حاضر مُتعثر ومستقبل متدهور ..لكِ الله يا ام الفحم !
تاريخ النشر: 11/06/13 | 1:38تداولت بعض وسائل الإعلام قبل أيام موضوع واحتمالات نقل مدينة ام الفحم الى نفوذ السلطة الفلسطينية في إطار صفقة تبادل مساحات وتسوية محتملة بين الاسرائيليين والفلسطينيين دون التطرق إلى تفاصيل دقيقة، الأمر الذي دفع بعض الفحماويين كما في كل مرة أن يتساءلوا عن الحسنات والسيئات والتبعات وانعكاسات الموضوع وظروف المعيشة ومستوى الحياة … فيما لو ..
الملفت للانتباه وبعيدا عن صلب الموضوع وعلى عكس المعتقد السائد ،يكتشف البعض أن حال الكثير من المدن الفلسطينية هذه الأيام ومع الحصار والتضييقات والاعتقالات والمصادرات والهدم ، أفضل بكثير من حال المدن العربية في الداخل من حيث البنية التحتية والتطور العمراني والمساحات الخضراء والمناطق الصناعية ومدن الملاهي والمجمعات التجارية عدا عن موضوع قدسية التربية والتعليم ونسبة الأكاديميين وعدد الجامعات والمراكز الثقافية والوعي الديني والوطني والثقافة العامة والذي نحن في الداخل أبعد ما يكون ..مع كل أسف وألم..! مع العلم أن الميزانيات التي تتلقاها بلداتنا العربية وبلدياتنا من السلطات الرسمية تفوق مئات المرات ما تتلقاه المدن الفلسطينية من السلطة الفلسطينية المحاصرة…ثم يدعي البعض ويتهم السلطة الفلسطينية بالفساد الإداري والمالي(أحترم كل الآراء..) ..وأسأل :إذا كان هذا حال المدن الفلسطينية ومع كل الفساد الذي ندعيه ويدعيه البعض، بهذا المستوى من التقدم والرقي والتنمية (نسبيا طبعا ) فماذا نقول عن حالنا وعن سلطاتنا العربية في الداخل إذن …! صَدِّقوني .. لن تجدوا في القاموس كلمة مرادفة للفساد تصف تماما وتجسد جيدا ما يدور في أروقة بعض بلدياتنا العربية .. لأن ما يدور في بعض بلداتنا العربية تخطى وتعدى كل المعاني والتعابير ..! ثم أسال نفسي أحيانا طالما نتحدث عن السلطات هنا وهناك: إذا كان هذا حالنا في ظل سلطات محلية وبلديات ممولة من قبل دولة رسمية بميزانيات هائلة ، فماذا سيكون حالنا في ظل سلطات وطنية محاصرة أو ما شابه..وفي ظل غياب دولة وعدم تمويل ..كما هو ..فيما لو.. ! الله يستر .
الاستراتيجية التي اتبعتها بلدية ام الفحم على مدار 25 عاما ولا زالت تتبناها الإدارة الحالية هي الحرص على جمع النفايات بانتظام وليته بانتظام ..!واعتمدت ايضا على تشغيل قدر أكبر من الموظفين والعاملين في مؤسساتها وبغض النظر عن الحاجة والضرورة (بلدية معاشات وجمع نفايات) بدلا من خلق فرص عمل من خلال توفير مناطق صناعية متطورة مثلا..وذلك وفق سياسة الاسترضاء والاستقطاب والتكتيم والوأد ..الأمر الذي يحافظ على استقرار البطون وإسكات الأذهان من جهة وتثبيت الكرسي لولاية جديدة من جهة أخرى لكنه أيضا أدى إلى حاضر مُتعثر ومستقبل متدهور لأم الفحم وذلك لان أكثر من 60% من ميزانية البلدية تصرف في هذا المجال وليس للتطوير والبناء..!.
المواطن الفحماوي تأثر سلبا جراء هذه السياسة وانعكس ذلك على حياته وأسلوب تفكيره بحيث تجد المواطن الفحماوي بدلا من أن يكون منتجا وفعالا ، يلهث وراء البلدية بشكل دائم من أجل وظيفة بسيطة جدا ليتقاضى مبلغا زهيدا جدا ..طبعا المعاش لا يكفي ..ثم يبدأ المواطن الفقير بتجميع أوراقه وإرسالها إلى كل المؤسسات ليتلقى التخفيضات والإعفاءات والصدقات …وبهذه الطريقة ضمنت الإدارات السابقة والحالية أن يبقى المواطن الفحماوي في خوف مستمر يلهث وراء لقمة العيش يصلي الخمس صلوات في المسجد الذي يصلي به المسئول كي يضمن رضا المسئول وليس الله ..! وإلا هل لديك تفسير آخر للذل والهوان الذي يعيشه المواطن الفحماوي هذه الأيام ..! ،يفتقد لأبسط الحقوق في الشارع وفي المدرسة وفي كل مكان ثم لا يجرؤ أن يعبِّر عن رأيه أو يغيِّر ..! والغريب في الامر تجد نفس المواطن يعبر عن رأيه في قضايا تخص العالم العربي بكل قوة وشراسة وعندما تسأله عن أم الفحم يطأطئ رأسه ثم يصمت صمت أهل القبور ..! وأنهي حديثي ،بل استشهد بموقف جريء لعضو الكنيست من الليكود (ميري ريجيف ) وبغض النظر من تكون هي وماذا تمثل ..لكنها ومن على منصة الكنيست وقبل أسابيع انتقدت سياسة الحكومة الاقتصادية المجحفة بحق الفقراء والمساكين ..فقال لها أحد أعضاء الكنيست : ألستِ من الائتلاف الحكومي ومن الليكود وهذه سياسة الحكومة التي تنتمين إليها .؟ كيف لكِ أن تنتقدين سياسة الحكومة التي تمثلكِ وتمثلينها ؟ فقالت له : أنا هنا أمثل الشعب ومصلحة المواطنين وليس الحكومة .!!.
.إذا كان هذا حال نسائهم ومن داخل الحكومة وليس المعارضة…فما بالكم أيها الرجال الفحماويين.. فما بالكم أيها الشباب الفحماويين… فما بالكِ أيتها المرأة والفتاة الفحماوية…ما الذي أصابكم ..ما الذي يمنعكم من التغيير والتعبير ! دراهم معدودة ..! لستم مذنبين أنتم …بل هم مذنبون..!.