ثم بعد الانتخابات تعود حليمة إلى عادتها القديمة
تاريخ النشر: 20/06/13 | 2:30جرت العادة واعتاد الناس في وسطنا العربي أن يعاني المواطن على مدار اربعة أعوام ونصف ويُحرم من الخدمات الأساسية وفي جميع المجالات، ثم وفجأة وعلى حين غفلة وبقدرة قادر ومن دون سابق إنذار وتحديدا قبل الانتخابات للسلطات المحلية بأشهر وأيام معدودات،تمطر السماء بماء منهمر من الميزانيات على البلديات ..ولا أدري من أين ..وتبدأ قرقعة الجرافات والشاحنات منذ ساعات الصباح الأولى توقظ الأطفال والشيوخ والنساء لتقول لهم : نحن هنا ..المشاريع العمرانية بالجُملة.. شق وتعبيد شوارع(طبقة اسفلتية وهمية تصمد حتى تمر الانتخابات ثم تعود الحفر كما كانت..) …وإزالة أوساخ وإنارة شوارع ظلت مظلمة عدة سنوات (ثم تعود مظلمة بعد الانتخابات وتعود الأوساخ كما كانت..)..وزرع ورود بألوان مختلفة مؤقتة(ثم تذبل الورود من قلة المياه والاعتناء بها وتموت ..بل تنتحر بعد الانتخابات مباشرة وليتها كانت ورود بلاستيكية حتى لا تتعذب وتموت..)…ووعودات وهمية للرياضة والشباب (كما في كل مرة..)..ما شاء الله …وبهذه الطريقة التضليلية بعض السلطات المحلية العربية تتعامل مع المواطنين على أنهم سذج أو معاتيه ويكفيهم الاعتناء بهم وتقديم الخدمات لهم ووعودا اشهر معدودة قبل الانتخابات أو أيام …ثم بعد الانتخابات تعود حليمة إلى عادتها القديمة ،الأمر الذي يذكرني بالذي كان يغير ملابسه ويغتسل يوم العيد فقط أو يوم زفافه ،ثم لا يفارقه ما اعتاد علية طيلة ايام السنة…!.
ومن هذا المنطلق نوجه نداء لأنفسنا أولا ومن ثم لكل المرشحين وفي جميع البلدات العربية أن يسعوا جاهدين فيما لو تم انتخابهم من أجل تغيير المفاهيم اولا وأن يعملوا وفق خطط مدروسة وبرامج مهنية وبغض النظر عن التوقيت أو موعد الانتخابات…ونعتقد أن الحاجة أو المشروع لا يمكن تأجيله سنوات إن توفرت الميزانيات كي يذكره المواطن يوم الانتخابات….بل إذا كانت ضرورية هذه المشاريع من وجهة نظرنا وملحة فهي ضرورية طيلة ايام السنة وبدون أي علاقة للانتخابات ،واعتقد حينها سوف يذكرها المواطن بمنطق آخر وايجابية .. ..ونحمد الله أن المستشفيات في هذه البلاد ليست تحت تصرف بعض السلطات المحلية العربية وإلا سوف يتم تأجيل كل العمليات الجراحية والمعقدة إلى ما قبل الانتخابات بأيام حتى يحظوا ويضمن المرشحون تأييد الناخبين وصلواتهم …أو يموتون… ليس هكذا تبنى الامم ..وليس هكذا تدار السلطات المحلية …وليس صدفة ما نحن فيه من…..