بركة في كفر قاسم: ننحني لدم الشهداء

تاريخ النشر: 29/10/15 | 11:25

أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه صباح اليوم الخميس في كفر قاسم احياء لذكرى المجزرة الـ 59، على أن رمز انتصارنا هو أننا نجحنا أن نصنع جيلا ثائرا بعد جيل، وأن الأجيال الشابة المنتشرة في هذه الذكرى، تؤكد أن لا نسيان ولا غفران.
وقال بركة، إننا اليوم وفي هذا المقام ننحني لدم الشهداء وننتصب لمواصلة المسيرة، نقبّل جراح الجرحى ونضمدها للانطلاق الى الأمام، نقبّل أحفاد الشهداء وننجب جيلا ثائرا بعد جيل، ومن اعتقد أننا سننسى، فهو مخطئ لأننا لن ننسى ولن نغفر، وأنا أريد بشكل خاص أن أحيي جحافل جموع الشباب والشابات الذين ما زالوا على العهد قابضين على ذكرى الشهداء، وعلى مشروع البقاء والتجذر بكل قوة، فهنيئا لشعبنا بهؤلاء الشباب، وهنيئا لنا بهذه الأجيال، وهنيئا لنا بهذا الاصرار وبئس المعتدين الذين راهنوا على زوال وراهنوا على خونف وعلى وجل، فإذا بنا نصنع جيلا ثائرا بعد جيل.
وتابع بركة قائلا، إن الحركة الصهيونية ما تزال مسكونة بعقلية المجزرة، هذه العقلية لم تبدأ في 29 أكتوبر من العام 1956، بل كانت مجازر قبل ذلك، قبل النكبة وبعد النكبة، ولكن هذه العقلية ما تزال تعشش في المؤسسة الحاكمة حتى اليوم، ولكن إذا كانت ممارسة هذه العقلية من خلال ما يسمى “قوات الأمن” فالأيام الأخيرة تجاوزت كل منطق، حينما يقف رئيس الحكومة ووزير أمنه ويعلنان اعطاء الضوء الأخضر لكل من يطلق النار على من يظنونه عربيا و”مخربا” بقاموسهم. وهذا عمليا اعلان صريح من دولة إسرائيل أنها انتقلت بتفكيرها من عقلية الدولة الى عقلية العصابة بشكل معلن. وهذا معناه أن كل عربي وكل فلسطيني في كل زاوية يمشي ودمه مهدور. وقال، نحن أبناء الشعب الفلسطيني الباقون في وطنهم لا يمكن أن نقبل بهذه المعادلة، دمنا هو دم الأرض وبقاؤنا هو بقاء الارض وأما هم فزائلون، لأننا باقون وباقون أبدا.
وقال بركة، إن نتنياهو مصاب بثلاث لوثات، أولها لوثة الحقد على الشعب الفلسطيني وعلى كل من هو فلسطيني، حتى بلغ به الأمر أن يعطي صك براءة لأدولف هتلر من دم اليهود، ليلصقه به بنا، وهذا يدل على انحطاط. واللوثة الثانية لوثة الاستعلاء والتكبّر وجنون العظمة، فأمس دخل النائب باسل غطاس الى المسجد الأقصى، وفي حضوره هناك ليست قيمة قدسية المكان، وإنما أيضا قيمة الوحدة الوطنية. أما نتنياهو فيقول إنه ينصح اعضاء الكنيست بأن لا يخرقوا اوامره بعدم دخول الأقصى، وأصبح يشعر أنه الآمر الناهي فوق الجميع.
واللوثة الثالثة، وهي اللوثة الثابتة عليه منذ أن بدا حياته السياسية وهي لوثة الكذب، فهذا الجرل يحاول أن يزور التاريخ ويطوّع الحقائق لروايته الكاذبة، ولكن نقول له من هنا، أنه مهما زوّرت، فإن الاحتلال زائل وشعبنا سيقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وسيرفع كما قال الرئيس الراحل ياسر عرفات، شبل فلسطيني، وزهرة فلسطينية، علم فلسطين على أسوار القدس ومآذن القدس وعلى كنائس القدس، شاء من شاء وأبى من ابى.
وحذر بركة من الهجمة المستفحلة لتجريم عملنا السياسي، وطرح روايتنا وكأنها خارجة عن القانون، بينما روايتنا منسوجة في تضاريس هذا الوطن، روايتنا منسوجة في أفئدة أبناء هذا الوطن، روايتنا منسوجة في تاريخ هذا الوطن، أما رواياتهم فهي رواية دخيلة. وفي هذه الأيام تتعرض الحركة الاسلامية لتحريض أهوج لإخراجها عن القانون، ونحن نقول لإخواننا في الحركة الاسلامية ولأخينا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة: لن تكونوا وحيدين ولن نسمح لهم الاستفراد بكم، فالحملة ضدكم هي حملة ضدنا جميعا، هي حملة ضد شعب بأكمله. وشدد على أن الحكم الجائر المفروض على الشيخ رائد صلاح بسجنه 11 شهرا انتقاما منه لالتزامه بقضية الاقصى والقدس والاقصى والمقدسات، ونحن يا شيخ نعتز بهذه “التهمة”.
وأضاف بركة قائلا، إنه في يوم الأحد المقبل، ستحدث سابقة في تاريخ جماهيرنا العربية عندما يدخل الأخ سعيد نفاع النائب السابق، الى السجن لسنة كاملة بزعم أنه دخل الى دولة معادية والتقى منظمات عادية وفق القاموس الاسرائيلي، وسورية وطن وليس دولة معادية لفلسطين ولا للفلسطينيين، وهذا الأمر يجب ان يفهمه كل قباطنة السياسة هنا.
وختم بركة باعثا برسالة المحبة، وبرسالة الوريد الى الوريد ورسالة الدم الى الدم، أبناء شعبنا الفلسطيني الأبطال الذين يقفون في وجه الاحتلال من أجل كنسه واقامة دولة فلسطين. واستذكر بركة الابطال الذين اخترقوا حصار كفر قاسم غداة المجزرة، الراحلين ماير فلنر وتوفيق طوبي، ونستذكر أيضا الحاضر بيننا لطيف دوري، ثم قرأ مقطعا من قصيدة توفيق زياد “كفر قاسم”.

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة