أمٍ تنشرُ رائحةَ وطن

تاريخ النشر: 17/06/13 | 7:33

أمي تُقشرُ روحَ ألوطن ، تزيلُ الزبدَ في عتمه ، تحاكي قِصص أنباء فلسطين ، لتنسج خيطَ الوطن

تصمتُ رهفةٌ بحالِ أمةٍ وتبكي لحظات ، أمٌ تعيشُ بينَ حقولِ الغامٍ وشهداءٌ برائحةِ مسكٍ ، عفانةُ قذارةُ إنسان

حكايةٌ غجرية ، كردية ، أشورية ، كلدانية ، كنعانية ، بالنهاية أمٌ فلسطينية ،

أمي قصةُ حنانٍ محمومٍ بأذرعِ كلماتٍ عذبه ، تهمسُ بتفاسيرِ لأبجدياتٍ بأذرعها الطويله والمطويةُ بجبالٍ من الذكريات ، ضُمت لترتعش كلماتُ الحزنِ بين ذراعيها ليكونَ ، صمتاَ ، خوفاً ، في لحظات ،

حكايتها كنعانية ، صبغت أنوارها ، بلهيبٌ قرامطي ، يونان بحريٌ عربيٌ صامتٌ بآبار نفطٍ غارقٌ بعباءةٍ سرمديه

حكايةُ عشقٍ للحياةِ والحياةُ ترتلُ بعضٌ من تَراتيلِ صورةُ الحياه ببعضَ سور

هي بنت صمتِ قرنِ العشرين ، حاولت التغزل بأبجدياتٍ عربية ، سيمفونية صمتها اقتحمت أشواكٌ زادت من صمتِ أمة غلبها الصمتُ

لحنت خمسٌ وستون مقطع ، صبغت ستةٌ وأربعين ثوباً ، صامت ألاثنين والخميس ، صلت كل الصلوات المفروضةَ والنوافل ، كلُ أيامِ رمضان صامتها ، لتحجَ البيتَ العتيق

وفي لحظةٍ هربت ببساتين ضيعتها الأولى لتعيشَ بصمتِ قمرٍ يحومُ بينَ النجمات

زهرةٌ تقصفُ بشعرها سنبلةٌ غائبةٌ بين ثنايا طيوِرِ الحبِ وبعضٍ من الحكايات ،

باحثة ٌ عن أجنحةِ خبزٍ لأطفالٍ عاشوا بأحلام الانتصارات ،

لتعيشَ بصمتٍ تثمُر نظراتها ، بعضِ كلمات ،

فهي تتقنُ ، تقلبُ أوراقَ المصحفِ بعشةُ الظلال ، تعيش بأحرف الله بخشوعٍ وإصرار

ذاكرةٌ عاشت بقارعةِ نسيانٍ ، نجومها باقاتُ زهورٍ تحملها بفراغِ صمتُ الكلمات

بمسمارِ حياةٍ تتوجعُ لإستيقاظِ وحوشٍ ، سحقت بقدمها عبيرِ زهورِ نيسان

تمضي بها الأرضُ والارضُ بها تجري ، لتمدد مسافاتها بينَ الأزقة والحارات

لتستيقظَ وحوشِ الصباحِ ، وغرابُ الليلِ ، ووطواطُ الضجرِ بهمسُ

أين تمضي بعمرها بعد الستين ، وهل العمرُ يبقى بظلِ قاموسٍ من النكبات

لوطنٍ عاش بها وعششت روحِ أرضه بقلبها بحديثٌ طالَ عن الذكريات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة