الكنيست.
هذا الموضوع هو السلاح غير المرخص المنتشر في الوسط العربي. إنه السلاح الذي يقتل أولادنا، يهدم حياتنا، يكسر روحنا ويهدّد مستقبلنا ومستقبل المجتمع الإسرائيلي برمّته. إنه السلاح الذي تستخدمه دوائر الإجرام لإسكات مجتمع بأكمله، بسبب الخوف. إنه السلاح الذي ينتشر بحرية تامة في الشوارع، متاح لكل من يطلبه ويريده، للتاجر والمشتري. سوق حرّة، بكل معنى الكلمة.
في الأسبوع الماضي، توجهت إلى السوق القريب من منزلي في كفر قاسم. سألت بعض الشبان هناك ما إذا كان بإمكانهم أن يحصلوا لي على سلاح. فقالوا: كل ما تطلب. أنت أطلب فقط ونحن نوفره لك. هذا ما قالوه لي، بكل بساطة. كل ما تحتاج إليه هو بضعة آلاف من الشواقل، وسلاحك بين يديك. أما إذا لم تكن تمتلك مبلغا كبيرا من المال، فلا بأس. يمكنك شراء مسدس من نوع "كارلو" من إنتاج مصري بـ 7,000 شيكل فقط! أما إذا توفر لديك 10,000 شيكل وما فوق فبإمكانك الحصول على مسدس FN تشيكيّ الصنع، أو "بارطا".
أما المتقدمون فيمكنهم، بسهولة، شراء M16، أو حتى أحدث نوع من السلاح التابع للجيش الإسرائيلي، مقابل بضع عشرات الآلاف من الشواقل. وإذا كان من بينكم من يملك مبالغ أكبر ومستعدا لاستثمار مبلغ أكبر، فلا مشكلة في توفير صاروخ "لاو" له أو رشاش أوتوماتيكي يمكن تثبيته في السيارة، كما في الأفلام. وأنا لا أمزح، أيها الزملاء. إنه الواقع المرير والمأساوي.
هنالك بين أوساط الشباب العرب، أيضا، مجموعات متخصصة بالشراء. ليس شراء دور أو شقق سكنية، بل شراء الأسلحة، على أنواعها. إنها مجموعات الشراء الأكثر انتشارا بين الشباب العرب في هذه البلاد. يجتمع 4 – 5 شبان، يجمع الواحد منهم ألف شيكل أو ألفيّ شيكل ثم يشرون، معا، قطعة من السلاح. الشباب العرب يعيشون في حالة خوف، إذا لم يكن لديك سلاح فأنت تشعر بأنك ضعيف!
هذه الدولة التي ترفع قضية الأمن إلى مرتبة القداسة، والتي لا يتوقف الحديث فيها عن قدسية الحياة – تنظر إلى حياة المواطنين العرب بأنها ليس أكثر من قشرة الثوم. ودعوني أقول بكل وضوح: السلاح غير المرخص هو الفشل الأكبر الذي يشكل وصمة على جبين شرطة إسرائيل. 20% من سكان الدولة يعيشون أجواء من الخوف وانعدام الأمن والأمان، حالة من الاكتئاب والقلق الدائمين.
إن من يسيطر في الشراع العربي هو ليس الشرطي. إن من يسيطر في الشارع العربي هو الخارج عن القانون. شوارعنا تفتقر إلى الأمن والأمان. كل فرملة عجلات في الشارع توقف القلب – ربما يحصل إطلاق نيران في الشارع. الآباء والأمهات يخشون على أبنائهم من التجول في شوارع قراهم وبلداتهم. الشبان يخشون الجلوس في المقاهي. هل سمعتم عن شيء كهذا؟
الخوف الذي يسيطر في الشارع الإسرائيلي عادة في فترة العمليات التفجيرية – هو الواقع الحياتي اليومي في شوارع قرانا ومدننا. لا يمكنك أن تعرف أو تتكهن مِن أين قد تأتيك الرصاصة! إن إرهاب الجريمة في الوسط العربي يشكل آفة خطيرة جدا. هي آفة قد تكون الشرطة والدولة غير معنيتين بمعالجتها والقضاء عليها. إنكم تخافون نشوب حرب في سوريا وفي لبنان، لكن ها هي حرب حقيقية تدور في الشوارع بالقرب من بيتح تكفا وكرميئيل. إلى متى يمكن أن يبقى إرهاب الجريمة هذا، برأيكم، محصورا في داخل القرى والمدن العربية فقط؟؟
ينبغي على الدولة أن تعلن، بشكل رسمي واضح وحازم، إن الحرب على الجريمة وعلى السلاح غير المرخص هي هدف استراتيجي. ينبغي أن نجمّع القوى ونتآزر، عربا ويهود، من أجل القضاء على هذه الآفة واجتثاثها، لأنها تشكل خطرا علينا جميعنا. قد يحتاج تغيير الناس إلى بعض الوقت، وقد لا ننجح في تحويل المجرمين جميعا إلى مواطنين صالحين، لكن الأمر الأول والفوري الذي يجب القيام به – ويمكن القيام به – هو سحب السلاح من أيديهم. هذا هو واجبنا.
نص كلمة ألقاها النائب عيساوي فريج أمام الهيئة العامة للكنيست حول موضوع السلاح غير المرخص والجريمة في الوسط العربي.