القيادة في العهد الجديد

تاريخ النشر: 01/11/15 | 6:09

ستمر سنين طوال حتى نفهم كيف انهارت نظرية “الهيمنة” التي ترتكز على الفوقية الاقتصادية، العسكرية والتكنولوجية الممزوجة بالتهميش التام من مركب الوعي العام، هذا المركب الذي يضرب بنا اليوم، مركب ديناميكي لا يكف عن الحركة، بل انه يتطور طرديا ويحتاج الى علاج متطور وليس فقط عبر الشعارات الفارغة. إن الغرب ونحن معه لم نعي كيف نوجد بديلا محتلن عندنا، ففي لحظة تهب شرارةذ اسمها الاقصى، يتجلى فراغ كبير وخطير، يسمح لدول وقوى مؤثرة وأفكار غريبة بالدخول الى المجال الاجتماعي المركب، مجال اجتماعي يكون الشفافين الاغلبية فيه، وهذه الاغلبية قادرة على ترجمة الافكار الى افعال مباشرة. هذه الاغلبية تحمل عادةذ – دي. ان.أي – التمرد المدني.
إن الفكر الذي حلق في الفضاء الخارجي للمجتمع كقوى غير ملموسة اصبحت الآن في لب الوعي داخل المجتمع كبديل – للخليفة -، هناك، استوعبت الافكار وتُرجمت في لحظة تاريخية الى أفعال فككت دول وانظمة وحدود، مع اصطناع قوى مركزية اجبرت الغرب كله على التعامل معه عرضا وطولا في جبهة ثلاثية الابعاد لم يُعرف عمقها حتى الآن. لقد خلق هذا الصراع كارثة انسانية تفجرت على صورة سيل من اللاجئين، تدافع بشري هائل يدفع انظمة الغرب الى رد فعلة خاطئة من التقوقع الدفاعي الذي جاء متأخر جدا.
هنا تُعرف تحديات “القوى العظمى المتجددة” والتي تستطيع التأثير من خلال المعارك “الوعيوية” المدعومة بطرق قتالية شبكية تحمل فرصة – تاريخية – للاختراق والتأثير كبديل عقلاني متزن، بديل ملائم وغير مكلف وحتى وإن كان ليس سهلا الا انه يمكن الاستخلاص منه فهما جديدا لمصطلحات مثل “النصر”، “الحدود”، تركيبة القوى”، “المعارك على الوعي”، “ديناميكية القيادة”، “المثال الحسن”، الائتلاف”، و “العلاقات الخارجية”
حاليا، وضحت الصورة في قدرة الدولة على التحول الى قوة عظمى والتعامل مع تحديات جبهات “المعركة”ذ الجدد، تتجلى هذه القدرة في حجم التكاتف الإجتماعي بكل مركباته ولكنها تستند بالأساس على قائد يمكنه ان يوحد صفوف المجتمع كله ويتواصل مع شعوب اخرى تحمل نفس النهج مما يخلق هيكلية قوية قادرة على الوقوف امام التحديات العملية والفكرية.
ان النجاح المباشر للقيادة الوطنية هذه الايام هو إيجاد القاسم المشترك الذي يمكن افراد ومجموعات، من خلال الفخر والانتصار، المبنية علىذ التعاون، تعليم ورفاهية اجتماعية ثابتة. كل هذا هو العكس الواضح من الاقصاء المرتبط بالدين والقومية، اقصاء يخلق العداوة داخل المجتمع ويكون عنصرا مركزيا في حرب اهلية لا اقل.
ان المطلوب من القيادة الوطنية الاسرائيلية, حتى تتمكن من احداث التغيير “الوعيوي” هو تغيير الفكر الذي تعمل على اساسه قوى الائتلاف السياسي، فمن اجل تحريك عملية الشراكة بين كافة اجزاء المجتمع، على كافة شرائحه ان يكونوا شركاء في السلطة التنفيذية وخصوصا تلك الاجزاء المهمشة، شراكة في السلطة وفي العملية السياسية السلمية، من خلال وعي تام انه لا يمكن التسليم بأن هناك جماهير كاملة تحمل مشاعر الانفصال وفراغ الخاسرين وعديمي القيمة.
ان للمجتمع الاسرائيلي مجسات ذكية وهم من حدد نتائج الانتخابات الاخيرة، ومع هذا فأن مستقبل اسرائيل الامني والسياسي متعلق في ترابط المصلحة القومية مع توسيع المجال الديمقراطي, هذه الوصفات تُحسن حالة المجتمع وتزيد من مناعته وقد تمنع أي ضربات خارجية.
هذه لحظة القيادة الحاضرة، التي تعي ان الفوارق بين الائتلاف والمعارضة تتلاشى مع حل عائق الرئاسة، عليها ان تعمل لتطبيق اطار سلطوي مشتركذ ووحدة ترتكز الى القوة وليس بسبب ضعف او ازمة، وتطبيق مقولة تمزيق ثوابت الماضي وبناء الوطن المتجدد، انه اداة استراتيجية حقيقية تقلب الموازين وتفرز حالة وعيوية قادرة على قطع التخبط الحالي بضربة واحدة، هذا هو ما يمكن ان يكونذ الارث الوحيد لرئيس الوزراء الحالي وحتى اشعار آخر – بنيامين نتنياهو.

المحامي شمعون بطاط
مدير عام حزب العمل السابق

shm3onb6a6

تعليق واحد

  1. السيد شمعون بطاط مقالك فيه الكثير من المصطلحات ربما هيه علميه لكنني لم اجد اي رابط بين هذه المصطلحات لم افهم اي رساله تريد ان توصلهل للمجتمع الاسرائيلي بكافة اطيافه من خلال هذه المقاله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة