عقاب الأطفال بسبب الكذب
تاريخ النشر: 27/10/15 | 18:55“الاطفال الذين يخافون من العقاب هم أكثر عرضة للكذب” كتبت كاثرين لي، الخبيرة في العمر المدرسي للأطفال، في موقع About شارحة الأسباب التي تمنع الأهل من معاقبة طفلهم لتشجيعه على قول الحقيقة. فالتهديد بالعقاب قد يؤدي إلى نتائج عكسيّة بحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة McGill في مونتريال، كندا، إذ تم تقييم 372 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات لمعرفة ما هي المؤثرات التي تدفعهم للكذب. “كنا نريد أن نرى ما هي الأشياء التي تزيد من احتمالات خيانة الأمانة والصدق لدى الأطفال” تقول فيكتوريا تالوار، أستاذة مشاركة في الدراسة.
وقد ترك الباحثون كل طفل لوحده في غرفة لدقيقة واحدة، وطلب من كل ولد ألا ينظر إلى لعبة تُركت على طاولة وراءه في الغرفة. وصوّرت الكاميرا الخفية ما فعله الأطفال، وعندما عاد الباحثون إلى الغرفة، سألوا الأطفال سواء استداروا نحو اللعبة أم لا. وفي النتيجة تبيّن أن اثنين من ثلاثة كذبا حول ما فعلاه في الواقع. وفي الاستنتاج فإن الاطفال كانوا أقل عرضة لقول الحقيقة عندما كانوا يخشون من أن يعاقبوا.
وعليه فإن إعطاء الأطفال حافزاً إيجابياً غير العقاب يشجعهم على قول الحقيقة، مثلاً “سوف يكون من دواعي سروري إذا كنت تقول الحقيقة”، أو “هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، وسوف تشعر بالرضا عند قول الحقيقة”.
فكيف يمكن للوالدين تشجيع الاطفال على قول الصدق إذن؟ إليك بعض النصائح التي قدّمها الموقع المذكور:
للكذب وجهات نظرفي الواقع عندما يكذب الاطفال فذلك علامة على عدم نموّهم بشكل صحيح. وهذا لا يعني أنكم فعلتم شيئا خاطئا كأهل. نحن نريد من أطفالنا أن يقولوا الحقيقة، والحقيقة هي أن معظم الأطفال يكذبون – وهذا ليس طبيعيًّا فحسب- بل علامة على التطور المعرفي، تقول الدكتور تالوار.
يجب وضع المعايير في وقت باكر: التحدث مع طفلك عن دوافع الصدق هو الأهم. الأطفال الأصغر سنًّا يميلون إلى الرغبة في إرضاء آبائهم وغيرهم من الكبار، لأنهم أكثر عرضة للتأثر بالعوامل الداخلية. اشرح لهم أنك تكون سعيدا عندما يقولون لك الحقيقة. مع الأطفال الأكبر سنًّا، عليك اللعب على رغبتهم في فعل الشيء الصحيح والتأكيد على مقدار شعورك بالرضا عنهم عندما يصارحونك بكل شيء.
تذكر هذا الحافز الإيجابي: إذا تحدثت مع أطفالك عن الأشياء السيئة التي يمكن أن تحصل في حال كذبوا، فهذا لا يكفي. لأن “الأطفال يعرفون ذلك فعلاً” تقول تالوار. وبدلا من ذلك، عليك التركيز على الخير، لأن ذلك يوفر السعادة للطرفين ويبني بينكم ثقة ويجعل علاقتكم أقوى.
لا لمعاقبتهم عندما يعترفون بالحقيقة: عندما يكونون صادقين، علينا أن نقدّر تصرّفهم. فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك قد كسر إناء في الصالون فعندما يخبرك بما حدث فعلا، ليس عليك أن تغضب، بل اشكره لأنه قال الحقيقة واعمل معه من أجل التوصل إلى وسيلة للتعويض عمّا فعله، مثل القيام بأعمال إضافية لكسب المال لشراء بديل.