حماري يبحث عن جورة شيد ليتبيض فيها
تاريخ النشر: 23/10/15 | 8:29سمعت نهيق غريب ما يشبه النواح ينطلق من نواحي حماري، فتوجهت إلى ناحيته، لأتبين الأسباب التي أوصلته إلى هذه الحالة، التي لا تسر الصديق ولا تسر العدو . ولما وصلت إليه، بدأ يموج نواحه، حتى أصبحت صوته، مثل صوت سيارات الإسعاف المبحوح، فرق قلبي فسألته :
– ما الذي أوصلك إلى هذه النوحي ..!؟
– ألم تلاحظ انني أعيش في سجن ..لا أستطيع الخروج منه .. فلم تعد تركبني لنسافر إلى الخضيرة أو العفولة , أو غيرها من المدن ..!؟
– أنت تعرف الأوضاع أيها الحمار اللعين .. وتريد فقط أن تصب الزيت على النار .. والحل ليس بيدي !
– بل الحل في يدك ..!!قال وكأني أعطيته الفرصة كي يقذف ما كان يخبئه في جوفه..
فداهمتني صدمة كادت تطيح بي، فصرخت به من أعماق كياني
– أنا..!؟ الحل بيدي .!؟ ويلك أيها الحمار اللعين ..!
– نعم بيدك .. !!رد متحديا
– كيف !!؟ صرخت به محاولا أكله حيا.
– تأخذني إلى جورة شيد وتدعني” أتمرمغ ” بها !!
– لماذا !!؟
– كي أصبح أبيضا ..فأسلم من أذى من أصبح قتل كل من هو أسود عندهم موضة شعبية !
– ولكنك نسيت أو تناسيت أن أصلك يحميك ..!! قلت ممن وجد شيئا، يهرب من مصيبة يكاد يقع فيها .
– تقصد أني من نسل سلالة حميرية مجيدة، “علا ” إلى البلاد من اليمن وهو يحمل على ظهره حاخاما يهوديا في زمن الحكم التركي !
– نعم .. أصلك وفصلك يدل على أنك يهودي ” كشير ” أكثر من نتنياهو !!
– ولكن الرصاص – يا سيدي – في هذا البلاد مصاب بعمى الألوان لا يرى إلا الأسود ..!!
– ولكن لنفرض أنك دهنت نفسك باللون الأبيض، فما يكون حالك للون عينيك !؟ قلت كمن وجد منفذا آخر يفلت منه .
– أضع على عيني عصابة زرقاء، تحميني من رصاصهم ، وتحمي عيني من رؤية الدم الأسود الذي يراق في بلادنا في هذه الأيام ..!!
بقلم : يوسف جمال – عرعرة