إنطلاق المشروع الفني “سفرطاس” بحيفا
تاريخ النشر: 28/10/15 | 10:06هو وهي عاشقان منذ الازل، حبيبان بقرب دقات القلب، وبعيدان كبعد المجرات، هي بقيت في “وطنها المؤقت” وهو سافر في قوارب الموت”، “ســفــرطــاس” مشروع مسرحي غنائي جديد، يخرج من حيفا اولا ومنها الى تونس ولبنان واستراليا في الاشهر القادمة.
فبعد اعدادات حثيثة في الاشهر الاخيرة ينطلق في حيفا الاسبوع القادم، العرض الاول للمشروع المسرحي الغنائي “سفرطاس” للفنان وسيم خير. وهو مشروع عمل مركب يتجسد بحوار ثلاثي على الخشبة يجمع بين النص الدرامي, الغناءي والموسيقى، بأبعاده الثلاثة، يوخزنا في مواجع عميقة هي الغربة والوطن والحب.
هذا العمل الذي ولد بوحي اللقاء مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يروي قصة حبيبين عاشقين منذ الطفولة في احد مخيمات اللجوء، هي بقيت تغني حكايتهم في المخيم ” الوطن المؤقت”، وهو سافر في قوارب الموت الى غربة جديدة، فهل ستلتقي روحيهما واحلاهما بعد اليوم؟ في هذا العمل يتخاطب العاشاقان بالنص وبالغناء معاً، يتمازجان وينفصلان على نبض الشخصية الثالثة “القيثارة”، مصدر التحكم في حالتهما توجههم من اقصى الحب حتى اقصى الجنون.
يقول الفنان وسيم خير، ان شذرات هذا العمل تجمعت بعد زيارة قام بها الى مخيمات اللجوء في لبنان بداية هذا العام، ضمن جولة عروض لمسرحية “في ضل الشهيد” في بيروت والمخيمات الفلسطينية, ذلك اللقاء مع اللاجئين الفلسطينين، العالقين في المخيم بين اليأس من العودة وطول انتظارها، وبين البحث عن حياة افضل في لجوء جديد في الدول الاوربية، وثق وسيم خير خلال زيارته بالفيديو والكتابة تلك الحوارات مع شباب الفلسطينيين حول ما آلو اليه حتى اصبحت رحلة الموت بديلاً لحياة المخيم.
على بعد خطوات من فلسطين الأم، يعيش اللاجئون الفلسطينون اسوأ ظروف الحياة، واليوم انضم اليهم اللاجئون السوريون، ظروف مأساوية من التراكم السكاني، دون توفر ادنى الشروط الحياة البسيطة، مثل الكهرباء الصحة والعمل، ورغم كل هذه الظروف يقول وسيم : “هناك اناس ايضا يحبون حياتهم في المخيم ولا يرون انفسهم خارجه, يعتبرونه وطنهم المؤقت حتى العودة للوطن الاصل. ”
كما اجتمعت مأساة الشعب الفلسطيني والشعب السوري في مخيم واحد، جمع وسيم خير في “سفرطاس ” نصوصه وعصارة لقاءاته الاخيرة، مع نصوص ابن الجولان الكاتب شادي ابو جبل، حول مأساة اللاجئين السورين في رحلات الموت، وقصائد ابنة غزة الشاعرة الشابة حنين جمعة، كل في دوامته، التي تم نسجها في جدلية بين العاشقين، تغنيها وتمثلها الى جانب وسيم الموهبة الشابة منى ميعاري، ونبض حي يرافقهم هو عزف للقيثارة في الخلفية، مع العازفة والملحنة الشابة رقية عابد، التي لحنت ووزعت اغاني العمل جميعها.
هذا ويتم العرض الاول لمشروع “سفرطاس” الاسبوع القادم في قاعة كريغر للعروض في حيفا – منطقة الكرمل الفرنسي، العرض والمشروع هو انتاج مستقل للفنان وسيم خير، والذي من المقرر عرضه في الشهر القادم في تونس، وفي شباط سيصل الى مخيمات لبنان ومنها الى استراليا ودول اوربية اخرى. نصوص العمل : حنين جمعة، شادي ابو جبل، وسيم خير، اعداد واخراج : وسيم خير، تلحين: رقية عابد، تصميم اضاءة : نزار خمرة.